أكيد - أنور الزيادات

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي خبر غير صحيح وعابر للحدود حول "العثور على جثة طفلة لم يتجاوز عمرها 48 ساعة في مزرعة شمال المملكة، ونقلت الى المستشفى وهي تعاني من جروح بليغة".

مصدر أمني نفى صحة المعلومات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول وجود طفلة تركت بأحد المزارع شمال المملكة، ونشر النفي في عشرات المواقع  المحلية تحت عدة عناوين " الأمن ينفي صحة وجود جثة لطفلة تركت بأحد المزارع شمال المملكة"، الامن يوضح حقيقة صورة جثة الطفلة الرضيعة بأحد مزارع الشمال ! والأمن ينفي عثوره على جثة طفلة رضيعة ملقاة بمزرعة.

وحذفت أغلب الصفحات والمواقع الخبر بعد النفي، فيما قام البعض بنشر النفي الأمني في مكان الخبر ذاته، الا أن هذا الخبر بقي متداولا على عدد من صفحات التواصل الاجتماعي وبعضها يعود لمواقع اخبارية، وهناك موقع أخر نسب الخبر في صفحته على الفيسبوك لمحررة بالموقع.

كما نشر الخبر على صفحات التواصل في العديد من الدول العربية ومنها تونس، لبنان، اليمن  العراق ومصر، وأغلب الأخبار لم تحدد مكان الحدث وهو ما يكشف أن ظاهرة النسخ واللصق ليست ظاهرة محلية بل هي عابرة للحدود.

مواقع مصرية نشرت الخبر بعناوين مختلفة منها "العثور على طفلة مصابة وسط الزراعات بقرية ابو حماد بالشرقية، والعثور على طفله رضيعه متأكلة الاطراف من الأفاعي والدود -، رضيعة» تأكل يدها الأفاعي والديدان.. «صور» ونسبت الخبر الى محرريها ومما جاء فيها " عثر أهالي قرية أبو حماد الجمعة، على طفلة تبلغ من العمر 48 ساعة، ملقاة في أرض زراعية، وهي مصابة بجروح شديدة و أصابع أحد يديها مأكولة من قبل الأفاعي و الدود و تم نقل الطفلة الى المستشفى و هي تعاني من جروح بليغة، وتكثف أجهزة الأمن بمديرية أمن القليوبية جهودها، لكشف غموض الواقعة و تم اخذ الطفلة الى المستشفى وهي تعاني من جروح بليغة".

وبالبحث، تبين أن الواقعة حدثت في العراق، فالمواقع العراقية هي فقط من اعتمدت على مصادر معرفة، وتابعت الحالة من خلال مراسليها الميدانيين بالتواصل مع الجهات المعنية الطبية والأمنية، وهذا هو المؤشر على مصداقية الخبر، على أن ذلك لا يعني غياب النسخ واللصق من بعض المواقع.

ونشرت وسائل الاعلام العراقية الخبر تحت عناوين منها  ديالى.. العثور على رضيعة مرميةً في العراء يعيد الانتهاكات بحق الطفولة إلى الواجهة، وزارة الصحة العراقية تؤكد العثور على طفلة كريمة النسب ملقاة على الارض، وتقرير تلفزيوني بعنوان و العثور على طفلة رضيعة قرب احد المبازل في بعقوبة، تضمن تصريحات من ادارة مستشفى البتول التعليمي للأطفال الذي استقبل الطفلة بالإضافة الى تصريحات مدير إعلام شرطة ديالى العقيد غالب العطية.

هذا الخبر شابهه خلل مهني، فمعظم ما نشر محليا قبل نفي الأمن العام كان يؤشر إلى وقوع هذه الحادثة في الأردن وبالتحديد في شمال المملكة، حيث لم يتحر من نشر هذا الخبر الدقة والمصداقية قبل النشر.

حذف الموقع الإخبارية للخبر غير الصحيح ممارسة مهنية حميدة، لكن مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي أصبح من الصعب السيطرة على الأخبار غير الصحيحة التي تنتشر بين المتابعين، ويصبح الاعتذار أو التصحيح  دون قيمة.

ورافق نشر الخبر صور غير لائقة للطفلة ، والدماء تنزف من جسدها وهنا يذكر مرصد" أكيد" في هذا الاطار أن نشر صور الأطفال في وسائل الاعلام، يجب أن يكون ضمن ما يحقق مصالحهم ، في حين أن الامتناع عن نشر صور الأطفال سواء أكانوا فقراء أو في حالة اعاقة وضعف انساني مهم  لحمايتهم وعدم تعريضهم للأذى النفسي ووصمهم بصفات في مجتمعاتهم، ويشمل ذلك أيضا الأطفال المتهمين في الجرائم أو كانوا اطرافاً في قضايا سواء أكانوا شهوداً أو مشتكين، وذلك حماية لهم ولمستقبلهم.

وتضع منظمة اليونسف مجموعة من المبادئ الأخلاقية المتَّبعة في إعداد التقارير الإعلامية حول الأطفال أهمها احترام كرامة جميع الأطفال في جميع الظروف، وينبغي إيلاء اهتمام خاص بحق جميع الأطفال في الخصوصية الشخصية والسرِّية، ، بما فيها اعتبارات كسب الدعم والتأييد لقضايا الأطفال وتعزيز حقوقهم، وعند محاولة تقرير المصالح الفضلى للطفل.