رشا سلامة - أكيد
تداوَل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض المواقع الإلكترونية العربية، فيديو لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يتحدث أمام الكنيست الإسرائيلي، عن تفاصيل سياسية عربية يزعم مترجم الفيديو أن كيان الاحتلال هو من صنعها على وجه التحديد.
وكان الصحافي المختص بالشؤون الإسرائيلية في وكالة "بترا" يحيى مطالقة قد أشار لعدم صحة الترجمة المرفقة بالفيديو، قائلاً في تصريح لـ "أكيد" إنه "تلقّى أسئلة عدة وصلته من زملاء ومهتمين داخل الأردن وخارجها حول صحة ما وَرَدَ في الفيديو"، ليتبيّن أن "الترجمة غير صحيحة بالمُطلَق؛ إذ لم يجرِ التطرّق لأي شأن من الشؤون العربية الواردة في الترجمة المغلوطة، بل كان الخطاب إسرائيلياً داخلياً بامتياز".
يكمل "عكفت على تفريغ الفيديو، ووجدته يدور بالكامل حول مهاجمة نتنياهو ثلاثة أحزاب إسرائيلية تنتقده ووزارة الخارجية الإسرائيلية، وهي إسرائيل بيتنا وهناك مستقبل وحزب المعسكر الصهيوني".
ويظهر من الترجمة غير الصحيحة تبني نتنياهو "لروايات أنظمة عربية تتحدث عن ضلوع الإخوان المسلمين والشيعة، بشكل رئيس، في تدمير بلادٍ عربية مثل مصر ولبنان والعراق وسوريا وغيرها".
ويظهر من خلال الترجمة المرفقة بالفيديو، والتي لم يُعرَف مصدرها حتى الآن، تحرّي صانعها أن تتساوق عبارات بعينها مع حركات نتنياهو وسكناته في الفيديو، من قبيل قوله "ونحن نتفرّج"، التي أعادها مراراً.
وكانت مواقع عربية قد انزلقت لمحاولات تحليل الترجمة المغلوطة، من دون التحقق من صحة الفيديو بداية ومن دون اتباع أساسيات تحليل الخطاب ثانياً، بل ذهب كاتب المادة في هذه الحالات للاستدلال على صحة توجهات نظامه من خلال المعلومات المفبركة الواردة في الترجمة.
ويلحظ مطالقة أن فيديوهات نتنياهو لا تنفك تتوالى عبر مواقع التواصل الاجتماعي كل بضعة أشهر، "وهي تحفل بترجمة خاطئة دوماً، وكثيراً ما تكون موجّهة، أي تتبنّى الرواية السياسية لطرف ما وتساق كما لو أنها جاءت على لسان نتنياهو".
ولعل الاطّلاع على فيديو خطاب نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والذي لقيَ رواجاً في اليومين الماضيين، كفيل بإبراز المنهجية التي يتبعها الساسة في دولة الاحتلال الاسرائيلي عند محاولتهم تسويق وجهة نظر ما أو سوق اتهامات على مستوى عالٍ، كمثل الخريطة التي عرضها نتنياهو والتي زعم من خلالها زرع حزب الله اللبناني للصواريخ حول المطار، وهو ما دفع بجهات دبلوماسية وصحافية لتمشيط المنطقة لنفي هذه المزاعم، التي قد تؤخذ كمبرر لشنّ عدوان جديد على لبنان.
يرى مطالقة أنه لا بد من "تكريس مزيد من التربية الإعلامية لدى الجماهير، كما يجدر بالجامعات إعادة الالتفات لمساق العبرية؛ لتحصين الجمهور ضد هذه الشائعات والفيديوهات المغرضة والاطّلاع على ما تنشره الصحافة العبرية وتتبنّاه".
وفي وقت يتداول فيه رواد التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات والأخبار المغلوطة كالفيديو الآنف، فإنهم قليلاً ما يتابعون صفحات رسمية تتبنى خطاباً ممنهجاً مثل "إسرائيل تتكلم بالعربية"، التي أطلقتها وزارة الخارجية الإسرائيلية، ويظهر من خلالها دراسة نفسية المتلقي العربي وبناء خطاب مناسب لها، وهو ما يتضح في الفيديوهات التي تتحدث عن الصلاة والشعائر الدينية الإسلامية وغيرها، بالإضافة لتكريس صورة التفوق الإسرائيلي في المجالات كافة سياحياً واقتصادياً وطبياً وفي حقل الطاقة وغيره.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني