أكيد – حسام العسال
عرض موقع إلكتروني محلي بتاريخ 27 أيار الحالي مقطع فيديو قديم بعنوان "فيديو مسرب من قناة الجزيرة يكشف كيفية إدارة الحوارات على شاشتها"، يظهر فيه مذيع قناة الجزيرة القطرية علي الظفيري مع ضيفه المفكر العربي عزمي بشاره في كواليس أحد البرامج الحوارية، دون الإشارة لتاريخ تسجيل المقطع.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع الفيديو الذي يظهر من محتواه أنه معروض أثناء بدايات فترة ما يُسمى بـ "الربيع العربي"، كما أن المقطع ذاته موجود على موقعي Dailymotion و Youtube بتاريخ تحميل يعود إلى شهري نيسان وأيار من عام 2011 (قبل 6 سنوات).
وأعادت العديد من وسائل الإعلام الخليجية والعربية نشر مقطع الفيديو على نطاق واسع على وقع الازمة السياسية بين قطر ودول خليجية، وكأنه المرة الأولى الذي يتم فيه نشر المقطع واكتشافه، دون الإشارة في العديد من تلك الوسائل إلى تاريخ تسجيل مقطع الفيديو.
وتضمنت إعادة نشر المقطع كيل اتهامات لقناة الجزيرة بلعبها لأدوار ضد عدة دول عربية ورد ذكرها في الفيديو، واتهامات ضد المفكر عزمي بشارة بالخيانة وتنفيذ مخططات ضد عدة دول عربية، ووجود توجهات عدائية لدى قناة الجزيرة ضد دول مجلس التعاون ومحاولتها شق الصف العربي.
ونشر الإعلامي علي الظفيري تغريدة على منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" أوضح فيها أن المقطع يعود للعام 2011، في حلقة كانت مخصصة للحديث حول الثورة السورية.
وهذا توضيح سريع لمن رغب أن يستمع لتوضيح pic.twitter.com/K6ihbG3sxF
— علي الظفيري (@AliAldafiri) May 29, 2017
وتأتي هذه الحملة ضد قناة الجزيرة بعد التوتر الكبير في العلاقات بين قطر من جهة وعدة دول خليجية من جهة أخرى، وذلك على اثر تصريحات منسوبة لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، والتي تم نفيها لاحقاً وعزوها لـ "اختراق وكالة الأنباء القطرية"، وكانت سبباً لإعلان وكالة الأنباء القطرية توقف موقعها الإلكتروني بسبب الاختراق.
وفي خضم هذه الاتهامات المتبادلة بين الدول الخليجية، نشر موقع إلكتروني أردني مادةً بعنوان "البحرين تحمّل الجزيرة مسؤولية توتير علاقتها بالدوحة !!" تتضمن إعادة نشر افتتاحية على الصفحة الأولى ليومية الأيام البحرينية والتي عُنونت بـ "بيننا وبين الأشقاء في قطر .. خبث الجزيرة!!"
ويرى (أكيد) أن إثارة قضية مقطع الفيديو من جديد والتعامل معه دون الإشارة إلى تاريخه وأقدميته يأتي على اثر الخلافات القطرية والخليجية، حيث تُعد وسائل الإعلام إحدى الأدوات التي تُذكي هذا التوتر والصراع.
وتُخالف ممارسة نشر مقطع الفيديو عنصر المزامنة في توقيت النشر، والذي قد يحمل عدم وجود مبرر حقيقي لإعادة نشره سوء نية لدى الوسيلة الإعلامية، وتُخالف أيضاً معايير التحقق من مصداقية التغطية الصحافية وبالأخص معيار الوضوح في عرض المحتوى الأرشيفي والإشارة إلى تاريخه، وعدم نشر محتوى قديم على أنه خبر حديث.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني