حفل "ياني"  التصريحات الرسمية المتضاربة تُربك وسائل الإعلام

حفل "ياني" التصريحات الرسمية المتضاربة تُربك وسائل الإعلام

  • 2017-02-22
  • 12

أكيد – آية الخوالدة

أربكت التصريحات الرسمية المتضاربة وسائل الإعلام المحلية حول التوجه لإقامة حفل فني في مدينة العقبة للموسيقار اليوناني" ياني" من عدمه، في قضية أثارت نقاشا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي.

بدأت القصة إثر نشر صورة لكتاب صادر عن سلطة منطقة العقبة الخاصة انتشر على منصات التواصل الاجتماعي يشير إلى تخصيص السلطة مبلغ 100 ألف دينار أردني لدعم الحفل، وبعدها بدأت الجهات الرسمية المعنية بالقضية بنشر أخبار تتحدث عن إلغاء الحفل تارة، وتعود لتؤكد اقامته تارة أخرى.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" من خلال تتبع هذه القضية، كيف أن الإعلام وقع في فخ التضليل الرسمي في نقل تصريحات متضاربة، ساهمت في تضليل الرأي العام وتشويشه الذي بقي بلا معلومة تنهي الجدل حيال إقامة الحفل أو إلغائه.

وتتبع "أكيد" كيف تناقضت وسائل إعلام في تغطيتها للموضوع، بعد انشغال مواقع التواصل الاجتماعي بالوثيقة التي تداولوها وطالبوا من خلالها إقالة رئيس الوزراء هاني الملقي ورئيس منطقة العقبة الاقتصادية، بدعوى أن مثل هذا الدعم يأتي في ظروف اقتصادية صعبة يمر بها المواطن الأردني، نتيجة لارتفاع أسعار العديد من المنتجات.

تناقضت الروايات الإعلامية ما بين خبر إلغاء الحفل أو تأجيله، وبين خبر استمرار  الحفل مع الدعم الحكومي أو من دونه، وذلك بناء على  تصريحات صدرت عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة تضمنت معلومات متناقضة.

وبحسب الناطق الإعلامي الرسمي باسم المفوضية عبد المهدي القطامين فإن "التخبط الذي حصل في وسائل الإعلام المحلية يعود إلى سوء التنسيق من قبل السلطة، وعدم الدقة في الإجابة عن اسئلة الصحفيين لتوضيح الموضوع".

وبين أن المشكلة سببها أيضا أن الصحفيين تحدثوا مع أشخاص ليسوا أطرافا في القضية، ونسبوا تصريحات لمسؤولين لم يتحدثوا بها".

وأضاف القطامين "أحد النواب اتصل مع رئيس السلطة، ونقل عن الرئيس قوله أن الحفل لن يقام، وصرح النائب بهذه المعلومات لأحد الصحافيين وقام بنشرها ونقلها على لسان رئيس السلطة. والعديد من الوسائل الإعلامية تناقلت ما صدر من تصريحات دون العودة إلى المصادر المخولة للحديث في السلطة".

وحول سؤاله عن تصريحه لإحدى الصحف اليومية عن إلغاء الحفل، قال القطامين "تواصل معي مندوب الصحيفة وأخبرته بعدم مقدرتي على الإجابة، حيث سيصدر بيان الرسمي بعد وقت قليل على وكالة الأنباء "بترا (..) ومن ضمن سياق الحديث أوضحت بأن الاحتمالات جميعها قائمة، وفضل هو أن يختار احتمالية "إلغاء الحفل".

وبعد ذلك، والقول للقطامين، بدأت التصريحات المتضاربة تنتشر في وسائل الإعلام.

وجاءت بداية المتابعة الصحفية للقضية بأخبار حملت عناوين تؤكد "إلغاء حفل ياني في العقبة"، ونشرت العديد من الوسائل خبر إلغاء الحفل على لسان رئيس مفوضية سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ناصر الشريدة، بينما نسبت وسائل أخرى الخبر إلى الناطق الإعلامي الرسمي باسم المفوضية عبد المهدي القطامين، مؤكدة إلغاء الحفل نتيجة لردة الفعل الغاضبة التي أبداها رواد مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتهم.

صحيفة يومية نشرت بحسب مصدر حكومي، تأكيد رئيس الوزراء على أن يكون المبلغ المدفوع سلفة مستردة مرتبطة بريع الحفل وأشارت في متن التقرير إلى قرار إلغاء الحفل وفق الناطق الرسمي، علما بأن الحفل لم يلغَ. وجاء العنوان "إلغاء حفل "ياني" في العقبة إثر ضجة على "تمويله"، وتم تعديله ليصبح "الملقي لسلطة العقبة: دعم حفل "ياني" "سلفة مستردة".

ونشرت فضائية أردنية توضيحا من سلطة العقبة حول سبب إلغاء الحفل، ونسبت إلى مصدر مجهول في سلطة إقليم العقبة الاقتصادية الخاصة أن إلغاء حفل الموسيقار العالمي "ياني" جاء لعدم وجود جدوى اقتصادية وسياحية للمدينة، ونشرته مواقع أخرى قبل أن تعدل الخبر الأصلي باستمرارية الحفل ودعم السلطة له.

وفي المقابل أكدت وسائل إعلامية قرار موافقة رئيس المفوضية على إقامة ودعم الحفل الفني في نيسان المقبل، بناء على تصريح من مصدر مسؤول في سلطة مدينة العقبة دون ذكر اسمه.

فيما نشرت العديد من الوسائل الإعلامية البيان الصحفي الصادر عن سلطة منطقة العقبة الاقتصادية والمنشور في وكالة الانباء الأردنية والمتضمن التأكيد على إقامة الحفل وتوضيح السلطة لطبيعة هذا الدعم وآلية استرداد المبلغ مع الأرباح من  عوائد ريعه.

ونشر موقع اخر تصريحات للشريدة حول الحفل لإحدى الفضائيات وتبريره دعم الحفل بمبلغ 100 ألف، ومنها من حاور الشريدة الذي أكد إقامة الحفل في السادس عشر من نيسان المقبل.

إلا أن الأمر لم يتوقف عند ذلك، إذ بعد صدور البيان الرسمي في السابع عشر من الشهر، نشر موقع أخباري تقريرا في الثامن عشر من شهر شباط، على لسان الناطق الإعلامي في المفوضية عبد المهدي القطامين أن الحفل قائم وأن المفوضية تراجعت عن دعمه، ما اضطر الجهة المنظمة له "مؤسسة أصدقاء المهرجانات الأردنية" اللجوء إلى القطاع الخاص.

وهو الأمر الذي نفاه القطامين في حديثه لـ "أكيد"، حيث بين أن ما جرى من حديث مع الموقع الإخباري الأخير تضمن إقامة الحفل بناءا على الدعم المسترد من بيع التذاكر والدعم المتأتي من القطاع الخاص، والذي بلغ حتى لحظة إعداد التقرير 265 الف دينار، نافيا أن يكون قد صرح بإلغاء الدعم، والذي تمت الموافقة عليه من قبل مجلس المفوضين في السابع عشر من الشهر الجاري.

وأشار القطامين إلى أن المبلغ المالي 100 ألف مقسم بالنصف بين السلطة وشركة تطوير العقبة، بحيث تدفع كل منها مبلغ 50 ألف دينار، وهو الأمر الذي لم تشر إليه معظم الوسائل الاعلامية التي نشرت الخبر، باستثناء موقع إخباري واحد.

حُسم الإرباك الحاصل عقب مؤتمر صحافي عقده رئيس السلطة الخاصة ناصر الشريدة في العشرين من الشهر الجاري، للحديث عن الخطة الجديدة لإعادة مدينة العقبة إلى المشهد الاقتصادي العالمي وتحدث خلاله عن إقامة حفل "ياني" في موعده ودعمه بالمبلغ المذكور، إضافة إلى توضيح أهميته في ترويج العقبة عالميا.