نشرت وسائل إعلام محلية مطلع الشهر الجاري خبرا نقلته عن صحيفة " معاريف " الإسرائيلية يحذر من خطر تماسيح في منطقة غور الأردن هربت من حديقة تعود ملكيتها لمستثمر إسرائيلي، دون أن يصدر نفي أو تأكيد رسمي أو أهلي عن الموضوع.
وأشار الخبر الى "أن المزرعة بدأت بسبعين تمساحا وبعد التزاوج وصل عددها إلى ألف تمساح كبير وخطير، علما بأن كل زوج ينجب 35 تمساحا وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على غور الأردن وقاطنيه، خصوصا بعد حادثة هروب لـ 70 تمساحاً مما أدى إلى بذل الجهود لمطاردتها بسبب ما شكلته من خطر كبير على حياة الناس".
وتكررت الفقرة التالية في العديد من المواقع الإلكترونية "ما يعنينا في الأردن هو أن حديقة التماسيح الإسرائيلية تشكل اليوم خطراً حقيقياً على المنطقة بأكملها بما فيها الجانب الأردني من الغور، فالتماسيح عندما تهرب من حديقتها لا تعرف حدود، وبهذا أهلنا في الغور الأردني حياتهم مهددة في حالة وقعت حادثة هروب جديدة للتماسيح، وخصوصاً أن أعدادها كبيرة وصلت لألف تمساح وتزداد بشكل دائم، نطالب الحكومة الأردنية بالتحرك لإجبار الجانب الإسرائيلي إغلاق حديقة التماسيح أو نقلها بعيداً عن الحدود مع الأردن".
وعلى اعتبار أن القضية تشكل تهديدا لحياة السكان، ورغم أن الموضوع كان من أبرز الأخبار التي تناقلتها تلك المواقع وليوم واحد، لم تقم أية وسيلة إعلام بمتابعة القضية ومعرفة تداعياتها ومخاطرها.
ويلاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني" أكيد " من خلال قراءة هذا الخبر ما يلي:
1- أن وسائل الإعلام اكتفت بنقل الخبر المقتضب الذي أوردته الصحيفة الإسرائيلية.
2ـ لم تقم وسائل الإعلام بأخذ ردودٍ أو تصريحاتٍ من مسؤولين أردنيين ولا من الاهالي في الأغوار عن الموضوع.
3ـ الإضافة الوحيدة التي وردت على الخبر هي فقرة تكهن ولا تسند الى معلومات من مصادر خبيرة.
4- هذه الإضافة تكررت في العديد من المواقع الإلكترونية، دون يرد ذكر لمصدرها ما يعني أن العديد من المواقع نسخت الخبر من بعضها البعض وهذه قضية أخلاقية.
5- غياب الجهد الاستقصائي المعمق عن الموضوع.
ويمثل هذا الخبر نموذجا للأخبار التي تتصل بالمصلحة العامة وتغيب عنها الصحافة، فحتى تاريخ هذا التقرير لم تبادر أي وسيلة إعلام في تقديم معلومات واضحة ودقيقة عن الموضوع.
ويرى مرصد "أكيد" أن هذا الخبر، إن صح، فإنه ينطوي على أهمية كبيرة لاتصاله بحياة المواطنين، مثلما يلاحظ المرصد غياب الصحافة في تقديم تغطية تقدم إجابات عن الأسئلة التالية:
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني