المعالجات الاعلامية لمباراة الفيصلي والترجي.. كل يغني على ليلاه

المعالجات الاعلامية لمباراة الفيصلي والترجي.. كل يغني على ليلاه

  • 2017-08-07
  • 12

أكيد – وصفي الخشمان

توارى الحدث الرئيس المتمثل في فوز نادي الترجي التونسي على نادي الفيصلي الأردني في نهائي بطولة الأندية العربية لكرة القدم، ليتصدر خطأ التحكيم وأحداث الشغب التي تلت المباراة المشهد في وسائل إعلام محلية وخارجية.

وعلى الرغم من اعتياد الصحافة الرياضية على تناول زوايا متنوعة للحدث الرياضي، إلا أن التغطيات الصحافية تتشابه من حيث التركيز على الخبر الأبرز الذي يكون عادة فوزاً أو خسارة، لكن في حالة مباراة الفيصلي والترجي التي جرت مساء الأحد، كان الفوز والخسارة خبراً هامشياً بالنسبة لوسائل الإعلام، وهو ما يعد متماشياً مع طبيعة الخبر الصحافي.

وركزت المعالجات الصحافية المحلية على ما قالت إنه "خطأ تحكيمي" أدى إلى احتساب الهدف الثالث لنادي الترجي في مرمى نادي الفيصلي في نهائي البطولة التي استضافتها مصر خلال الفترة من 22 تموز (يوليو) الماضي وحتى السادس من آب (أغسطس) الحالي.

وقفزت المعالجات تلك من إلقاء اللائمة على حكم المباراة إلى جهود الإفراج عن مشجعي الفيصلي الذين ألقت أجهزة الأمن المصرية عليهم، عقب أعمال الشغب التي طالت أشخاصاً وممتلكات عامة، متجاهلة أحداث الشغب التي شهدتها الدقائق الأخيرة من المباراة وامتدت إلى ما بعدها.

وعلى الرغم من تحرر الصحافة الرياضية من معايير وضوابط تتبعها المجالات الصحافية الأخرى، وتساهلها في كثير مما تتشدد به تلك المجالات، إلا أن الالتزام بالمبادئ الأخلاقية والنزاهة وتجنب التعميم وإثارة النعرات تبقى جميعها مسلمات لا يجوز المساس بها.

وقدمت صحيفة الرأي مادة سردية عرضت فيها تاريخ مشاركات الفيصلي في المباريات النهائية، وبينت فيها مجريات المباراة، ملمحة إلى وجود ظلم تحكيمي.

وعلى الرغم من عنوان صحيفة الدستور المحايد، إلا أنها اتهمت الحكم بالتغاضي عن احتساب تسلل واضح أدى إلى تسجيل الفريق التونسي هدفه الثالث، وصعد به إلى أعلى منصة التتويج.

أما صحيفة الغد، فعنونت على "سرقة" الحكم لأحلام الفيصلي، وكان متن التغطية يسير في السياق ذاته.

وعرضت صحيفة السبيل قصة خبرية لمجريات المباراة، إضافة إلى نشر فيديو يظهر "الاعتداء" على الحكم.

ولجأت مواقع إخبارية إلى فتح ملف حكم المباراة المصري إبراهيم نور الدين، وكيل الاتهامات له.

الموقوفون

توحدت الصحف في متابعتها لخبر الموقوفين إثر المباراة، من حيث نشر تصريحات وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي والسفير الأردني في مصر علي العايد، قبيل التوصل إلى الإفراج عنهم في وقت لاحق.

وتسابقت مواقع لنشر أسماء الموقوفين الأردنيين في أحداث الشغب، ونشرت تصريحات حول وجود أحداث، واتهامات بتعرض بعضهم للضرب على أيدي رجال الأمن المصريين.

وعلى الرغم من الروح الإيجابية التي حملتها التغريدتان اللتان غرد بهما جلالة الملك عبد الله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، إلا أن السخط على الحكم والاتحاد العربي لكرة القدم والإساءة لهما كانا مسيطرين على تغريدات الأردنيين ومنشوراتهم عبر منصات التفاعل الاجتماعي، ليصل الأمر في بعضها إلى الفخر بضرب الحكم وتخريب الممتلكات العامة في الاسكندرية.

صحافة مصر

وفردت وسائل إعلام مصرية مساحات لـ "اعتداء" الكادر الإداري لنادي الفيصلي ولاعبيه على حكم المباراة، وأحداث الشغب التي تلت ذلك، ضمن نشرها لمجريات فوز الترجي بالبطولة.

وأظهر التغطيات الصحافية غضباً مصرياً ظهر جلياً في عناوين حملت كلمات مثل: ملحمة، مجزرة، وحشية، نهائي كارثي، عند وصفها لما جرى في أعقاب المباراة.

ونشرت تلك التغطيات تصريحات للحكم نور الدين قال فيها "إن ما يهمه هو بلده مصر وأنها ما تزال بخير".

واستبقت تغطيات بفرض عقوبات على الفيصلي قبل أن يُنقل عن الاتحاد العربي في وقت لاحق تصريح يفيد باستبعاد الفيصلي من المشاركة في البطولة العربية خمسة أعوام ويفرض غرامات مالية على لاعبيه.

وعلى الرغم من وجود أصوات مصرية انتقدت جوانب تنظيمية في البطولة خصوصاً أداء التحكيم، ودعت إلى عدم خلط الرياضة بالسياسة، إلا أن أصواتاً أخرى كانت على النقيض تماماً.

كما رصدت معالجات صحافية مصرية ما حفلت به وسائل إعلام أردنية من انتقادات للأداء التحكيمي في البطولة العربية.

صحافة تونس

احتفت وسائل إعلام تونسية بتربع فريق الترجي على عرش الأندية العربية، متجاهلة اللغط الذي دار عن "التسلل" ومشيرة بشكل سريع إلى اعتراض كوادر الفيصلي على التحكيم وإلى أحداث الشغب التي تلت المباراة.

ووزعت تعليقات في برامج رياضية عربية انتقاداتها بالتساوي على التحكيم وردة فعل كوادر الفيصلي، قائلة إن "الفيصلي كسب احتراماً طيلة مباريات البطولة، لكن ردة الفعل في النهاية جعلته يخسر كثيراً".