إسرائيل تشغل الإعلام الأردني بخبر "زيارة الشيوخ"

إسرائيل تشغل الإعلام الأردني بخبر "زيارة الشيوخ"

  • 2017-05-22
  • 12

أكيد – وصفي الخشمان

عجت مواقع إخبارية ومنصات تفاعل اجتماعي بخبر زيارة من وصفوا بأنهم "شيوخ عشائر أردنيون" لإسرائيل الأربعاء الماضي، ولقائهم الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في مقر الرئاسة بالقدس المحتلة.

وتسابقت مواقع محلية وإقليمية وعالمية إلى نشر الخبر كما ورد في مواقع إسرائيلية تقريباً، في حين فضلت مواقع أخرى تحريره وإعادة صياغته.

وكان موقع إسرائيلي يصدر باللغة العربية أول من نشر خبر استقبال الرئيس الإسرائيلي لمن وصفوا بأنهم "شيوخ عشائر أردنيون"، قبل أن يعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي أوفير جندلمان الخبر باللغة العربية أيضاً.

بعد ذلك، نشر موقعان إسرائيليان الخبر باللغة الإنجليزية، لينتشر في أعقاب ذلك الخبر في مواقع أردنية وإقليمية وعالمية.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) إغفال الصحف والمواقع ووسائل الإعلام الناطقة بالعبرية للخبر، حيث فشل المرصد في العثور على الخبر العبري بعد بحث مطول عبر شبكة الإنترنت.

وأكد برهوم جرايسي، وهو باحث سياسي في الشؤون الإسرائيلية، أن الخبر "لم يأخذ أية أهمية في وسائل الإعلام الإسرائيلية المركزية، ولم ينشر فيها، كونه ليس لقاء ذي وزن بالنظرة الإسرائيلية"، مستدركاً أن ظهور الرئيس الإسرائيلي في الإعلام "قليل".

مرصد (أكيد) استطلع رأي الكاتب المتخصص في الشؤون الإسرائيلية نواف الزرو حيال إهمال الصحافة العبرية لهذا الخبر، واقتصار نشره على الصحافة الإسرائيلية الناطقة بالعربية والإنجليزية، حيث عزا ذلك إلى أن الخبر يحمل "رسالة موجهة للرأي العام العربي"، على الرغم من اتضاح أن الأشخاص الأربعة الذين شاركوا في اللقاء لا يمثلون سوى أنفسهم.

واتفق أيمن الحنيطي الصحافي والخبير في الشؤون الإسرائيلية بوكالة الأنباء الأردنية (بترا) مع الزرو في أن  توجيه الخبر إلى الجمهور العربي والأردني تحديداً هو نوع من "البروباغاندا" أو الدعاية، مشيراً في هذا الصدد إلى امتعاض إسرائيل من الموقف الأردني إزاء قتل محمد الكسجي .

وكان الحنيطي طالب عبر صفحته بإحدى المنصات التفاعلية بالحذر الشديد وقراءة الأبعاد جيداً عند التعامل مع خبر استقبال الرئيس الإسرائيلي لـ "شيوخ عشائر أردنيين"، معتبراً أن الخبر "مادة هدامة تستهدف الوحدة الوطنية والأمن المجتمعي للأردن" في ضوء الظروف المحيطة بالمملكة.

ولاحظ مرصد (أكيد) خلو الخبر الأصلي في مصادره الإسرائيلية والناقلين له، من أسماء "الشيوخ الأربعة"، إذ تحاشت المعالجات الصحافية إدراج أي من أسمائهم، ما تسبب في تحول منصات التفاعل الاجتماعي إلى ساحة لتداول أسماء من يعتقد أنهم شاركوا في الزيارة أو نسقوا لها.

ودفع تداول بورصة أسماء "الشيوخ الأربعة ومنسق الزيارة"، إلى لجوء عدد من الشخصيات إلى إصدار مقاطع مصورة أو بيانات تنفي فيها مشاركتها في الزيارة، وتهدد المروجين لهذه "الإشاعات"، معتبرة أنها شكل من أشكال "اغتيال الشخصية".

كما اتهم نائب واحد على الأقل الحكومة بالوقوف وراء الزيارة، وهو ما صمتت الحكومة إزاءه ولم تصدر أي تعليق.

في نهاية المطاف، استقرت الأسماء على أربعة، وحاول مرصد (أكيد) التواصل مع أحدهم، دون أن يحصل على رد.

واستمزج المرصد الشيخ عبد الكريم الحويان، وهو شيخ عشيرة معروف في منطقة الوسط، والذي استنكر الزيارة، وأكد معرفته الشخصية بواحد فقط من الأربعة الذين ظهروا في لقاء الرئيس الإسرائيلي.

وأضاف الحويان أن هؤلاء الأربعة ليسوا شيوخ عشائر معروفين، وفعلهم لا يمثل إلا أنفسهم، مرجحاً إصدار بيان باسم العشائر الأردنية كافة يستنكر ما أقدموا على فعله.

عقب ذلك، نزعت المعالجات الصحافية المحلية إلى متابعة الخبر أو متابعة رد فعل الشارع الأردني على هذا الخبر، وهو ما فعلته وسائل إعلام خارجية.

وينظر مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) بإيجابية إلى عدم انجرار مواقع ومنصات تفاعلية وراء الخبر والنيل من الوحدة الوطنية، كما يؤكد أهمية التروي في النقل عن وسائل إعلام خارجية، وضرورة الاعتماد على مصادر موثوقة ولها تاريخ مشهود من الصدقية، ثم نسبة المعلومات إلى مصادرها.