الإعلام ومواقع التواصل يتبادلان الأدوار في تصريحات الدلابيح وأبوكركي

الإعلام ومواقع التواصل يتبادلان الأدوار في تصريحات الدلابيح وأبوكركي

  • 2018-01-31
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

تبادلت وسائل إعلام ومنصات التواصل الاجتماعي الأدوار بين صناعة الحدث ومتابعته، فيما أثير حول تصريح وتعليق رئيسي الديوان الملكي السابقين يوسف الدلابيح ورياض أبو كركي خلال الأسبوع الحالي، ما يؤشر الى نوع من المنافسة بين الاعلام بوسائله المتعددة ومواقع التواصل الاجتماعي في صناعة الحدث.

وأثار حديث رئيس الديوان الملكي الأسبق يوسف الدلابيح لبرنامج يسعد صباحك يوم الجمعة 26 كانون ثاني وقوله"ان الملك عبد الله الملك يولي الشعب كما يولي راعي الغنم أغنامه" واسترساله بالتوضيح بعد ذلك، جدلا وأراء متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي بالدرجة الأولى وبعد ذلك المواقع الإخبارية.

في المقابل إنتقل ما كتبه رئيس الديوان الأسبق رياض أبو كركي من وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإعلام، وجاء فيه "إذا كان اللجوء السوري والاستثمار من الأسباب و أبرز التحديات التي تواجهنا في الاردن الحل سهل جدا تحميل اللاجئين السورين في قلابات ورميهم خارج الحدود، وتشجيع الاستثمار وتقديم كل التسهيلات للمستثمرين"، ورصد "أكيد" 25 محتوى اعلاميا في مواقع إخبارية حول هذا التعليق.

 وتفصيلا، وجه ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي انتقادات قاسية وساخرة أحيانا ضد تصريحات الدلابيح عبر شاشة التلفزيون الأردني مُعيدين نشر فيديو، وشكلت هذه الانتقادات العمود الفقري لمحتوى ما يزيد على 30 مادة اعلامية نشرت في المواقع الالكترونية حول هذه التصريحات بشكل مباشر أو غير مباشر وتمكن "أكيد" من رصدها.     

وربطت مواقع إخبارية في عناوينها حجم ردود الفعل بالقرارات الإقتصادية الأخيرة ومنها "الباشا الدلابيح ضحية لقرارات الحكومة الاقتصادية، وجاء في أحد فقرات المادة نقلا عمن وصفتهم ب"المراقبين" أن "ردود الفعل القاسية نابعة من الغضب الشعبي المتنامي على الحكومة جراء حزمة القرارات الأقتصادية التي اتخذتها مؤخرا"، ولكن لم يفصح الموقع عن هوية المراقبين، فيما تناول موقع أخر القضية تحت عنوان "رئيس الديوان الأسبق :"لم اسئ للملك ولا للشعب الاردني"  ونقل تصريحات صحافية عن الدلابيح جاء فيها "ان تشبيه الملك بانه راع على شعبه، هو تشريف له، اضافة ان الشعب كالغنم هو تعبير مجاز، واصفا الانتقادات التي اساءت له بانها حرية الاعلام وللجميع حق النقد".

ونشر موقع أخر محتوى إعلاميا بعنوان " ارحموا سن الرجل وخبرته وتاريخه العسكري" ومما جاء في "كل إنسان معرض أن تلتبس معه الكلمات وكل شخصية قليلة الظهور على شاشات التلفزة معذورة فيما ترتكب من هفوات لا تستحق كل هذا"، فيما نقل أحد المواقع تصريحات للدلابيح جاء فيها :" الانبياء رعوا الغنم و اعطيت الملك حقه و انا عملت طوال حياتي خادماً للشعب".

في الجهة المقابلة سلطت مواقع إخبارية في موادها الضوء بشكل أكبر على ردود الفعل على شبكات التواصل بشكل مباشر تحت عناوين "عتب و جدل بعد مقارنة الباشا الدلابيح بين الشعب الاردني و "الغنم" ! ومما جاء فيها "أثار رئيس الديوان الملكي الاسبق يوسف الدلابيح عاصفة من الجدل والعتاب والتأليب، واتهمه البعض بأنه وصف الشعب الأردني بـ(الغنم ) خلال مقابلة على شاشة التلفزيون الأردني وحملت مئات التعليقات اعتراضا على عبارة وردت على لسان الدلابيح عندما حاول مقارنة أوضاع الناس بأوضاع "الغنم- في حالة القحل.

وبحثت بعض العناوين عن الإثارة ومنها "يوسف الدلابيح يثير الأردنيين بعد أن وصفهم بالغنم "ونقل الموقع قول أحد المعلقين بإن الدلابيح كان يتحدث عن محدودية الموارد للدولة، مشيرا للعبارة "إن كنا غنم فمراعينا كلها قحل"،  ومادة أخرى في ذات الاطار عنوانها "المِسخّمين" ونِقاشهم .. رئيس سابِق للديوان المَلكي يُثير عاصِفةً من الجَدل بعدما قارن العلاقة بين الدَّولة والشَّعب بالرّاعي والأغنام .. وهُجوم حاد على الجِنرال الدلابيح.

وتناولت العديد من المقالات الموضوع بعناوين ابرزها "إلى الباشا يوسف الدلابيح"  ومقال أخر بعنوان عذرا يوسف الدلابيح نحن لا نستمع جيدا.. ورسالة الحسن البصري الدليل ومقال أخر بعنوان عن مشهد الدلابيح وشبّابته في (تلفزيون الميرمية) أشار إلى أن "الناس انقسمت عامودياً حيال تصريحات الدلابيح وراح كل من الفريقين يخرج ما بجعبته من أسهم ورماح ليصيب بها الآخر" مشيرا الى أنها "هي حالة ليست جديدة على الأردنيين نقلتها أدوات السوشال ميديا إلى العلن"، وحمل المقال نقدا لمقدمة البرنامج التلفزيوني وكان هذا النقد أكثر وضوحا في مقال   أزمة -سارح غنم- و مستشار بلغاري.

وتناولت مواقع خارجية الموضوع تحت عناوين منها، عبارة لموظف رفيع ومتقاعد أثارت ضجّة واسعة في الأردن..-إن كُنّا غنم فمراعينا كلها قحل- ، يوسف الدلابيح تحت مقصلة الفيس .

تصريحات أبو كركي

وحول ما كتبه رئيس الديوان الملكي السابق رياض أبو كركي عبر حسابه الشخصي في موقع فيسبوك، تناولت مواقع أخبارية المنشور تحت عناوين منها "ابو كركي: حملوهم بقلابات وارموهم خارج الحدود" و "رياض أبو كركي يدعو لرمي السوريين خارج الحدود بـ"قلاباترئيس سابق للديوان الملكي يقترح رمي اللاجئين بالقلابات لحل المشكلة الاقتصادية.

ووفق وسائل الاعلام فقد وصفت الإعلامية لميس اندوني تعليقات ابو كركي بالعنصرية ، بعد ذلك الجدل عاد أبو كركي ليكتب على صفحته على "فيسبوك" ردا وتوضيحا لما تداولته المواقع حول منشوره الاول، وأعادت المواقع نشره تحت عناوين منها أبو كركي : طلبي برمي اللاجئين بقلابات كان "استهزاءً".

كما تم نشر الرد بعناوين أخرى  في المواقع المحلية منها  أبو كركي: هذا ما قصدته من تحميل السوريين بالقلابات، رئيس ديوان ملكي اسبق : هذا ما قصدته بكلامي عن رمي السوريين بالقلابات على الحدود "، فيما تناول أحد المقالات الجانب السلبي لتلك التصريحات وبعنوان "وقفة مع خطاب "القلّابات" والكراهية "، أشار إلى أن هذه السقطات في التعليقات والمواقف التي يعبر عنها بعض المسؤولين السابقين تعيد الى الواجهة جدل آليات تصعيد النخب والمسؤولين، وعقمها في الكثير من الحالات، لاستنادها إلى حسابات وأبعاد غير موضوعية ولا مؤسسية".

هذه التصريحات المتعلقة باللاجئين السوريين لاقت اهتمام مواقع إخبارية سورية نشرت الخبر تحت عناوين :جدل شعبي يثيره اقتراح -عنصري- ضد اللاجئين السوريين، مسؤول أردني سابق: يدعو لتحميل السوريين في قلّابات ورميهم خارج الحدود، بعضها حمل معلومات وصفت بالقديمة منسوبة ل"أبو كركي" ولكنها غير موثقة فيما مواقع عربية أخرى  تناولت منشور ابو بكركي بعناوين منها المواقع العربية مسؤول أردني سابق يدعو لرمي السوريين خارج الحدود بـ"قلابات"!، مسؤول أردني سابق: حل أزمة الاقتصاد بطرد اللاجئين السوريين

ونشر أحد المواقع الاخبارية مقالا بعنوان تشويش الصورة!  جاء فيه "إن مواقع التواصل الاجتماعي قادرة اليوم على التشويش على عمليات الإعلام ووسائله التقليدية بالمعنى التقني غير المباشر، وذلك بالعزوف عن متابعته أو الوثوق به، وكذلك فإن مضامين رسائل تلك المواقع تستطيع تغيير مسار الأحداث نحو اتجاهات عديدة، قد تصرف النظر عن الحدث نفسه، وتحول تفاصيله إلى قضايا تعكس المفهوم الانفعالي عند الجمهور، بعضه أو كله!".

وقال رئيس تحرير موقع الأول نيوز ورئيس تحرير "العرب اليوم" السابق أسامة الرنتيسي لمرصد مصداقية الإعلام الأردني(أكيد) من الواضح ان "وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تصنع الحدث"، مشيرا إلى انه "لو بقيت مقابلة رئيس الديوان الملكي الأسبق يوسف الدلابيح حصرا على من شاهدها في برنامج يسعد صباحك، وبقي رأي رئيس الديوان الأسبق رياض ابو كركي في مجتمع محدد، لما اهتم احد لذلك، وحدث ذلك الأثر"، مشيرا إلى أن "الإعلام الحديث أصبح أحيانا يصنع الحدث ويطوره ويوجهه".

وأوضح أن ما ينشر على مواقع التواصل من سماته المبالغة الكبيرة، والتي تساهم بالانتشار في هذه الوسائط، وتحقق مشاركات كبيرة، مشيرا الى أن "تصريحات الدلابيح لقيت مبالغة وتهويلا، وهذه المبالغة وغياب الموضوعية تدفعنا أحيانا الى محاولة  تجنب التعرض لهذا المحتوى عندما نكون على علم بإن ما ينشر لا يحقق شروط المصداقية".

وقال إن "على الاعلام التقليدي تغيير أدواته فنظرياته القديمة لم تعد تتناسب مع التطورات والسرعة، ولذلك عليه أن يطور أدواته، خاصة وأن وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت تقود وتصنع الرأي العام، وتسحب البساط من تحت اقدام الاعلام التقليدي".

وحول المقابلة التلفزيونية للدلابيح، أشار الى أنه كان الأولى بمقدمة البرنامج عدم إعطاء الضيف الوقت للاسترسال بالوصف.

ونلاحظ في استعراض ما نشر حول الموضوعين ان وسائل التواصل الاجتماعي كانت المنبر المتاح للرد السريع من قبل الجمهور، وفي هذا التوقيت حاولت المواقع الإخبارية الحصول على المساحة سواء للرد، او نقل ما يحدث من اجل الحصول على نسبة من الجمهور وتمرير الرسالة التي تتوافق مع السياسة التحريرية، وهذا يبين فرق السرعة بين الوسيلتين ومساحة الحرية المتاحة للنشر والتعليق بين وسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

لم يعد من الممكن للإعلام تجاهل ما يثار على التواصل الإجتماعي، وهذا مثال على أنها  أصبحت ولو بشكل نسبي تفرض أجندتها على وسائل الاعلام كالمواقع الاخبارية والصحف ومحطات الإذاعة  والتلفزة، وتقوم بمحاولة توجيه الرأي العام.