النصب التذكاري الأسترالي يشير إلى فلسطين حيث قتل فيها جنود أستراليون في الحرب العالمية الأولى ولا علاقة له بشكر الشعب الفلسطيني على دعمه لأستراليا في الحرب (تحقّق)

النصب التذكاري الأسترالي يشير إلى فلسطين حيث قتل فيها جنود أستراليون في الحرب العالمية الأولى ولا علاقة له بشكر الشعب الفلسطيني على دعمه لأستراليا في الحرب (تحقّق)

  • 2024-01-21
  • 12

تحقّق: محتوى زائف

 

عمّان 21 كانون الثاني (أكيد) – أفنان الماضي

 

القصة:

تداولت مجموعات أردنية على تطبيق واتساب منشورًا يحتوي على صورة لشاب يقف جوار نصب تذكاري، مع فقرة كتبت في الأعلى تقول إن هذا الشاب أسترالي، وجد في إحدى مناطق أستراليا نصبًا تذكاريًا يشكر الشعب الفلسطيني على دعمهم لأستراليا خلال الحرب العالمية الأولى.

 

التحقق:   

لاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن المعلومة الواردة حول شكر الشعب الفلسطيني لدعمه أستراليا في الحرب العالمية الأولى يتناقض مع حقيقة احتلال فلسطين من قبل القوات البريطانية، حليفة أستراليا في المعركة، وإخضاعها للانتداب البريطاني الذي مهّد للاحتلال الصهيوني، ما يعني استحالة أن يشكر الشعب الفلسطيني عدوه الأول الذي تسبّب، على مدى عقود، بمعاناته وقتله وتهجيره، ما دفع (أكيد) للتّحقق من صحة المنشور والصّورة.

أجرى (أكيد) بحثًا عن مصدر الصّورة، ليتبين أنها نشرت في العام 2016 على حساب إنستغرام غربي مؤيد للقضية الفلسطينية، وقد تثبّت (أكيد) من صحة ما كتبه الحساب باللغة الإنجليزية وتطابقه مع الترجمة للعربية، من حيث ادعائه تخصيص النصب التذكاري لشكر الشعب الفلسطيني لموقفه الداعم لأستراليا[1]، إلا أن ترجمة ما كتب على اللوحة الظاهرة في الصّورة يخالف ذلك تمامًا، حيث تركز اللوحة على تكريم الجنود الأستراليين، وليس شكر الشعب الفلسطيني.

بحث (أكيد) عن موقع متخصص يشرح عن النّصب التذكارية المتواجدة في أستراليا، وتوصل لموقع monumentaustralia.org الذي أوضح أن النّصب التّذكاري المقصود يتواجد في مدينة تيرانج، ويسرد أسماء الجنود الذين خدموا في الجبهات المختلفة، ومواطن النّزاع التي شاركت فيها أستراليا، ومنهم الأشخاص الذين خدموا في الحرب العالمية الأولى في منطقة فلسطين (وذلك لمحاربة الدّولة العثمانية) ]2[، ولهذا كُتبت كلمة Palestine  في رأس اللوحة للدلالة على منطقة المعركة.

وقد أوضح الموقع بأن النّصب التّذكاري المذكور عبارة عن مسلّة بطول 20 مترًا. كما أظهرت الصّور أن الواجهات الأربع تحمل لوحات متعددة لمناطق الاشتباك التي شاركت بها أستراليا، ومنها فرنسا، بلجيكا، كوريا، فيتنام  وغيرها، إضافة لفلسطين.