التعتيم الحكومي حول سفر رئيس الوزراء يثير الشائعات في وسائل إعلام

التعتيم الحكومي حول سفر رئيس الوزراء يثير الشائعات في وسائل إعلام

  • 2018-02-04
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

تسبب غياب التصريحات الرسمية حول سبب سفر رئيس الوزراء هاني الملقي الى خارج الأردن، بحالة من تضارب المعلومات واثارة الشائعات في وسائل اعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.   

وربطت وسائل اعلام بين زيارات قام بها رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي للديوان الملكي قبل سفره بأيام، ومغادرته المملكة على عجل، فيما تحدث بعضها الأخر عن اشتباه باصابة الملقي بمرض عضال، بناء على معلومات مسربة غير مؤكدة.

بداية، انتشرت إشاعة على مواقع التواصل تفيد ب"استدعاء الديوان الملكي لرئيس الوزراء من أجل تقديم استقالته"، وسرعان ما نفى مصدر رسمي ذلك، مؤكدا وجود الملقي في الديوان بهدف عقد عدد من الاجتماعات، ونشرت العديد من المواقع الإلكترونية توضيحا  تحت عنوان "حقيقة استدعاء الملقي الى الديوان الملكي".

تلا ذلك موجة من المعلومات المتضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي حول سفر هاني الملقي لتلقي العلاج في الخارج، وتعيين ممدوح العبادي رئيساً للوزراء بالوكالة، حيث تسرعت الوسائل الإعلامية بنقل معلومات غير مؤكدة من صفحات فيسبوك واعتمادها كمصدر موثوق للمعلومة، وهنا يبرر مرصد أكيد ذلك، لغياب التصريحات الرسمية حول سبب سفر الملقي بحكم منصبه.

ونشر في العديد من وسائل الإعلام خبرا بشكل مقتضب حول سفر رئيس الوزراء إلى الخارج بهدف العلاج دون وجود مصدر رسمي صريح، وبرر أحد المواقع الإخبارية سبب هذه الزيارة، نية الملقي حضور "حفل تخريج نجله" بناء على "مصادر مطلعة".

ونقلت مواقع إخبارية اخرى معلومات نُشرت على لسان عبد الفتاح طوقان، ذاكرا أن الملقي مصاب بمرض السرطان، معتبرين طوقان مصدرا موثوقا للمعلومة بصفته صديق مقرب من الرئيس، الأمر الذي نفاه موقع إخباري أخر مؤكدا أن طوقان ليس صديقا مقربا للملقي كما يزعم وهو مجرد زميل مدرسة أثناء المرحلة الأساسية، ولم يكشف الموقع مصدر المعلومة وأكتفى بذكر "معلومات موثوقة تحصل عليها".  فيما عنون أحد المواقع الإخبارية "مرض الرئيس الملقي .. دلالة وتوقيت ولغز سياسي"، وربط ما بين سفر الملقي وموجة رفع الأسعار، على اعتبار أن مرضه أحجية وتوقيته لغز.

ونشرت وسائل اعلام فيديو مسرب يجمع رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي مع أحد الاعلاميين في طائرة تابعة للملكية الأردنية المغادرة الى نيويورك، حيث وجه الملقي كلمة يطمئن فيها الشعب الأردني، وورد فيها عبارة "الأمور طيبه انشاء الله، ما في أي مشاكل، فحص بسيط وبرجع لخدمتكم انشاء الله"، ما يؤكد مغادرته البلاد لإجراء فحوصات طبية.

وحول أهمية تقديم الحكومة للرواية الرسمية، أكد مدير معهد الصحافة النرويجي فرودة ريكفه  في تصريح ل"أكيد"، أن مكتب رئيس الوزراء وهو شخصيا ملزمان بمخاطبة الشعب بشكل مباشر وتقديم مثل هذه المعلومات.

وأضاف "إذا كانت المعلومات مهمة للإمة، يجب على الحكومة أن تكون صريحة وواضحة بشأنها، بينما معلومات مثل ماذا يتناول على العشاء، وماذا يفعل اثناء قضاء إجازته الخاصة، لا تهم الجمهور وله الحق في حياته الخاصة، بينما كل ما يخص الشعب وعمله تجاههم، لا بد من أن يعرفه المواطنون مثل سفره ومدى خطورة حالته الصحية، والمدة التي سيغيب فيها عن عمله".

رئيسة الوزراء النرويجية - بحسب فرودة-  موجودة في الوسائل الإعلامية يوميا، حيث تحرص من خلال مكتبها وتواصلها مع الإعلاميين على تمكين المواطنين من الإلمام بكافة نشاطاتها ومشاريعها. ولم يسبق لـ فرودة ان واجه مثل هذه الحالة سابقا خلال عمله في الصحافة.

 وأضاف أن التعتيم على المعلومة في النرويج بهذا الخصوص، سيتسبب بفضيحة إعلامية واسعة، مؤكدا وجود قانون مطبق يحمي حق المواطنين والصحفيين في معرفة كل ما يرغبون به عن العائلة الملكية وحتى أصغر دائرة حكومية في إحدى القرى النائية.

وتابع فروده "في حال رُفض طلبهم بالحصول على المعلومة، يقدمون شكوى رسمية وبغضون 24 ساعة يتبلغون بتفسير سبب الرفض ومن ثم يقدمون اعتراضا أخرا بغية الحصول على المعلومة".

ويرى "أكيد" أن التعتيم الحكومي حول سبب مغادرة رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي الى خارج المملكة، شكل السبب الرئيس في تضارب المعلومات في وسائل اعلام ومواقع اخبارية تتمثل مهمتها في الحصول على المعلومات وتقديمها للجمهور صاحب الحق الأصيل في المعرفة.