أكيد أنور الزيادات
أثار تعميم مروس باسم مؤسسة المواصفات والمقاييس يطالب بمنع ادخال "عطر قاتل" للمملكة، الجدل مجددا حول حقيقة وجود هذا العطر ودخوله إلى المملكة، وخلق حالة من الإرباك في أداء وسائل الإعلام .
وتمثلت حالة الإرباك بسبب مضمون التعميم الذي تسرب لوسائل الاعلام، وجاء فيه "أرجو التكرم بالعلم أنه وحسب متابعات مؤسسة المواصفات والمقاييس وتزايد الحالات التي تعرضت لسمية العطر الذي يحمل الاسم RELAX وحيث أن الفحوصات تؤكد سمية العطر والتي لا تظهر على مستخدمه مباشرة بل لها مفعول متأخر بعد 3 أو 4 ايام وتسبب الموت المفاجئ، فأرجو منكم التأكيد على موظفيكم بضرورة التأكد من عدم إخال هذا الصنف/الماركة للبلاد او للإيداع في المناطق الحرة".
ورغم أن التعميم يتحدث عن وجود حالات تعرضت لسمية العطر، والتأكيد بموجب الفحوصات على سميته وتسببه بالموت المفاجيء، الإ أن مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس الأردنية الدكتور حيدر الزبن قال في تصريح لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، أنه "لم تصدر عن المؤسسة أية نتائج لفحوصات مخبرية على هذا المنتج، لكن وصلت معلومات عن وجود إصابتين في مصر، وتم أخذ هذا الإجراء احتياطيا".
وقال "إن التعميم الذي نشرته بعض المواقع الإخبارية وتداوله مواطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد تعميم داخلي يطلب التشديد على العطور وخاصة التي تحمل العلامة التجارية ريلاكس، وهو إجراء احترازي".
وأوضح أن المواصفات والمقاييس "اتخذت اجراء استباقيا لتشديد الرقابة على أنواع العطور كافة التي تدخل عبر المنافذ الحدودية، خصوصا بعد ورود معلومات عن أنواع غير مطابقة للمواصفات والقواعد الفنية منتشرة في دول مجاورة وتؤثر على صحة المستهلك".
وأضاف "لا يوجد عطور سامة في الأردن"، مبينا أن "مؤسسة المواصفات والمقاييس تقوم بأخذ عينات من جميع أنواع العطور التي تدخل إلى المملكة وتقوم بفحصها والعطور التي تدخل إلى الاسواق المحلية تدخل ببيانات جمركية مكتملة التفاصيل".
وتابعت مواقع أخبارية الموضوع مجددا مع مؤسسة المواصفات التي نفت تفاصيل التعميم تحت عناوين " مدير عام مؤسسة المواصفات والمقاييس ينفي وجود عطور سامة في الأردن، الاسواق المحلية تخلو من عطر ريلاكس.. والمواصفات: مجرد تعميم داخلي.
وأكد ممثل قطاع الصحة والأدوية الطبية ومستلزماتها في غرفة تجارة الأردن محمود الجليس في تصريحات صحفية خلو السوق المحلية من ماركة عطر (ريلاكس)،
مرصد (أكيد) حاول تتبع وسائل الاعلام المصرية عبر محركات البحث ولم يجد أي إعلان عن إصابات جراء عطر سام ، ونفى المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان المصرية خالد مجاهد في تصريحات صحافية كل ما يتردد عن وجود أي حالة مصابة جراء استخدام العطر السام المعروف باسم "ريلاكس" بعد انتشار شائعات تروج أنه يسبب الموت بعد 3 أيام من استخدامه، مؤكدا أنه تم التعامل مع الشائعة وتم التأكد من عدم صحتها والقيام بحملات رقابية كبرى ولم يتم العثور على أي عبوة منه.
وقال رئيس جهاز حماية المستهلك في مصر اللواء عاطف يعقوب ، إن ريلاكس حاصل على ترخيص وزارة الصحة وهو مزيل للعرق، لافتا إلى أن وزارة الداخلية والصحة لم تخطرنا بوجود أي حالات إصابة أو وفاة من العطر، مضيفا أنه لا يوجد أي معلومة مؤكدة أو حقيقة تشير لخطورة العطر على صحة الإنسان، ولم يتم رصد أية خطورة بشأن العطر.
وردا على سؤال حول إمكانية وجود عطر سام لا تظهر أعراضه مباشرة فور استعماله، وله مفعول متأخر قد يمتد 3 أيام بعد رشه على جسم الإنسان بحيث يؤدي إلى الوفاة، قال مستشار الطب الشرعي والخبير الجنائي في الطب الشرعي لدى المحكمة الجنائية الدولية الدكتور هاني جهشان لمرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد)، أن ذلك "احتمال وارد لكن المواد التي تسبب الموت البطيء هي مواد مشعة وغالية الثمن".
وأضاف "على مؤسسة الغذاء والدواء، إن صدق الخبر، أن تعلن ماهية وإسم المادة، ولدينا وفِي الأردن عموما أجهزة قادرة على اكتشاف مثل هذه المواد السامة ، واذا لم تثبت صحة التعميم فان من وقع الكتاب قد يلاحق على الضرر الناتج عن قراره من قبل الشركة المنتجة لأنه اعتمد اقوالا واشعاعات دون الرجوع إلى حقائق سريرية بحدوث وفاة أو نتائج مخبرية".
بدورها قالت مديرة العلاقات العامة الناطق الاعلامي في المؤسسة العامة للغذاء والدواء الصيدلانية هيام الدباس لـ(أكيد) انه "لم يتم العثور على أية عبوة من هذا النوع العطور، خلال الجولات التفتيشية لفرق المؤسسة على الصيدليات والحملات على الأسواق الشعبية"، مشيرة الى أن "المؤسسة سعت الى التقصي حول المادة منذ تداول الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية قبل ما يزيد عن شهر حول وجود عطر سام في الأسواق العربية".
ونشرت مواقع عربية متابعات لهذه الأخبار تحت عناوين مختلفة منها "ريلاكس -Relax-.. عطر قاتل أو إشاعات تنافس تجاري، فيما نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية تقريرا بعنوان "ريلاركس.. "إشاعة عطر ".. 5 دول تقع فى خدعة "البرفان السام" خلصة فيه الى القول" مدرب ومستشار في مجالات الاتصال والإعلام الدكتور ياسر عبد العزيز ، أن الشائعات تزدهر على حسب درجة الثقافة والوعى السائدة فى المجتمع، لافتا إلى أن هناك عوامل تساعد على انتشارها مثلا الإعلام الردىء، الذى يمثل مجال خصب لترويج الشائعات
وكان مرصد مصداقية الاعلام الأردني قد نشر تقريرا بعنوان " العطر القاتل.. خبر غير صحيح وشائعة تتكرر منذ العام 2008" تتبع أبرز ما نشر حول الموضوع وخلص إلى أن العطر القاتل لم يتأكد وجوده إلى الأن في أي من الدول العربية، وأن كل ما تم تداوله شائعات وأخبار غير دقيقة .
جميع التصريحات الرسمية تؤكد عدم وجود هذا العطر في الأسواق، على أنه لا بد من الإشارة الى أن تحرك مؤسسات رسمية بهذا الشكل استنادا الى شائعة لم تثبت صحتها علميا لحد الأن وإصدار تعميم غير دقيق بشأنها، ساهم في إنتشار الشائعات في المجتمع وأربك وسائل الإعلام التي ينعكس أداءها بشكل مباشر على الجمهور.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني