أكيد- أنور الزيادات
تناولت وسائل الإعلام المحلية إمتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة "التوجيهي" بشكل موسع ومكثف خلال الأسبوع الأخير مع توجه قرابة 176 ألف طالب وطالبة إلى قاعات امتحان الثانوية العامة للدورة الشتوية الحالية 2018 يوم الأحد 7 كانون الثاني الحالي.
إهتمام وسائل الاعلام يأتي انعكاسا لاهتمام المواطنين بامتحان "التوجيهي" فهناك 176 الف أسرة أردنية تعيش لحظات من التوتر والقلق مع بدء أيام امتحانات الثانوية العامة التي تعد مفصل مهم في حياة ومستقبلهم أبنائهم الطلبة .
امتحان الرياضيات
خرجت وسائل الاعلام بعناوين متباينة ومختلفة حول امتحان الرياضيات، وتناولت وسائل الاعلام اليوم الأول وامتحان الرياضيات بالعديد من العناوين منها أسئلة تليق بـ"التوجيهي‘" في يومه الأول ،مشيرا إلى انقضاء اليوم الأول من امتحانات الدورة الشتوية وسط أجواء إيجابية، وأن أسئلة الرياضيات "راعت القدرات والفروقات الفردية بين الطلبة، فيما شهدت معظم قاعات الامتحان، أجواء مريحة، وانضباطا ملحوظا من الطلبة والمراقبين".
خبر أخر كان تحت عنوان، طلبة التوجيهي يؤكدون سهولة ويسر امتحان الرياضيات حمل رضا طلبة الثانوية العامة عن الامتحان الذين أشاروا إلى سهولة ويسر امتحان مادة الرياضيات التي تقدموا له، فيما قال البعض انه يندرج تحت مستوى المتوسط ومن السهل اجتيازه في حال كان الطالب قد استعد له بشكل جيد وتأنى بحل الأسئلة، كما كان هناك خبر أخر في ذات السياق تحت عنوان "طلبة التوجيهي يبدون ارتياحهم من سهولة الأسئلة وكفاية الوقت".
ورصد تقرير متخصص لـ "أمد جو" وهو موقع متخصص بالشؤون التعليمية امتحان مادة الرياضيات لشتوية 2018 وآراء العديد من الطلبة والمعلمين وبأسمائهم الصريحة وأسماء مدارسهم، ونقل عن "رائد سلطان" مدرس مادة الرياضيات للفرعين العلمي والأدبي، في مدرسة عمر بن الخطاب الثانوية الشاملة/ مديرية قصبة عمان، أن الاختبار بشكل عام في متناول الطالب الجيد، لا يوجد فيه صعوبة، مشيرا الى أن أسئلة الفرع العلمي، تضمنت سؤالا للطالب المتميز، بدورها قالت معلمة مادة الرياضيات في مدرسة نايفة الثانوية/ مديرية لواء ماركا "سماح عرقوب" أن الأسئلة للفرع الأدبي جاءت واضحة، ومباشرة، خاصة الأسئلة الموضوعية، والطالب الذي تمكن من دراسة أسئلة الكتاب سيحصل على علامة جيدة.
ونشرت مواقع تقارير بعناوين محايدة ومنها "آراء طلبة التوجيهي بعد امتحان الرياضيات " عرضت أراء الطلبة وأهاليهم حول الامتحان دون الخروج بحكم على مستوى الاسئلة، وكذلك أيضا تقرير بعنوان "تباين آراء الطلبة حول امتحان الرياضيات .. والرزاز: هدوء تام .
وحمل تقرير بعنوان "شكاوى من صعوبة امتحان الرياضيات العلمي.. ومعلمون: "صعب جدا" ولم يراعِ الفروقات شكاوى طلبة الثانوية العامة من صعوبة امتحان الرياضيات للفرع العلمي، لافتين إلى أن الامتحان احتوى اسئلة غير اعتيادية ولا تتناسب صعوبتها مع الوقت الممنوح لهم، وكذلك تقرير بعنوان طلبة توجيهي: أسئلة الرياضيات صعبة وبحاجة الى وقت أطول.. وجاء فيه "تفاوتت آراء طلبة الثانوية العامة "التوجيهي" في أسئلة أولى امتحاناتهم للدورة الشتوية ووصف طلبة أسئلة امتحان فروع الأدبي والمعلوماتية والشرعي بأنها سهلة ومباشرة ومن داخل المنهاج وأن وقت الامتحان كان كافيا بينما وصف طلبة العلمي الأسئلة بالصعبة وبحاجة الى وقت اطول".
وجاء في تقرير بعنوان "طلبة توجيهي : امتحان الرياضيات احتوى على أسئلة خارجية (وثيقة) ، "اشتكى العديد من طلبة الثانوية العامة بالفرع العلمي من صعوبة أسئلة امتحان الرياضيات الذي عقد أمس الأحد، دون تحديد اسمائهم، ودون وجود توضيح من مختصين حول ماهية الاسئلة الخارجة عن المنهاج".
تقرير أخر بعنوان "أخطاء فادحة جاءت في امتحان الرياضيات الخاص بالتوجيهي : وثيقة" أشار إلى وجود عدة اخطاء في الامتحان , ناسبا إلى احد المعلمين "دون ذكر اسمه تصريحات بوجود اخطاء فادحة ودون تحديد ما هي الأخطاء، فيما حمل خبر بعنوان" حالة من الاستياء والغضب بين طلبة الثانوية العامة بسبب امتحان الرياضيات" اراء جماعية مبهمة حول صعوبة امتحان الرياضيات.
ونقلت العديد من المواقع الإخبارية رد وزارة التربية حول وجود أسئلة من خارج المنهاج تحت عناوين "لا أخطاء في أسئلة الرياضيات للفرعين الادبي والعلمي بامتحان التوجيهي، التربية تنفي وجود اخطاء في اسئلة الرياضيات، التربية تؤكد صحة ودقة أسئلة الرياضيات للعلمي والادبي
ويلاحظ في هذا التغطية الاعتماد الكبير من قبل المواقع الإخبارية على الفيديو، فاغلب آراء الطلاب وذويهم نقلتها فيديوهات مصورة من قلب الحدث، وهو مؤشر على مواكبة المواقع الاخبارية التقنيات الجديدة في عملها، كما ان الفيديو يصبغ الآراء بمستوى أعلى من المصداقية .
ويرى مرصد (أكيد) أن آراء المواطنين في العادة لا يمكن الاعتماد عليها كحقائق، فهناك اختلاف في وجهات النظر بين معلم واخر وطالب واخر، وهنا على وسائل الاعلام عدم اطلاق الاحكام القطعية حول اي قضية بالاعتماد على آراء الاشخاص واعتبارها حقائق مطلقة.
ويسجل لبعض المواقع التواصل مع خبراء ومختصين لتقييم الامتحان، وهنا تكشف التغطية محاولة المواقع بذل الجهود اللازمة والوصول الى الميدان من أجل استجلاء الآراء والحقائق.
أسئلة متداولة
حذر وزير التربية والتعليم عمر الرزاز في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، طلبة التوجيهي من ورقة امتحان مزورة يتم تداولها عبر وسائل التواصل، قائلا :"أبنائي الطلبة، يتم تداول ورقة امتحان مزورة في وسائل التواصل. تهدف هذه الورقة الى تضليل الطلبة وتحقيق الكسب المالي غير المشروع. ولقد حددنا المصدر وستلاحق الوزارة قانونياً كل من تسول له نفسه التشويش على الطلبة في هذه المرحلة الحرجة من الاستعداد للامتحان، كما نشر الموضوع بعنوان ما حقيقة انتشار ورقة امتحان الثانوية العامة ؟
وتناولت مواقع إخبارية ايضا هذه القضية تحت عناوين "لا أسئلة توجيهي مسربة "حمل تصريحات لمدير موقع الاوائل التعليمي الأستاذ حسام عواد الذي اشار إلى أن الامتحان المتداول على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، والمزعوم على انه مسرب لمبحث تاريخ الأردن والمنوي عقده في الثاني والعشرين من شهر كانون الثاني الحالي لشتوية التوجيهي لعام 2018 للفروع الأكاديمية ،ما هو الا نموذج مقترح مبينا أن امكانية تسريب نماذج الامتحانات وتحديدا في الفترة الراهنة أمر غير ممكن ، وما ينشر على "التواصل الاجتماعي " لا يخرج عن نطاق كونه نماذج مقترحة.
وهنا لا بد من الاشارة الى ان مواقع التواصل الاجتماعي اصبحت تشكل وسيلة مُساعدة على نشر الشائعات والأخبار غير الصحيحة، ولا بد من التدقيق ومحاولة التحقق مما ينشر على التواصل الاجتماعي حتى لا نقع ضحايا للأخبار المفبركة.
معلومات غير صحيحة
ونشرت مواقع خلال فترة الامتحانات خبرا بعنوان "ضياع مستقبل طالب توجيهي بسبب خطأ بكشوفات الوزارة !جاء فيه "تسبب خطأ في كشوفات وزارة التربية والتعليم بحرمان الطالب محمد علي طريف من امتحان الرياضيات الاضافي للثانوية العامة".
ووفق المواقع قال طريف انه ذهب لتقديم الامتحان في مدرسة أم القرى الاساسية للبنات التي تتبع مديرية عمان الخامسة (لواء وادي السير)، وتفاجأ انه اسمه غير موجود في كشوفات تقديم الامتحان الساعة العاشرة والنصف صباحاً ، حيث طلب منه القائمون على المدرسة العودة على توقيت الجلسة الثانية مضيفا انه صُدم مرة اخرى عندما عاد لتقديم امتحانه بتوقيت الجلسة الثانية بان اسمه غير موجود بالكشوفات ايضاً، مطالباً وزارة التربية والتعليم فتح تحقيق بالحادثة وانصافه .
وتابعت مواقع الخبر بعنوان" الطالب محمد طريف" ..والحقيقة تتكشف بحقائق تناقض ما ورد على لسانه" من خلال التواصل مع الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد الذي قال إن "وزير التربية والتعليم الدكتور عمر الرزاز ، وجميع طواقم الوزارة كانوا على اهتمام ومتابعة مستمرة لبيان حقيقة ما ورد على لسان طالب التوجيهي " محمد علي طريف " عبر المواقع الالكترونية بخصوص عدم ورود اسمه على كشوف الطلبة المتقدمين لامتحان الثانوية العامة ، وطلب القائمين في المدرسة بالعودة على توقيت الجلسة الثانية للامتحان".
واوضح انه ومن خلال متابعة الوزارة لهذه القضية تبين أن الطالب ورد اسمه في كشوفات امتحان الثانوية العامة " التوجيهي " ومثبت رسمياً كطالب متقدم على أساس الدراسة الخاصة وليس نظاميا، مضيفا "بعد التأكد من جميع المعلومات بان الطالب حضر للمدرسة بعد انتهاء الجلسة الأولى للامتحان ولم يكن هناك أي جلسة ثانية للامتحان المشار إليه وفق ادعاء الطالب ولم يكن ايضاً هناك جلستين لأي من الامتحانات الماضية، بأنه تم التواصل مع الطالب من قبل مدير التربية ورئيس قسم الامتحانات ، حيث أكد الطالب تلقيه المعلومة من الخارج ولم يتلقاها من الجهات الرسمية بهذه الخصوص".
كما تناولت وسائل الاعلام امتحان الثانوية العامة بعناوين مختلفة غطت أغلب الجوانب التي رافقت امتحان التوجيهي ومن هذه العناوين :الرزاز: امتحانات التوجيهي تركز على الفهم وليس الحفظ ، خدمات "5 نجوم" لطلبة التوجيهي هذا العام، نصائح لتقليل التوتر والقلق لطلاب التوجيهي، عدد قياسي للمتقدمين للدورة الشتوية للتوجيهي، حرمان 23 طالبا في اليوم الأول للتوجيهي، مدرسة بعجلون توزع شيكولاته وعصير على طلبة الثانوية العامة أثناء الامتحان، "اليوم بنحليكم وبكرا بتحلونا" مبادرة تستقبل طلبة ‘‘التوجيهي‘‘ بالورود والحلويات، كما نشر خبر بعنوان " والدة طالبة توجيهي غاضبة في الشارع: لا تنكدوا عليها في يوم عرسها" لم يحمل عناصر الخبر المهني.
ونشرت صحيفة "الغد" تحقيقا استقصائيا هاما بعنوان "الغد" تتتبّع مراحل الحصول على شهادة توجيهي في 12 يوما، حمل مرحلة بيع شهادات "التوجيهي"، من خلال التواصل مع سماسرة وتجار في الأردن وخارجه لهذه الغاية، ممن يستطيعون تأمين شهادات مصدقة وبأختام سليمة لشهادات توجيهي خارجية ، لتحقيق حلم مشترين بمعدلات ممتازة، شريطة عدم مغادرة أبنائهم حدود المملكة، وتسجيلهم في الجامعات الأردنية.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني