أكيد- أنور الزيادات
نشرت زاوية "عين الرأي"، وهي زاوية للأخبار السريعة في صحيفة "الرأي" اليومية خبرا جاء فيه: "دراسة رسمية قدرت عدد «نباشي» الحاويات في عمان بـ (1700) نباش 12 بالمائة منهم يقومون بالعمل بشكل دائم، الدراسة أوضحت أن رقم النباشين تناقص بسبب الانخفاض الحاد في قيمة الكرتون الذي يتم بيعه لإعادة تدويره. الدراسة لاحظت أن النباشين يتسببون أحيانا ببعض المشاكل من خلال بعثرة النفايات وحرقها وإحداث الضرر بالحاويات".
هذه الزاوية في الرأي ومثيلاتها في الصحف الأخرى: "كواليس الغد"، "صنارة الدستور" و"خفايا السبيل"، تقدّم أخبارا قصيرة، أقرب إلى التسريبات الصحفية وفي العادة لا تستوفي الشروط الكاملة للخبر، وهذا مفهوم ومقبول في السياق الذي تعرّف فيه هذه الزوايا نفسها، فهي أخبار سريعة وقصيرة ولها جمهور واسع من القراء، وأصبحت تقليدا في الصحف اليومية المحلية.
لكن الخبر القصير المنشور هذه المرة والذي يقدم إحصائية سريعة لعدد نابشي الحاويات في عمان، تحول إلى خبر بارز في المواقع الإلكترونية، وأعادت نشره ما لا يقل عن عشرة مواقع وبالتفاصيل نفسها، مع قدر بسيط من التحرير أحياناً، وقُدّم بعناوين مختلفة منها على سبيل المثال:
هذا عدد «نباشي» الحاويات في عمان!،
الأردن : 1700 "نبّاش" في حاويات القمامة بعمان،
دراسة رسمية تكشف أعداد “نباشي الحاويات” في عمان،
مرصد مصداقية الإعلام الأردني(أكيد) تواصل مع الزملاء المحررين في صحيفة "الرأي"، الذين أكدوا أنهم حصلوا على المعلومات من مصادر الصحيفة الخاصة في أمانة عمان.
(أكيد) اتصل بمدير المركز الإعلامي لأمانة عمان مازن فراجين الذي قال: "إن الأمانة لم تعلن أو تصدر دراسة حول نابشي الحاويات، موضحا أن الأمانة لم تجر بالأصل دراسة حول الموضوع". وأضاف: "لا نعلم من هو مصدر هذه المعلومات".
وخلال تتبع حالات إعادة النشر لهذا الخبر تبين أن عدداً من المواقع أشارت بوضوح إلى المصدر وهي صحيفة "الرأي"، ونسبت مواقع أخرى الخبر إلى صحيفة أردنية لم تسمها، وهو ما لا يتفق مع معايير المهنة، فيما أغفلت أخرى المصدر كلياً، أو نسبته إلى مصادرها الخاصة.
جميع المواقع التي تناولت هذه المعلومات لم تجر التحقق اللازم من مصداقية المادة المنشورة، ولم تبحث عن مصدر الدراسة والجهة التي نفذتها، ولصالح أي طرف.
ويشار إلى أن ظاهرة نابشي الحاويات لها حضور لافت في الإعلام وخاصة من خلال العدد الكبير من الصور، إضافة إلى الأخبار المتنوعة، التي تنشر بين زمن وآخر، وهو ما يعني أن على وسائل الإعلام أن تراعي حساسية المعلومات التي تقدمها حول الظاهرة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني