أكيد - آية الخوالدة

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صورة لكتاب رسمي خاص بإمانة عمان الكبرى يتضمن تنسيب إحدى لجانها تسمية الشارع المار من أمام السفارة الأمريكية في منطقة عبدون بـ "شارع القدس العربية"، وأساءت وسائل إعلامية فهم القرار، حيث أعتبرته نهائيا بإطلاق التسمية.

ونشرت عدة مواقع عربية ومحلية الكتاب وأرفقته بخبر تحت عنوان "قرار بتغيير اسم شارع السفارة الأمريكية"، حيث ورد في الكتاب قرار اللجنة المحلية لمنطقة زهران تسمية الشارع المار من أمام السفارة الأمريكية بـ "شارع القدس العربية"، وذلك من إشارة الملكة زين الشرف وحتى دوار شارع سعد عبده شموط.

ونشر موقع محلي نفيا حول ما ورد من معلومات عن تغيير الإسم بتقرير بعنوان "الأمانة تنفي تغيير اسم شارع السفارة الامريكية.. وتوضح: هذه آلية التغيير"، حيث نفى مصدر في الأمانة - بحسب التقرير - صحة ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تغيير اسم الشارع، وربطه بطلب خاص من مجلس النواب.

وتحقق مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" من صحة هذا الكتاب وما نشر عن هذا القرار في وسائل الإعلام، حيث أكد رئيس اللجنة الخدمية لمكتب زهران التابع لإمانة عمان الكبرى اسماعيل البستنجي في حديثه مع "أكيد"، أن "الكتاب الذي نشره على صفحته الخاصة على فيسبوك وتم تداوله بشكل واسع، هو مسودة مشروع قرار سيصار إلى عرضه على اللجنة المحلية في مكتب زهران، حيث سيتم توقيعه يوم الأربعاء الثالث عشر من الشهر الجاري، قبل رفعه إلى لجنة التسمية والترقيم في أمانة عمان الكبرى".

وأوضح البستنجي أن العادة فيما يخص تسمية الشوارع، "أن تتولى كل منطقة مختصة مسؤولية ذلك وتقدم التنسيب إلى الدوائر المختصة في الأمانة ومن ثم يصار إلى الإجراءات العملية"، مؤكدا أن "قرار التسمية لم يصدر بعد، بل في طريقه الى الإقرار، وسيتم الإعلان رسميا عن ذلك بمجرد ما تنتهي الموافقات الضرورية".

وأكد المهندس واصف الدويري مدير مكتب زهران في تصريح ل"أكيد"، أن اللجنة المحلية بداخل المنطقة لم تنعقد بعد بخصوص مشروع قرار تغيير إسم الشارع". وأضاف "أن تسمية الشوارع بالعادة لا علاقة لها بمجلس النواب، ويمكن لأي مواطن تقديم طلب تغيير إسم أحد الشوارع وتسميته بإسم أحد من الأشخاص المؤثرين، ومثل هذه القرارات تمر بإجراءات".

 ويأتي رفع مسودة مشروع هذا القرار، بعد مطالبات عديدة من قبل المواطنين ونشطاء التواصل الاجتماعي بتسمية الشارع بهذا الإسم، لإيصال رسالة عن رفض الأردنيين اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، كما أن مجلس النواب المحلي قدم مذكرة بتوقيع 42 نائبا بتغيير إسم الشارع المحاذي للسفارة الأمريكية في عبدون من "الامويين" إلى "القدس" وتغيير إسم الشارع المحاذي للسفارة الاسرائيلية في الرابية من "ميسلون" إلى "فلسطين".

ويشير مرصد "أكيد" الى ضرورة التحقق من المعلومات المنشورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومدى دقتها، قبل تقديمها للقارئ والمساهمة في تضليله، وذلك تطبيقا للمادة 5 من قانون المطبوعات والنشر الذي يلزم الوسائل الإعلامية بضرورة تحري الحقيقة والالتزام بالدقة والحيدة والموضوعية في عرض المادة الصحفية والإمتناع عن نشر ما يتعارض مع مبادىء الحرية والمسؤولية الوطنية وحقوق الإنسان وقيم الأمتين العربية والإسلامية.