اكيد- أسامة الرواجفة
أقحمت وسائل اعلام محلية وعربية الأردن في الأزمة السياسية بين دول الخليج العربي في اليوم الأول لنشوبها، للدفع بإخراجه من موقف الحياد الذي تبناه منذ اشتعال الازمة بشكل واضح بين السعودية ودول خليجية أخرى من جهة وقطر، على خلفية تصريحات نسبت لأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة ما فتئت دولته تنفيها رغم اعلانها عبر وسائل الاعلام القطري الرسمي.
ورغم ركون مواقع الكترونية لتحليلات اخبارية -تتبنى مواقف كاتبيها- وضعت الاردن قسرا وسط الازمة الخليجية، الا أن الصحف اليومية الاردنية الصادرة في 6 حزيران 2017 لبست ثوب الحياد الذي ارتداه الموقف الرسمي الاردني فور اعلان السعودية والبحرين والامارات ومصر ودول اخرى قطع علاقاتها مع قطر.
موقع "خبرني" الالكتروني كتب على لسان مصدر رسمي غير محدد "الأردن لن يعلق على الأحداث بالخليج"، فيما ينقل موقع "عمون" عن صحيفة القدس العربي اللندنية تحليلا صحفيا بعنوان "الاردن وقطر. استراتيجية التريث والحياد قد لا تصمد طويلا"، ونشر موقع "عمون" أيضا تقريرا بعنوان "الاردنيون في قطر ليسوا على ما يرام" يتحدث كاتبه عن ان "الاردنيين في قطر لا ينامون"، "والمشهد تراجيدي من الكوميديا السوداء"، وصاحب التقرير صورة غير صحيحة وقديمة تعود الى أسواق فارغة في مدينة مونتيغمري الاميركية قبيل عاصفة رملية.
كما وقع موقع رؤيا الاخباري ايضا في نفس خطأ الصورة، حيث أعاد نشر صورة سوق مدينة مونتغمري الاميركية ضمن تقرير نسبه لموقعي "أخبار الدوحة" و "سكاي نيوز"، الا ان الصورة غير موجودة على الموقعين، وجاء تقرير رؤيا تحت عنوان "بالصور .. القطريون يفرغون المتاجر بعد إغلاق الحدود"، ولم يتطرق التقرير الى الموقف الاردني حيال الازمة الخليجية.
وزج موقع صحيفة "رأي اليوم" في صدر خبره الرئيسي الذي تطرق للازمة الخليجية بالأردن باعتباره طرف هام في القضية عندما حملت مادته عنوان "ضغوط متسارعة على الأردن لاتخاذ إجراء ضد قطر..."، كما جاءت صياغة متن الخبر لتؤكد ايضا محاولة وسائل اعلام عربية تحشيد الاردن مع طرف محدد في القضية، وهو المحور السعودي.
وجاء في متن الخبر "أعلنت كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر، الاثنين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر فيما لم تحدد حكومة الأردن بعد موقفها من هذا الموضوع بالرغم من قربها الشديد من المحور نفسه، ولم تسارع عمان لاتخاذ قرار بقطع العلاقات مع قطر كما فعلت الدول الأربعة المقربة جدا منها".
وفي ذات السياق يأتي خبر نشره موقع "الكون نيوز" تحت عنوان "موقف الاردن من قرار الإمارات والسعودية والامارات بقطع علاقاتها مع قطر"، قال فيه "بحسب ما أفادت به مصادر فإن الحكومة الأردنية لم تحدد بعد موقفها من هذا الموضوع بالرغم من قربها الشديد من المحور نفسه"، وعنون موقع سرايا خبره "ماذا علق الاردن على ازمة قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر؟، وقال فيه "أكدت مصادر حكومية اليوم الاثنين، ان الاردن لن يعلق على قرار دولة الامارات والسعودية والبحرين و مصر من قطع علاقاتهم الدبلوماسية مع دولة قطر".
وانشغلت مواقع اخرى بالحديث عن تأثير مثل هذه القرار على الاردن حيث نشر موقع "عالنار نيوز" خبرا بعنوان "الاردن يتأثر بالأزمة.. 33 شاحنة لم يُسمح لها بالعبور إلى قطر"، اسنده الى مصادر تحدثت عن تأثير السوق القطري على الاقتصاد الاردني، دون توثيق او بيانات.
ونقل موقعا "سبوتنك عربي" و"الوفد" المصري عن مواقع أردنية خبرا بعنوان "الأردن ينأى بنفسه عن الأزمة الخليجية/ أو قطع العلاقات مع قطر "، تتضمن تصريحات المصدر الرسمي بعدم التعليق على القضية والوقوف في الحياد والحرص على الصالح العربي، الا ان المشهد العام أوضح مدى عطش وسائل الاعلام محليا وعربيا الى اعلان موقف رسمي أردني من الازمة الخليجية.
ولم يستمر الحياد طويلا وجاء الموقف الاردني، ففي اليوم الثاني اللاحق لقرار المقاطعة، خرج الاردن بخبر رسمي "هاديء" لكنه تضمن قرارين هامين أولهما تخفيض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين الى قائم باعمال، واغلاق مكاتب قناة الجزيرة في الاردن، حيث لاقى القرار الثاني اعتراضا واضحا من قبل اعلاميين وصحفيين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وغاب عن وسائل الإعلام الأردنية تقديم خدمة معلوماتية للجمهور تتعلق بنمط العلاقات السياسية بين الدوحة وعمان ، ومستوى العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وتقديم معادلة واضحة لحجم التبادلات بين البلدين على سبيل المثال حجم العمالة الأردنية ، وحجم التبادل التجاري ، كما لم تقدم خدمة اخبارية ذات صلة مباشرة بمصالح الأردنيين على سبيل المثال هل سوف تتأثر حركة الطائرات بين البلدين؟
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني