الأردنيون رابع أذكى الشعوب العربية.. دراسة منذ 2006 أعيد نشرها ثلاث مرات

الأردنيون رابع أذكى الشعوب العربية.. دراسة منذ 2006 أعيد نشرها ثلاث مرات

  • 2017-11-18
  • 12

 

أكيد- أنور الزيادات

تداولت مواقع أخبارية محلية يوم الأربعاء 15 تشرين ثاني 2017 خبرا حول معدل ذكاء الأردنيين بالنسبة للدول العربية وهو خبر قديم يعاد نشره للمرة الثالثة منذ عام 2013، على أنه خبر جديد.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن العديد من المواقع الإخبارية نقلت الخبر وهو من الأخبار الخفيفة التي تثير اهتمام المتابعين وبعناوين مختلفة " الأردن في المرتبة الرابعة .. تعرف على أذكى الشعوب العربية، أذكى الشعوب العربية.. أين وقع الأردنيون؟ ،الأردنيون رابع أذكى الشعوب العربية والأردن في المرتبة الرابعة عربياً في مؤشر الدول العربية الأكثر ذكاءً.

ونُقل الخبر الذي نشر يوم 14 تشرين ثاني 2017 عن الموقع الإلكتروني لتلفزيون "روسيا اليوم " تحت عنوان " أذكى الشعوب العربية" ومما جاء فيه " في الإنفوجرافيك التالي ترتيب لأذكى الشعوب العربية (IQ) بناءً على دراسة أجريت بين 2002-2006 من قبل عالم النفس البريطاني "ريتشارد لين" والبروفسور الفنلندي "تاتو فانهانين" حيث شملت الدراسة أكثر من 80 بلدا".

وكان الموقع الإلكتروني لمحطة "روسيا اليوم"، أيضا نشر في منتصف شهر ايار عام 2016 رسما غرافيكي تحت عنوان "إنفوجرافيك: أذكى 10 دول عربية وفق مقياس IQ"، بدون أية معلومات ولم يشر إلى أي تفاصيل للدراسة التي اعتمد عليها خاصة في اطار الزمان والمكان.

الخبر والمعلومات ذاتها نشرها الموقع نفسه يوم 27 تشرين ثاني 2013 بعنوان" دراسة: الشعب العراقي أذكى الشعوب العربية وتنتهي القائمة بقطر والسودان" ، ولكن بصياغة مختلفة.

المواقع المحلية التي نشرت الخبر وقع في ممارسات غير مهنية، فبعض المواقع رغم انها إعادة نشر مادة قديمة الا  أنها أشارت الى المصدر وأوضحت زمن الدراسة وهو من العام 2002 الى 2006، فيما مواقع اخرى أوضحت تفاصيل الدراسة وأهملت المصدر أي الموقع الذي نقلت عنه.

ونشرت مواقع محلية أخرى الخبر دون تحديد الجهة أو اسم الباحث الذي أجرى الدراسة، ومجتمع الدراسة  وموعدها ،وهذا يعني  أن المواقع  نشرت المعلومات بهذه  الطريقة وبعيدا عن توضيح وقت اجراء الدراسة وتاريخها الحقيقي، وهو الامر الذي يَضُرُّ بمعيار الوضوح والدقة.

هذه الأخبار ليست قديمة فقط في وسائل الأعلام  الخارجية بل نشرتها وسائل الاعلام والمواقع الاخبارية الاردنية سابقا، ففي عام 2016 تم نشر الخبر على نطاق واسع في المواقع المحلية وبذات العنوان"الأردن بالمرتبة الرابعة بين أكثر الدول العربية ذكاء" كما نشر في العام 2013 ايضا بعنوان مشابه الاردن الرابع عربيا في قائمة البلدان الأكثر ذكاء ..والعراق يتصدر.

ويرى (أكيد) أن العديد من المواقع التي نشرت الخبر مؤخرا، صاغته بطريقة جعلت الأمر يبدو كما لو أنه خبر جديد، في حين أنه لا يوجد ما يستوجب إعادة النشر لدراسة نفذت ونشرت نتائجها قبل سنوات. وحتى لو ارتأت المواقع الاخبارية مبررا لإعادة النشر، فإن الإشارة إلى أن الخبر قديم ضرورة مهنية.

ووفق المعايير المهنية، فإن تداول خبر قديم وتسويقه للجمهور بوصفه جديدا يخل بمعيار الوضوح، الذي يشترط أن يكون المحتوى الإعلامي محددا وواضحا في ذكر الوقائع والأحداث، ومستوفيا لعناصره الأساسية، من بينها الزمن، الأمر الذي لم يتحقق في هذا الخبر.

بعض المصادر العالمية تقوم أحياناً بتضليل القراء، وربما وسائل الأعلام، وذلك بسبب الثقة الزائدة بها  خاصة أنها راكمت قدرا من السمعة والمصداقية، ما يجعل الرأي العام سريع التأثر بها، فضلا عن أن تقاريرها تنقل وتترجم في أنحاء العالم، وتصبح مرجعاً في القضية المثارة، وتنقل وسائل إعلام محلية ما هو جذاب منها، ولكن من دون مسؤولية تجاه محتواها.

وقوع وسيلة إعلام معينة بخطأ مهني ممكن أحيانا، لكن نشر هذا الخبر في جميع هذه المواقع بشكل متزامن , يكشف عن تفشي ظاهرة النسخ واللصق والتي تشكل تجاوزا على أخلاق المهنة وعدم رد الأخبار لمصادرها.

وكان مرصد مصداقية الاعلام الاردني أكيد نشر بتاريخ 16 أيار 2016 تقريرا بعنوان" الأردنيون الرابع في الذكاء عربيا.. كيف وقع الإعلام المحلي في التضليل؟".