أخبار العطل.. الحرص على جاذبية العنوان لا يعني "حق التضليل"

أخبار العطل.. الحرص على جاذبية العنوان لا يعني "حق التضليل"

  • 2017-04-02
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

خلال أسبوع واحد، وبالتحديد منذ 26 آذار وحتى الثاني من نيسان 2017، تداولت المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي ثلاث شائعات حول "يوم عطلة" خلال هذه الفترة وهي: الأثنين 27 آذار، والاربعاء 29 آذار، والأحد 2 نيسان.

تتسابق المواقع على  نشر الأخبار المتعلقة بالعطل، ومنها العطل المبرمجة وهي الأيام التي تعطل  فيها الدوائر والمؤسسات الرسمية والخاصة في المملكة أعمالها في بعض المناسبات الرسمية والدينية من كل عام، أو العطل الطارئة والتي تحددها تطورات معينة ومنها الحالة الجوية والفعاليات السياسية، وتلقى هذه الأخبار اهتماما كبيرا من قبل المواطنين.

ولأن هذا النوع من الأخبار يكون عادة غير موثوق وخاصة في مراحله الأولى، فإن وسائل إعلام تعتمد العناوين المبهمة والجذابة، وفي بعض الحالات يكون العنوان خادعاً ومضللاً بشكل مقصود. ومع التأكيد على حق وسائل الإعلام في البحث عن العناوين الجذابة لكن ذلك  يجب ان لا يتعارض مع أخلاقيات المهنة.

يوم  الأحد 2 نيسان

تداول العديد من الاشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي أنباءً حول صدور قرار عطلة ليوم الأحد 2 نيسان  نتيجة المنخفض الجوي المتوقع بدء تأثيره على البلاد ابتداء من يوم السبت، هذه الأنباء جاءت متزامنة مع ما يعرف بـ(كذبة نيسان) التي أصبحت تقليداً في مطلع هذا الشهر.

المواقع الإخبارية لم ترغب بتفويت الفرصة، فنشر العديد منها خبرا بعنوان: "أنباء عن تعطيل طلاب المدارس يوم غد الأحد ووزارة التربية توضح" ،وتضمن في محتواه نفي وجود عطلة وعلى لسان مصدر مبهم من وزارة التربية ونصه" أكد مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم على أن يوم غد الأحد دوام رسمي لكافة الطلبة ولم يصدر قرار بتعطيل الطلبة وفق ما يتداوله البعض من أنباء، مشيرا إلى أن مديريات التربية والتعليم مخولة بقرار تعطيل الطلبة بحسب الظروف الجوية السائدة في كل منطقة".

يوم الأربعاء 29 آذار

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أخباراً عن عطلة يوم الأربعاء 29 آذار، وهو اليوم الذي شهد افتتاح أعمال القمة العربية العادية في البحر الميت، وحملت الأخبار عناوين مختلفة مثل: "قرار رسمي حول عطلة الأربعاءهل هناك عطلة رسمية يوم الأربعاء القادم ؟ "تصريح من المومني بخصوص عطلة الاربعاء بافتتاح القمة في البحر الميت"  ومصدر حكومي: قرار مرتقب بعطلة رسمية الأربعاء المقبل". ومن الملاحظ أن أغلب العناوين تحمل قدرا من التشويش والإبهام، وتتناقض مع محتوى الخبر المرفق.

يوم الأثنين 27 آذار

كانت الأخبار ذاتها قد نشرت قبل عقد القمة بيومين، بعد ان أعلن عن غلقٌ وقطع جزئي أمام حركة المرور في عدد من شوارع العاصمة، فقد تداول ناشطون على مواقع التواصل خبرا حول قرار بتعطيل المدارس يوم الأثنين 27 آذار، بسبب الاستعداد لانعقاد القمة والاغلاقات في الشوارع.

ونشرت المواقع نفي وزير التربية والتعليم عمر الرزاز اتخاذ قرار بالعطلة تحت عنوان" الرزاز: لا عطلة للمدارس الاثنينوكان الرزاز  قد أوضح ذلك عبر تغريدة على "تويتر".

تمثل العناوين السابقة نماذج لتداول المواقع الإخبارية بشكل عام للمعلومات المعلقة بالعطل. ورغم تركيزنا في الأمثلة على  النماذج التي لم تلتزم بالدقة والوضوح، إلا أن هناك بعض المواقع نشرت الخبر بطريقة مهنية واضحة.

وفق معايير المهنة المتعارف عليها، يعد العنوان جزءاً من الخبر، وله خصائص يجب أن تلتزم بها وسائل الإعلام، لتصل إلى القارئ دون تضليل أو تحريف، ومن ذلك: الابتعاد عن الإثارة على حساب الدقة، لأن ذلك سيجعل القارئ يشك في مصداقية الوسيلة الإعلامية، عندما يقرأ عنواناً مماثلاً في المرات اللاحقة، حتى وإن كانت تلك العناوين صحيحة فيما بعد، إلى جانب عنصر السهولة والوضوح، بعيداً عن المعاني المضللة أو غير المفهومة.