أكيد - آية الخوالدة
نشرت العديد من المواقع الإخبارية المحلية نتائج دراسة أجرتها كلية الطب في جامعة واشنطن، حول معالجة السمنة من خلال نظام غذائي عالي الدهون، وقدمت المواقع الدراسة بعناوين جاذبة مغايرة للمضمون تشجع على تناول الأطعمة المشبعة بالدهون.
وتحقق مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" من هذه الدراسة وتبين أنها ما زالت تحت التجربة، حيث نٌشرت في مجلةElife الطبية بعنوان "جين Hedgehog يمنع السمنة الناجمة عن اتباع نظام غذائي عالي الدهون في الفئران البالغة".
ووقعت الوسائل الإعلامية العربية وبالأخص المحلية بتقديم عناوين جاذبة تشجع على تناول الأطعمة الدسمة، طالما أن هناك جينا يمنع من زيادة الوزن بحسبها، وذلك نقلا عن التقرير الذي نشرته وكالة الأنباء سبوتنيك بعنوان " علماء يجدون طريقة لتناول الطعام الدسم مع تجنب السمنة".
ومن العناوين الجاذبة نذكر:
بشرى للأردنيين .. بإمكانكم تناول الأطعمة الدسمة دون خوف
دراسة: تناولوا الأطعمة الدسمة دون خوف!
خبر سار للأردنيين بخصوص الأطعمة الدهنية
وقدمت المواقع الإخبارية العناوين الجاذبة بشكل بعيد عن مضمون الدراسة، وتشجع على تناول الأطعمة الدهنية، مبينة في إحداها أن من يتناول "الأغذية الدسمة يتمتع بفرط نشاط جين "Hedgehog" "HH، الذي يساعد بحفاظ الأنسجة على توازنها ويمنع ظهور الخلايا الدهنية لديها، وهو أمر غير صحيح إطلاقا، ويقدم معلومات مضللة للقارئ ويدفعه باتجاه ممارسات غذائية غير صحية، فالدراسة اكتفت بتجربة أثر المحفز على هذا الجين ولم تتمكن من ربطه بعدم اكتساب الوزن، فيما أبدت المجلة الطبية اهتمامها بهذا الموضوع، على أن يتم اختباره ودراسته بشكل أفضل.
وتكشف الدراسة التي نٌشرت في مجلةElife الطبية، أن الفئران التي تم تنشيط جين "إتش" في جسمها واتبعت نظاما غذائيا دهنيا، لم يزداد وزنها وأصبح لديها مستوى أقل من الغلوكوز في الدم وكانت أكثر حساسية للأنسولين، بينما المجموعة الأخرى ازداد وزنها، وبالتالي يساهم هذا الجين في تثبيط تطوير الخلايا الدهنية في الجسم ويمنع السمنة.
وعرضت المجلة الدراسة بشكل كامل وقدمت ملخصا عنها والنقاش الدائر حولها والقرار بخصوصها ورد المؤلف عليها، وأشارت إلى عدد من العيوب بشأنها وأنها ما تزال بحاجة الى التجربة والبحث، خصوصا أنه لا يوجد إثبات قطعي يربط وبشكل مباشر ما بين الجين وعدم اكتساب الوزن، حيث استخدموا محفزا للجين وفي مراحل أخرى تحفز الجين وحده دون أي مساعدة، كما أنه من الخطير إجرائها على البشر حتى اللحظة، لعدم معرفة الأثار الجانبية.
ويشير مرصد "أكيد" إلى ضرورة اهتمام الوسيلة الإعلامية بتقديم عناوين معبرة بدقة وأمانة عن المادة الصحفية المنشورة، بعيدا عن أساليب الإثارة والتشويق بغية تحقيق أعلى نسبة قراءات.
كما يجب الالتزام بنشر معلومات دقيقة وعرضها بكافة جوانبها، والتمييز بين الحقيقة الواقعة وبين الأمور التي سيجري العمل عليها وتطبيقها مستقبلا.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني