تماسيح الأغوار.. المتابعة الإعلامية الغائبة

تماسيح الأغوار.. المتابعة الإعلامية الغائبة

  • 12

نشرت وسائل إعلام محلية مطلع الشهر الجاري خبرا نقلته عن صحيفة  " معاريف " الإسرائيلية  يحذر من خطر تماسيح في منطقة غور الأردن هربت من حديقة تعود ملكيتها لمستثمر إسرائيلي، دون أن يصدر نفي أو تأكيد رسمي أو أهلي عن الموضوع.

وأشار الخبر الى "أن المزرعة بدأت بسبعين تمساحا وبعد التزاوج وصل عددها إلى ألف تمساح كبير وخطير، علما بأن كل زوج ينجب 35 تمساحا وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على غور الأردن وقاطنيه، خصوصا بعد حادثة هروب لـ 70 تمساحاً مما أدى إلى بذل الجهود لمطاردتها بسبب ما شكلته من خطر كبير على حياة الناس".

وتكررت الفقرة التالية في العديد من المواقع الإلكترونية "ما يعنينا في الأردن هو أن حديقة التماسيح الإسرائيلية تشكل اليوم خطراً حقيقياً على المنطقة بأكملها بما فيها الجانب الأردني من الغور، فالتماسيح عندما تهرب من حديقتها لا تعرف حدود، وبهذا أهلنا في الغور الأردني حياتهم مهددة في حالة وقعت حادثة هروب جديدة للتماسيح، وخصوصاً أن أعدادها كبيرة وصلت لألف تمساح وتزداد بشكل دائم، نطالب الحكومة الأردنية بالتحرك لإجبار الجانب الإسرائيلي إغلاق حديقة التماسيح أو نقلها بعيداً عن الحدود مع الأردن".

وعلى اعتبار أن القضية تشكل تهديدا لحياة السكان، ورغم أن الموضوع كان من أبرز الأخبار التي تناقلتها تلك المواقع وليوم واحد، لم تقم أية وسيلة إعلام بمتابعة القضية ومعرفة تداعياتها ومخاطرها.

ويلاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني" أكيد " من خلال قراءة هذا الخبر ما يلي:

1- أن وسائل الإعلام اكتفت بنقل الخبر المقتضب الذي أوردته الصحيفة الإسرائيلية.

2ـ لم تقم وسائل الإعلام بأخذ ردودٍ أو تصريحاتٍ من مسؤولين أردنيين ولا من الاهالي في الأغوار عن الموضوع.

3ـ  الإضافة الوحيدة التي وردت على الخبر هي فقرة تكهن ولا تسند الى معلومات من مصادر خبيرة.

4- هذه الإضافة تكررت في العديد من المواقع الإلكترونية،  دون يرد ذكر لمصدرها ما يعني أن العديد من المواقع نسخت الخبر من بعضها البعض وهذه قضية أخلاقية.

5- غياب الجهد الاستقصائي المعمق عن الموضوع.

ويمثل هذا الخبر نموذجا للأخبار التي تتصل بالمصلحة العامة وتغيب عنها الصحافة، فحتى تاريخ هذا التقرير لم تبادر أي وسيلة إعلام في تقديم معلومات واضحة ودقيقة عن الموضوع.

ويرى مرصد "أكيد" أن هذا الخبر، إن صح، فإنه ينطوي على أهمية كبيرة لاتصاله بحياة المواطنين، مثلما يلاحظ  المرصد غياب الصحافة في تقديم تغطية تقدم إجابات عن الأسئلة التالية:

  • ما هو تعليق الجهات الرسمية في الأردن على ذلك؟
  • هل هناك سابقة لعثور أحد المواطنين على تماسيح في الأغوار، وهل سجلت حوادث مهاجمة تماسيح  لمواطنين؟
  • ما هو نوع هذه التماسيح وهل هي من الأنواع الخطير جدا؟
  • تحدث الخبر عن هروب تماسيح قبل أعوام وأن جهات إسرائيلية بحثت عنها، فهل عثر عليها جمعيا أم لا؟
  • ما هي المناطق الجغرافية التي يمكن أن تكون التماسيح قد انتشرت فيها؟
  • ماهي الإجراءات التي اتخذتها الجهات الرسمية لتوعية السكان بخطورة تلك التماسيح؟
  • هل هناك اتصالات مع الجانب الإسرائيلي لاستيضاح الموضوع؟
  • هل هناك جهود وفرق أردنية تقوم بعمليات تتبع وبحث عن تلك التماسيح؟
  • ماذا عن الجانب الآخر، هل سجلت حالات عثور على تماسيح؟
  • هل الاتفاقيات الدولية تسمح بإنشاء حدائق من هذا النوع عند الحدود، وإن سمحت ما هي الاجراءات التي يجب ان تتبعها لضمان سلامة السكان المجاورين؟