أخبار غير صحيحة تحاول خلق حالة توتر بين الأردن والسعودية

  • 2017-12-18
  • 12

أكيد – أنور الزيادات

نشرت صحيفة "القدس العربي" تقريرا بعنوان" سابقة سعودية في الاعتراض على "الوصاية الهاشمية" على القدس ومواجهة مع الوفد الأردني في "البرلماني العربي" جاء فيه "إن  وفدا برلمانيا أردنيا رفيع المستوى قاوم محاولة سعودية مباشرة ونادرة لتجاهل الوصاية الأردنية والهاشمية في أدبيات ووثائق لها علاقة بالاجتماع الأخير للمؤتمر البرلماني العربي".

وحاولت  الصحيفة خلق علاقة بين قضية رجل الأعمال صبيح المصري الذي تحدث الإعلام مؤخرا عن احتجازه في السعودية وما وصفته بالخلافات الاردنية السعودية حول الوصاية على القدس، مشيرة الى أن الحادثة أعقبت التوتر بين الوفدين الأردني والسعودي في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في المغرب الاسبوع الماضي.

مصادر نيابية نفت وجود خلافات مع السعودية حول القدس خلال اجتماع الاتحاد البرلماني العربي، مشيرة إلى أن الحديث عن اعتراض الوفد السعودي على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، "أمر غير صحيح".

وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس النواب، أن مصادر نيابية رافقت رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة في إجتماع الإتحاد البرلماني العربي الذي عقد في المغرب الأسبوع الماضي نفت وجود أي اختلاف أو مواجهة مع الوفد البرلماني السعودي.

وأكدت المصادر أن الحديث عن اعتراض الوفد السعودي على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، أمر غير صحيح ولم يحدث أبدا، مؤكدا أن الوفد السعودي بالأصل لم يكن عضوا في لجنة صياغة البيان الختامي للاجتماع، حيث ضمت اللجنة وفود الأردن وفلسطين ومصر والدولة المستضيفة المغرب.

وقالت المصادر إن تأكيدات الوفد البرلماني الأردني على الوصاية الهاشمية على المقدسات وردت في البند الأول من نص البيان الختامي ولاقت إجماعا من وفود الدول المشاركة.

 ووفق نص البيان الختامي لإجتماع الإتحاد البرلماني العربي  المنعقدة يوم 14  كانون الأول والمنشور على موقع مجلس النواب في المملكة المغربية، جاء في البند الأول  "المجتمعون يرفضون قرار الرئيس الأمريكي السيد دونالد ترامب جملةً وتفصيلا ويعبرون عن رفضهم المطلق المساس بالمكانة القانونية والسياسية والتاريخية لمدينة القدس الفلسطينية المحتلة والدفع بالوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة لملك الأردن لدعم موقف جلالته في المحافل الدولية. كما يعتبرون أن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمدينة القدس المحتلة كعاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونَقْلَ سفارتها إليها باطلاً وغيرَ قانوني".

جل المواقع الأردنية نشرت المادة الصحفية كما نشرت في صحيفة القدس العربي دون إجراء أي تحقق من دقة المعلومات المنشورة، فيما بعض المواقع نشرت تقرير القدس العربي دون أن تنسبه للصحيفة ولكن بعنوان مختلف " الطراونة يتصدى بخشونة لمحاولة سعودية لتجاهل الوصاية الهاشمية على القدس".

وفي هذا الإطار نجد أن وسائل الأعلام المحلية لم تقم بأي جهد صحفي للتأكد مما نشرته صحيفة القدس العربي، وتبنت ما نشرته سواء كان معلومات, أو بعض الأحيان رأي وهو أمر مخالف لمهنية التقارير الصحفية.

من جهة أخرى نشرت صحيفة الديار اللبنانية يوم الأثنين 18 كانون أول تقريرا بعنوان "حشد القوات السعودية على الحدود الاردنية.. هل تحصل مواجهة عسكرية بين البلدين؟ جاء فيه "ان السعودية حشدت بعض القوات البرية على الحدود مع الاردن"، ونقلها الموقع الالكتروني لقناة العالم، والميادين، وموقع الواقع أون لاين السوري.

 ومما جاء في الفقرة الاولى في التقرير "أشار التلفزيون الاميركي ام. بي. سي الى أن السعودية حشدت بعض القوات البرية على الحدود مع الاردن، كما حمل التقرير تصريحات منسوبة للملك عبدالله الثاني لكن دون تحديد متى وأين قيلت.

وبالعودة إلى تلفزيون ام بي سي الأمريكي، نجد أن إهتمامه منصب على إنتاج الدراما والبرامج الوثائقية في الأساس، وعند البحث في محرك البحث الخاص به عن الأردن "Jordan" لا نجد أي خبر حول الاردن، والقناة عملها مرتبط أكثر فيما يخص كوريا الجنوبية.

موقع سواليف  المحلي نشر التقرير تحت عنوان " ما حقيقة وجود حشود عسكرية سعودية على الحدود الاردنية؟، وأضاف إلى الخبر نفي على لسان مصدر مسؤول جاء فيه "نفى مصدر أردني مسؤول إدعاءات ومزاعم الصحيفة اللبنانية واصفا الأنباء التي نقلتها صحيفة الديار اللبنانية حول وجود حشود لقوات سعودية على الحدود الاردنية بأنها أنباء كاذبة وعارية تماما عن الصحة، وانه مهما تباينت وجهات النظر بين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية فستبقى في إطار حوار الاخوة الذين تربطهم وحدة الهدف والمصير".

وأضاف المصدر أن مجمل خبر الصحيفة اللبنانية "لا يحتكم الى المنطق"، مؤكدا ان "هناك تحالفا عميقا مع الاشقاء في السعودية لا يقف عند هذه السخافات".

ونشر موقع أخر خبرا بعنوان "مصادر ..خبر صحيفة الديار اللبنانية حول وجود حشود لقوات سعودية على الحدود الاردنية أخبار كاذبه : مما جاء فيه "أفادت مصادر وثيقه بإن الأنباء التي نقلتها صحيفة الديار اللبنانية حول وجود حشود لقوات سعودية على الحدود الأردنية بأنها أنباء كاذبه وعارية تماما عن الصحة، وانه مهما تباينت وجهات النظر بين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية فستبقى في إطار حوار الأخوة الذين تربطهم وحدة الهدف والمصير".

وبنفس الصدد نفى النائب محمد الرياطي الأنباء المتداولة  حول وجود تحشيدات عسكرية سعودية على حدودها مع الأردن. فيما نشرت صحيفة السبيل خبر بعنوان" ما حقيقة وجود حشود عسكرية على الحدود الأردنية السعودية؟".

وقال الرياطي على صفحته الشخصية على "فيس بوك": "غير صحيح إطلاقا الأخبار المتداولة عن حشد عسكري من قبل دولة شقيقة عزيزة مجاورة للأردن، وإنما الهدف من هذه الأخبار الكاذبة هو إبعاد بوصلة الشعب الأردني عن القضية الحقيقية (القضية الفلسطينية) عامة (والقدس) خاصة وتوجيه الشعب لكلام لا يغني ولا يسمن من جوع".

بعض المواقع حذفت الخبر بعد نشره تحت عنوان" وسائل اعلام أمريكية وعربية..السعودية تحشد قواتها على حدودها مع الأردن"، فيما نشر موقع عمون مادة بعنوان " كما وكأنها تحليقات عبدالباري عطوان .. "الديار" "تقصّ" علينا شيئا"، ثم عاد وحذفها عن الموقع.

مرصد "أكيد" ينظر بإيجابية للمواقع الإخبارية الأردنية التي عزفت عن نقل الخبر المغلوط، في وقت يطالب فيه المواقع بالدول الشقيقة بالتريث قبل نقل أية أخبار حول الأردن ، والتأكد منها قبل نشرها.

يشار الى أنه ومنذ بدء الأزمة السورية تعرض الاردن إلى العديد من الأخبار المفبركة، والتي نشرت في مواقع لبنانية ومواقع سورية, وحملت في طياتها معلومات غير دقيقة خاصة حول الأوضاع الأمنية قرب الحدود السورية الأردنية.