المواقع الإخبارية ساحة تجاذبات في تغطية قضية الرئيس والشاعر

المواقع الإخبارية ساحة تجاذبات في تغطية قضية الرئيس والشاعر

  • 2017-06-20
  • 12

أكيد - وصفي الخشمان

تحولت مواقع إخبارية إلى ساحة جدل طرفاها الحكومة في جانب، والشاعر حيدر محمود الوزير السابق والعين الحالي، ونجله عمار المستشار في رئاسة الوزراء في الجانب الآخر.

وفيما تسابقت مواقع لنشر ما يصدره كل طرف من بيانات أو تصريحات، تكتل كتاب ومواقع في جبهة للدفاع عن وجهة نظر الشاعر، مقابل تكتل آخرين للدفاع عن وجهة نظر الحكومة، دون عرض ما يمكنه إثبات وجهة نظر أي من الجانبين.

القصة بدأت برسالة منسوبة إلى حيدر محمود وموجهة إلى رئيس الوزراء هاني الملقي، وتناولت تعيين نجل الأخير مديراً لدائرة خدمات المطار، بالمقارنة بـ "طرد" نجل حيدر محمود المستشار في رئاسة الوزراء.

وكُتبت الرسالة بأسلوب عتاب وسخرية، ما ولد ردود فعل راوحت بين متعاطفة وغاضبة ومستهجنة وساخرة، ظهرت على صفحات منصات التفاعل الاجتماعي.

وانتقلت حمى السخرية والانتقادات من صفحات منصات التفاعل إلى صفحات المواقع الإخبارية، قبل أن ينحرف مسار التعاطي مع الخبر بصدور رد من رئاسة الوزراء، مستخدماً عبارات "قاسية" مثل عدم الخضوع لـ "ابتزاز الشعراء".

وعقب الرد الذي جاء على لسان "مصادر مطلعة أو مقربة من رئاسة الوزراء"، زاوجت مواقع بين عرض رسالة الشاعر ورد الرئاسة، وحاولت أخرى الحصول على معلومات مفصلة عبر مصادرها، في حين انبرت مواقع لنشر ردود الفعل على ما كشفه رد الرئاسة من معلومات حول نجل حيدر محمود.

وكانت صحف عربية حاضرة في الجدل، فقد نشرت صحيفتان على الأقل رصداً لرسالة حيدر محمود ورد الرئاسة عليه وردود الفعل على المنصات التفاعلية.

ثم بعد ذلك، خرج موقع إخباري بتصريحات لحيدر محمود ينفي فيها وجود أي خلاف بينه وبين رئيس الحكومة، مبيناً أن الرسالة المتداولة "مجرد عتاب".

وسارعت مواقع أخرى إلى نشر تفاصيل مكالمة هاتفية بين الملقي ومحمود، اطمأن فيها الأول على صحة زوجة الأخير.

ولم يكد الجدل يبرد، حتى عاد ليشتعل من جديد برسالة وجهها عمار حيدر محمود اتهم فيها "المصدر المسؤول"، باستخدام علاقاته بالصحافيين للإساءة إليه، ليبقى الباب مشرعاً أمام تطورات جديدة.

ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن الصحف اليومية نأت بنفسها عن الجدل، في حين كانت المواقع الإخبارية ومنصات التفاعل الاجتماعي ساحة تجاذبات مست بعضها بشكل سلبي الجانب الشخصي لطرفي الجدل، بما يخالف المادة 11 من ميثاق الشرف الصحافي التي تنص على التزام الصحافيين باحترام سمعة الأسر والعائلات والأفراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، كما لم تلتزم مواقع اخبارية بالحياد وعدم التحيز.