أكيد - آية الخوالدة

التزمت وسائل الإعلام المحلية الصمت تجاه القضية التي أثارها رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول قرار محكمة بالبيع بالمزاد العلني لأشجار حرجية في دبين، واكتفت بنشر بيان النفي الذي أصدره رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي حول ما دار حوله من تعليقات في تلك المواقع.

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" ما تردد حول قرار المحكمة منذ صدوره، حيث نشرت صحيفة الرأي اليومية بتاريخ 14-6-2017 اعلان صدور حكم قضائي من محكمة بداية جرش بالبيع بالمزاد العلني لممتلكات شركة "منية" للمنتجعات السياحية، التي كان يشغل سمير الرفاعي رئيس مجلس ادارتها والتي تعد مملوكة من الضمان الاجتماعي وشركة أمان ديكابولس للاستثمارات السياحية، إحدى فروع دبي كابيتال. 

وتداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" صورة الاعلان وأرفقوها بتعليقات غاضبة ومستهجنة لبيع أشجار السنديان والقيقب واللزاب والتي تراوحت أعمارها ما بين 5 سنوات ومائة سنة، وبلغ عددها 8000 شجرة ومجموع ثمنها 931845 دينارا أردنيا.

التعليقات الواردة طالت شخصية سمير الرفاعي وحملته مسؤولية هدر هذه الثروة الحرجية، وبناء على ما ورد من تلك الردود الغاضبة، أصدرت نقابة المهندسين الزراعيين بيانا صحافيا بعنوان "يفشل "الأحفاد" فيبيعون أشجار الأجداد" ونشره موقعين إخباريين وصحيفة يومية،  أكد فيه مجلس النقابة على أن هذا الإعلان يمثل صدمة للمجتمع الأردني الذي يعلم قيمة هذه الاشجار. وأشار المجلس في بيانه الى تحذيرهم المسبق من نهاية هذا المشروع، ولا بد من إرادة واعية لمواجهة العقول المتمادية في تدمير مستقبل الأجيال.

لم تلتفت وسائل الإعلام الى قرار المحكمة او البيان الصحافي الخاص بنقابة المهندسين الزراعيين، واكتفت بنشر وجهة نظر الرفاعي من خلال بيان النفي الذي نشره على صفحته الشخصية على الفايسبوك بعد 6 أيام من صدور اعلان قرار المحكمة، ولم تشر الى أصل القضية وسبب ما ورد من تعليقات، بينما أشارت عدة مواقع في نشرها لبيان الرفاعي، الى حادثة قديمة سردها نائب نقيب المهندسين الزراعيين حول رفض النقيب السابق للمشروع واستعداده لشراء الارض مقابل 8 ملايين دينار، الإ أن مندوب الضمان رفض ذلك. 

واعتبرت مواقع إخبارية أخرى أن ما نشره الرفاعي على صفحته بادرة نموذجية، حيث  يطلب مشورة متابعيه حول ما نشر من كتابات وتعليقات أثارت الشبهات حوله.

ومع تسارع وتيرة الأحداث بعد انتشار بيان الرفاعي، أكد وزير الزراعة خالد الحنيفات في تصريح لموقع إخباري أن الأشجار الحرجية في دبين مسؤولية الوزارة ولن تقطع، حيث يتطلب قطعها موافقة من الوزارة سواء تلك الارض ملكية عامية او خاصة، وأن ما صدر في الإعلان هو تثمين لمحتويات الأرض.

يذكر أن مشروع دبين السياحي، الذي تم التوقيع على مذكرة تفاهمه عام 2006 بين شركة دبي كابيتال والوحدة الاستثمارية للضمان الاجتماعي، بدأ العمل به عام 2009، الإ أنه واجه العديد من المشاكل وأهمها المساحة وعدد الأشجار التي ستقطع، حيث كان من المقرر أن يقام على مساحة 430 دونما، لكنها فكرة واجهت معارضة الجمعيات البيئية ومنظمات المجتمع المدني بسبب غنى المنطقة بغابات الصنوبر، وبذلك تقلصت المساحة الى النصف.

في حديث لـ "أكيد" مع رئيس تحرير الرأي طارق المومني، أكد أن المادة الصحفية المهنية تلتزم بعرض القضية كاملة ومنذ البدايات وتعرض لكافة وجهات النظر، دون أن تنحاز الى جهة معينة،  وخصوصا في قضايا على مثل هذه الدرجة من الأهمية والخطورة، فقضية بيع الأشجار تتعلق بجانب بيئي مهم في الأردن والأصل المحافظة عليها، ومن هنا كان لا بد على وسائل الإعلام أن تولي هذه القضية أهمية كبيرة وتبحث عن المعلومات الدقيقة والصحيحة وتعرض لكافة الآراء.

ويذكر "أكيد" بالمهمة الأساسية لوسائل الإعلام وهي حق المجتمع بالمعرفة، حيث تلتزم تلك الوسائل بتغطية القضايا الحساسة التي تمس المواطن والوطن وتتناول كافة الاتجاهات بحيادية وشمولية وتعرض للحقائق دون أي محاباة.