أكيد – حسام العسال

استحوذ مشهد الأموال المبللة والمتهالكة الأطراف على إهتمام عديد من وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي التي تناقلت خبر ظهور أموال في سيل البصة بمنطقة وادي السير بعمان، والذي وضع الجمهور في حيرة حول حقيقة ما حدث وخصوصاً في ظل تعدد الروايات ونفي الأمن العام دون تقديم ما هو حاسم ومقنع.

مستخدمو التواصل الاجتماعي تداولوا صور المبالغ النقدية والتي تسربت بعد ذلك للعديد من المواقع الإلكترونية التي تحدثت عن ظهور الأموال في سيل البصة الموجود قرب منطقة عراق الأمير بوادي السير، وأن العديد من المواطنين استطاعوا الحصول على مبالغ نقدية من السيل.

وتحدثت بعض المواقع عن وجود مئات الأوراق النقدية وأن قيمة الأموال تصل إلى سبعة ملايين دينار، وأن ذلك دعا العديد من المواطنين لقصد السيل والبحث عن الأموال، وأبرزت وسائل الإعلام الإلكترونية تلك الأخبار بعناوين مثيرة.

السماء تمطر ملايين الدنانير بعمان! - صور

أردنيون يصطادون "رزم" النقود في سيل عمان (صور)

مواطنون يتحدثون عن ملايين الدنانير في سيل "عراق الأمير" والأمن ينفي "صور"

بالصور.. عقب عثور مواطنين على مبالغ مالية ضخمة داخل السيل...عراق الامير تعج بالأردنيين

خمسينات تقدر بـ 7 مليون في عراق الامير ملقاة على الارض.... صور

بالصور العثور على ملايين الدنانير في سيل عراق الأمير بمنطقة وادي السير

وتداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي العديد من الروايات حول الحادثة، إذ قيل أن المبلغ خُبئ في السيل بعد أن سُرق من أحد المحال التجارية، وقيل أيضاً أن الأموال خبأها طفل صغير في السيل بعد أن سرقها من والده.

ونفى الأمن العام للعديد من المواقع الإلكترونية وجود مبالغ مالية طافية على سيل "البصة" في منطقة وادي السير، وأن كوادر الأمن حضرت للموقع وأجرت مسحاً للمنطقة، كما أنها فتحت تحقيقاً بالحادثة.

مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تواصل مع الناطق باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي الذي أكد "عدم ظهور الأموال في سيل البصة"، وأضاف "أن الأمن العام حضر للمنطقة دون أن يجد الأموال، وتم إجراء تحقيق حول الحادثة دون ظهور أي جديد".

وتواصل مرصد (أكيد) مع عضو مجلس أمانة عمان عن منطقة وادي السير عاهد محمود السليحات الذي أكد "ظهور الأموال في سيل البصة في منطقة وادي السير قرب عراق الأمير بنسبة 100 %، وأن ظهور الأموال حقيقي ولا يوجد عليه غبار"، وأضاف أن "ظهور الأموال تزامن مع فيضان منهل خاص بالصرف الصحي قرب منبع السيل، وأن الأموال خرجت وهي مغلفة بأكياس كما أن أحد المبالغ المالية كان مغلفاً بكيس دواء".

وذكر السليحات أن "قيم الأموال المتناثرة متفاوتة وغير دقيقة وغير مؤكدة، كما أنها لا تصل للقيم المذكورة في وسائل الإعلام".

وأكد "إخلاء الأمن للمنطقة واجراء مسح بعد وصولهم للمنطقة ليلاً"، لكنه لفت إلى أن "الأموال لم تكن حينها ظاهرة على سطح الماء، وأن من وجد الأموال بحث عنها بين أحجار السيل وأشجاره، كما أن وصول الأمن كان بعد وصول أعداد كبيرة من المواطنين للبحث عن الأموال".

وأكد المواطن مشهور الشديد أحد شهود العيان على الحادثة لـ (أكيد)، "وجود الأموال في السيل وأنها حادثة حقيقية"، وذكر أن "الأموال كانت موجودة في مغلف دواء"، مشيرا أن "الأموال كانت بالأصل في حوزة عدد كبير من المواطنين الذين تواجدوا في المنطقة قبل وصول كوادر الأمن".

ولاحظ مرصد (أكيد) أن هذه الحادثة تعددت فيها الروايات وخصوصاً في منصات التواصل الاجتماعي، وأن العديد من شهود العيان أكدوا حقيقة وجود الأموال في منصات التواصل، في المقابل لم تكن هناك رواية محددة من جهة مديرية الأمن العام التي اكتفت بالنفي وإعلانها إجراء تحقيق حول الحادثة، دون إيضاح التفاصيل والإعلان عن رواية واضحة ومقنعة حول حقيقة الأمر.

ويرى (أكيد) أن تعدد الروايات وعدم وجود رواية مقنعة وحاسمة وضع الجمهور في حيرة ولبس، دون أن يتم ضمان حقه في الحصول معلومة مؤكدة وواضحة، خصوصاً مع الأرقام المتداولة وغير الدقيقة في وسائل الإعلام حول قيمة المبلغ المزعوم ظهوره في السيل.