أكيد

نشرت عشرات المواقع الإخبارية الأردنية خبراً عن وفاة أُم بحادث سير وقع مساء الأربعاء الماضي بمنطقة ضاحية الرشيد، معتمدةً على منشور تضمن معلومات غير دقيقة عن سبب رجوع السيارة إلى الخلف، وتسبب الحادث في وفاة السيدة ربى الخريسات نتيجة نزيف داخلي بعد أن حاولت إنقاذ طفليها.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تابع الأخبار التي نشرتها المواقع الإخبارية ولاحظ وجود خلل مهني في التغطية يتعارض مع أخلاقيات العمل الإعلامي من خلال التعامل مع الرأي باعتباره معلومات تدل على وقائع.

 فقد تضمن الخبر معلومات لا يمكن التحقق منها، وعلى الأرجح أنها غير دقيقة، وتُسبب إساءة غير مقصودة للأطفال، إذ اعتمدت معظم المواقع الإخبارية التي نشرت هذا الخبر على منشور لأحد الأشخاص على موقع "فيسبوك" تواجد بالصدفة في المستشفى عند إعلان الأطباء الوفاة في اليوم التالي للحادث.

وقال الشخص في المنشور "قصة هذه الشابة أنها كانت يوم أمس الأربعاء برفقة طفليها وأثناء نزولها من سيارتها قام أحد أبنائها بالعبث بالهندبريك مما أدى إلى سير المركبة إلى الخلف وبسرعة".

والملاحظة الجوهرية على هذه الرواية أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال التحقق من صحتها، ومن حقيقة قيام أحد الأطفال (أربعة أعوام وعامين) بالعبث بفرامل اليد (الهاند بريك)، وهذا الأمر لا يعد أكثر من رأي أو محاولة مستعجلة لتفسير ما حدث، ولكنه حينما يتحول إلى مادة إعلامية سيُلاحق هؤلاء الأطفال مدى حياتهم ويشعرهم بالذنب نتيجة معلوماتٍ غير دقيقة.

مرصد "أكيد" يفترض حُسن النية من وراء النشر في قصة إنسانية بالغة التأثير، ويفترض أن الزملاء لم يلتفتوا إلى أن الرواية التي تناولت سبب حركة السيارة هي عبارة عن رأي وليست معلومات في واقعة لا يمكن لأحد أن يتحقق منها، في الوقت الذي لم يكن هناك شهود عيان على مقربة من السيارة.

ولهذا نتطلع أن تتمتع المواقع الإخبارية بالمهنية وتعلم حدود الرأي والمعلومات وتراعي حقوق الأطفال، وأن تعمد إلى حذف العبارة التي تتعلق بالأطفال في هذا الخبر، مثلما يشير "أكيد" إلى أن مواقع الكترونية تعاملت مع القضية وفقا للقواعد والأصول المهنية في تغطية أخبار الحوادث خصوصاً فيما يتصل بعدم التسرع في إطلاق الأحكام.