أكيد – وصفي الخشمان

وظفت وسائل إعلام عربية دعابة صورها نجل المحلل السياسي مجيد عصفور، في صراع الفرقاء الإعلاميين والسياسيين ضمن الأزمة الخليجية.

واستضافت نشرة إخبارية بثتها قناة الجزيرة القطرية الصحافي والمحلل عصفور عبر "سكايب"، علق خلالها على المطالبات الأردنية لإسرائيل بالتحقيق في حادثة السفارة الإسرائيلية بعمان.

ونشطت وسائل الإعلام تلك في إزاحة الفيديو "الدعابة" عن هدفه، واستغلت ظهور عصفور مرتدياً ملابسه الرسمية في النصف العلوي من جسده فقط  للطعن فيه أو التقليل من "مهنية وحرفية" القناة القطرية.

وعنونت وسائل إعلام بعناوين مثيرة، كما مال بعضها إلى التهكم والمبالغة، في حين اتهمت معالجات إعلامية فريق العمل في القناة بتصوير المقطع، وتسريبه إلى منصات التواصل الاجتماعي لإحراج عصفور.

ولقي الفيديو حضوراً مكثفاً في منصات التواصل بين من اعتبره دعابة مجردة، ومن فسره تفسيراً بعيداً عن حقيقته.

وسارعت قناة الجزيرة إلى استضافة المحلل السياسي ونجله مناف الذي صور الفيديو، وأرسله على سبيل الدعابة إلى أصدقاء أوروبيين في إسبانيا حيث يدرس، قبل أن يتسرب الفيديو إلى منصات التفاعل الاجتماعي.

وفي حين أغفلت وسائل إعلام تفسير الفيديو، التزمت وسائل إعلام محلية وخارجية  بنشر حقيقة ما حدث، وركزت على تقبل عصفور لما قام به نجله بروح رياضية، متحدثاً عن أثر وسائل التواصل في شهرته بشكل فاق ما حققه طيلة أربعين عاماً من عمله في الصحافة والسياسة.

ووجد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن لا مخالفة في تصوير مناف لوالده المحلل السياسي، خصوصاً أن الأخير قد ألمح إلى موافقته بعد انتشاره، إنما تكمن المخالفة في توظيف الفيديو في الصراع على وقع الأزمة الخليجية، واستخدام عناوين مثيرة وتنميط أدى للإضرار بأطراف القصة.

كما وجد (أكيد) في تعامل وسائل إعلامية مع الفيديو خرقاً لما تنص عليه المادة التاسعة من ميثاق الشرف الصحافي وهو: عدم نشر معلومات غير مؤكدة أو مضللة أو مشوهة أو تستهدف أغراضاً دعائية بما في ذلك الصور والمقالات والتعليقات.

كذلك فإن إحجام وسائل إعلام عن نشر تفسير الفيديو والمقابلة التي جمعت بين مجيد عصفور ونجله يعد مخالفة لما تنص عليه المادة نفسها من ضرورة الالتزام بتصحيح ما سبق نشره إذا تبين خطأ في المعلومات المنشورة.