نشرت بعض الصحف اليومية في نسختها الورقية في 30 تشرين أول، إعلاناً صادراً عن “الملكية الأردنية” يدور فحواه “الرسمي” حول المساحة المخصصة للجالس في مقعد الطائرة وقد أثار الإعلان الذي وصفه ناشطون بـ”الخادش للحياء العام” والمتنافي مع قيم الاردنيين، الكثير من ردود الفعل.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الإعلان (الذي حمل ايحاءات جنسية برأيهم) بقصد الترويج لطول وحجم مقاعد درجة رجال الأعمال برحلات الملكية الأردنية المتجهة الى اوروبا.
واتهمت بعض المواقع الإلكترونية الإخبارية في أخبارها الملكية الأردنية بـ “تجاهُل” الذوق العام الاردني المحافظ، مستندة في مصادرها إلى ما تداوله روّاد التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن نشر إعلان يحمل إيحاءات جنسية يستهدف المجتمع الأردني -وليس مجتمعات غربية- يعتبر ضرباً بعرض الحائط بالعادات والتقاليد الأردنية.
إعلان “الستون إنشاً” كما وصفه ناشطو وسائل التواصل الاجتماعي كان مبهماً، ويضع في صفحتة الأولى وباللغة الانجليزية السؤال التالي:
how many inches is yours?
ثم يضع إجابات تشير إلى عدد “الانشات” التي لدى الآخرين من جنسيات مختلفة، وفي الصفحة الثانية من الصحيفة (التي تحمل الجزء الثاني من الإعلان) كانت هناك صورة لمقعد درجة الأعمال في طائرة مع عبارة تقول: يفخر الأردنيون بأن لديهم “ستين إنشاً”.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني “أكيد” أجرى اتصالاً بمساعد مدير عام الملكية الأردنية لشؤون الإعلام والاتصال والمسؤولية المجتمعية باسل الكيلاني، الذي أكد أن الإعلان لم يقصد به الرمز إلى إيحاء جنسي بتاتاً، وكانت غايته الترويج لطول وحجم المقاعد وبصور تشويقية موزعة على صفحتين.
وأضاف الكيلاني، إن المسؤولية الإدارية في هذا الإعلان تئول إلى مدير التسويق في الملكية الأردنية وهو موظف جديد “سويدي الجنسية” ولا يتكلم العربية. مشيراً إلى أن المسؤول المباشر عنه هو مدير القطاعات التجارية في الملكية الأردنية وهو “تركي الجنسية” ولا يتكلم العربية أيضاً.
وأشار الكيلاني إلى أن الإعلان قد مر بجميع مراحل الغربلة والفلترة الإدارية دون أن يتنبه أحد إلى الرسالة ذات البعد الجنسي خلاله، منوّهاً إلى أنه من الممكن فهم الإعلان بأن المفاخرة بين الأردنيين وجنسيات أخرى تقع ضمن مساحة الكرسي في الناقل الوطني في بلدهم، مشيراً إلى أن هناك عددا لا بأس به من التعليقات الإيجابية حول الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي.
الكيلاني أكد أن وسائل الإعلام التي تناولت الموضوع لم تقم بسؤالنا حوله، مضيفاً أنه تم إيقاف هذه الحملة الإعلانية.
وفي اتصال هاتفي أجراه “أكيد” مع رئيس الجمعية الوطنية والإتحاد العربي لحماية المستهلك أستاذ سلوك المستهلك في جامعة عمان العربية الدكتور محمد عبيدات، أبدى امتعاضه ورفضه لما حمل هذا الإعلان من إيحاءات جنسية واضحة على حد تعبيره.
وأشار “عبيدات” إلى “أن الذي يحكم على الإعلان هو الجمهور المتلقي، وبما أن الصيغة الاستفهامية في الصفحة الأولى من الإعلان صيغة مبهمة وضبابية وغير واضحة، فمن المؤكد إذاً أن المقصود بها هو ترك مخيلة القارئ مفتوحة أمام عديد من الخيارات وأقرب هذه الخيارات هو الإيحاء الجنسي”.
وأضاف “عبيدات”: “إن أحد الأساليب الإعلانية البسيطة في الشركات المتعددة الجنسيات هو ترك رسالة “بشعة” أو رسالة “جدلية” في ذهن المتلقي لتبقى كـ”منبه” إعلامي يذكّره بالشركة أو الخدمة التي تقدمها” مضيفاَ: “إن الرسالة أو الإيحاء الجنسي الذي وصل إلى ذهن المتلقي هو من صناعة مقدم الخدمة، وهو الناقل الوطني في المملكة، ولا يمكن “للملكية” التنصل من خطئها في توظيف الجنس كـ”منبّه” إعلامي للخدمة المقدمة من خلالها”.
وعرج “عبيدات” إلى أنه:” ليس من الممكن استبعاد فكرة الإيحاء الجنسي في إعلان الملكية، فالسؤال المقدم في الصفحة الأولى من الإعلان سؤال واسع موجه للأردنيين ولم يظهر شعار الشركة عليه، وترك للقارئ فهم السؤال بصيغته المشبوهة المخالفة للعادات والتقاليد الأردنية”.
ملاحظة: يتحفظ “أكيد” عن نشر الإعلان لأكثر من سبب، ويمكن للقارئ أن يعود إلى الروابط المذكورة في النص.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني