أكيد – حسام العسال
عزت عدة وسائل إعلامية سبب المشاجرة وأحداث العنف الحاصلة في منطقة الصريح بمحافظة إربد يوم الاثنين 8 أيار بشكل خاطئ إلى هبوط نادي الصريح لكرة القدم إلى الدرجة الأولى، وهو السبب الذي تبين عدم صحته.
ويعود سبب المشاجرة وأحداث العنف إلى خلاف بين عائلتين متجاورتين من عشيرتين مختلفتين، ثم تطور الموقف ليصل إلى مشاجرة وإطلاق نار نجم عنه مقتل أحد الأشخاص بعيار ناري في مستشفى الملك عبدالله المؤسس بمحافظة إربد وإصابة آخرين.
ونشرت عدة مواقع إلكترونية أخباراً حول المشاجرة تُفيد بأن سببها يعود إلى هبوط نادي الصريح لكرة القدم لدوري الدرجة الأولى، وربط بعضها ذلك بإحراق منزل رئيس نادي الصريح خلال أحداث العنف.
ونشر موقع إلكتروني خبراً بعنوان "اربد: اصابات بمشاجرة مسلحة اثر هبوط نادي الصريح"، ثم أتبعه بخبر آخر بعنوان "مصدر يكشف سبب أحداث الصريح التي قتل خلالها الدكتور الشيّاب" ذُكر فيه أن "التحقيقات مع الموقوفين بينت أن سبب المشاجرة يعود إلى وقوف مركبة أمام أحد المنازل في البلدة"، ودون أن يتم حذف الخبر الأول.
وسار موقع إلكتروني على ذات المنوال، إذ نشر في البداية خبراً يذكر فيه أن سبب المشاجرة هو هبوط نادي الصريح، ثم عاد ونشر خبراً في وقت لاحق بعنوان "السبب الحقيقي وراء مشاجرة الصريح" يذكر فيه أن "المشاجرة نشبت اثر خلافات بين عائلتين، وليس كما أشيع بسبب هبوط نادي الصريح من دوري المحترفين لكرة القدم ".
والتزمت عدة وسائل إعلام بذكر السبب الحقيقي للمشاجرة، وهو خلاف بين عائلتين، وتم نسب الخبر إلى مصدر أمني.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) اتصل مع الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام عامر السرطاوي الذي أكد عدم علاقة المشاجرة بهبوط نادي الصريح لكرة القدم إلى الدرجة الأولى، وأن سبب المشاجرة وأحداث العنف أتى بسبب خلاف نشب بين عائلتين متجاورتين.
ويأتي عزو سبب المشاجرة إلى هبوط نادي الصريح إلى الدرجة الأولى في الوقت الذي يعيش الوسط الرياضي تشنجاً رياضياً من قبل بعض المشجعين الذين أطلقوا عبارات مثيرة للجدل لتشجيع أفرقتهم ، وتم تناولها بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
ويمكن ان يؤثر التسرع في نشر المعلومات غير الموثقة والدقيقة في مثل هذه القضايا، الى تشعيب القضية واتخاذها اوجه جديدة يمكن ان تذكي العنف، خاصة في ظل اقدام مواقع الكترونية على اعادة النشر دون التأكد من صحة ما ينشر في وسائل اعلام اخرى.
ويرى مرصد (أكيد) أن لجوء بعض الوسائل الإعلامية إلى نسب سبب المشاجرة لسبب غير صحيح يُخالف ميثاق الشرف الصحافي في مادته التاسعة والتي تنص على أن: "رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وإن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها. وفي هذا الاطار يراعي الصحفيون ما يلي:
أ- عدم نشر معلومات غير مؤكدة أو مضللة أو مشوهة أو تستهدف أغراضا دعائية بما في ذلك الصور والمقالات والتعليقات. كما يجب التمييز بوضوح بين الحقيقة والتعليق أو بين الرأي والخبر.
ب- يلتزمون بتصحيح ما سبق نشره اذا تبين خطأ في المعلومات المنشورة، ويجب على المؤسسة الصحفية أو الاعلامية أن تنشر فورا التصويب أو الاعتذار عن أي تشويه أو خطأ كانت طرفا فيه، واعطاء الحق في الرد على أي معلومة غير صحيحة للأفراد ومؤسسات المجتمع الرسمية والمدنية ذات الصلة بموضوع النشر وحيثما يتطلب الامر ذلك. وعليها نشر الاعتذار في الحالات المناسبة وحسب الاصول.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني