عمّان 20 نيسان (أكيد)- سوسن أبو السّندس- حقَّقت سلسلة قصص هاري بوتر مبيعات خيالية منذ نشرها لجمهور المتلقين، حيث حملت هذه السلسلة أحداثا مليئة بالتَّشويق والإثارة. ولعل جعل القُراء يشعرون بالتشويق والإثارة في عالم السِّحر المليء بالخيال والمغامرات، هو ما تطمح إليه الأفلام والروايات، إلا أنّ التغطيات الصَّحفية الخاصّة بمواضيع السحر والشعوذة تحتاج إلى الالتزام بدقة بالمعايير المهنية، وهناك عدد من المحاذير التي يجب على الصحفيين اجتنابها، وينص ميثاق الشرف الصحفي على عدم تشجيع ونشر أخبار المشعوذين والدجالين في القضايا الروحية والطبية.
نشرت إحدى الوسائل الإعلامية تقريرًا صحفيًا [1]يتناول موضوع السِّحر والتعامل مع عالم الجن. ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أنّ التقرير روّج لأفكارٍ مضلّلة، وذكرالخطوات المفترضة للوصول إلى التعامل مع الجن، وهذا ما جاء به المشعوذ الذي كان مصدرًا مجهولًا في التقرير، وبذلك قُدمت مادة خبرية قد تحلو في أعين ضعاف النفوس وتدفعهم لاتباع المسلك ذاته.
وأغفل التقرير الصحفي البعد القانوني اتجاه مرتكبي جرم الشعوذة والدجل، إذ كان لا بد من الدعوة إلى تغليظ العقوبة بحقهم، الأمر الذي يعتبره (أكيد) خطوة مهمة في ظل عدم وجود نص قانوني صريح يتحدث عن عقوبة ممتهني السِّحر. وتعاقب المادة (471) من قانون العقوبات الأردني بالعقوبة التكديرية كل من يتعاطى بقصد الربح مناجاة الأرواح والتنويم المغناطيسي أو التنجيم أو قراءة الكف، وتكون مدة الحبس التكديري بين 24 ساعة وأسبوع، والغرامة التكديرية بين خمسة دنانير و30 دينارًا.
ولم يلتفت التقرير إلى مواضيع أخرى أصبحت ظاهرة لكن دون ملاحقة قضائية، مثل قضية السِّحر الإلكتروني التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الفضائيات والتي تضم إعلانات صريحة تحت عناوين كثيرة منها ما يُشير إلى قُدرة السَّاحر على جلب الحبيب، والتفريق بين الأزواج، والمرض، وعلاج العقم وغيرها.
وكان يتعين عدم إغفال الجانب التوعوي والديني، ودعوة رواد السحروالشعوذة إلى الاهتمام بالجانب النفسي، حيث تُعدّ الصحة النفسية عاملًا مهمًا في تحقيق الاستقرار للفرد والعائلة والمجتمع بشكل عام، إن عالج مشاكله النفسية بطريقة سليمة ولم يلجأ إلى المشعوذين، ما يسهم في خلق مجتمع سويّ.
Enter your email to get notified about our new solutions
One of the projects of the Jordan Media Institute was established with the support of the King Abdullah II Fund for Development, and it is a tool for media accountability, which works within a scientific methodology in following up the credibility of what is published on the Jordanian media according to declared standards.
Enter your email to get notified about our new solutions
© 2024 جميع الحقوق محفوظة Akeed