سائق يحرق حافلته.. خبر يوظف في سياق مختلف

  • 2017-02-14
  • 12

أكيد – وصفي الخشمان

تداولت مواقع إخبارية الكترونية صباح الاثنين 13 شباط، صوراً ومشاهد مصورة لاحتراق حافلة متوسطة في منطقة صويلح غرب العاصمة عمان.

وأشارت تلك المواقع إلى أن سائق الحافلة العمومية أضرم بها النار، بعد إخلائها من الركاب، إثر تلقيه مخالفة مرورية، ما فتح الباب أمام مواطنين ومرتادين لوسائل التواصل الاجتماعي لإطلاق اتهامات طالت رجال دائرة السير، وبالتالي توظيف الخبر في سياق مختلف تماما يرتبط بالحالة الاحتجاجية على الظروف الاقتصادية التي تشهدها البلاد.

وحملت مواقع الكترونية عناوين مثل:

فيديو: إحراق السيارات احتجاجاً على مخالفات السير .. باص صويلح اليوم وغداً

مخالفة سير تحرق باص على دور صويلح – صور وفيديو

مواطن يحرق "باصه" احتجاجاً على مخالفة في صويلح -فيديو

سائق يحرق مركبته في صويلح احتجاجاً على مخالفة مرورية

وعلى الرغم من صدور بيان تفصيلي من الأمن العام يوضح حيثيات الحادثة، والتزام معظم المواقع الالكترونية بإبرازها، وأهم هذه الحيثيات وجود مخالفات متعددة أبرزها أن الحافلة منتهية الترخيص وتعمل بدون ترخيص منذ نحو 10 أشهر الى جانب تغير خط  سيرها الأصلي، كما أن السائق الذي قام بإشعال النار في الحافلة  لديه  64 أسبقية بقضايا مختلفة، إلا أن مواقع غفلت عن نشر البيان أو تحديث الخبر الأصلي بما يتفق مع التفاصيل الحادث الفعلية .

 وفيما عمدت مواقع الكترونية إلى الإبقاء على عنوانها الأصلي المتضمن خبر إحراق الباص، مع إضافة عبارة "والأمن يوضح"، لجأت أخرى إلى إبراز تفاصيل جديدة حول السائق ومخالفاته، في حين فصلت ثالثة بيان الأمن العام عن خبر الإحراق.

ولاحظ مرصد "أكيد" أن مواقع إلكترونية اعتمدت لغة مثيرة تخل بمعيار التوازن، كما أن صيغة الخبر تكررت حرفياً في أكثر من موقع، وهو ما يعني النقل من دون الإشارة إلى المصدر الأصلي، إضافة إلى عرض صور ومشاهد مصورة لاحتراق الحافلة، دون الإشارة إلى مصدرها، في حين نشرت مواقع أخرى صوراً أرشيفية دون الإشارة لذلك، مما يعطي إيحاءً بأنها تعود للحادثة الحالية، وهو ما يخالف معيار الدقة. كما لاحظ المرصد تكرار المخالفة المهنية المتعلقة بعزو الآراء والمعلومات إلى مصادر جماعية، حيث اعتمدت أغلب الصيغ المنشورة للخبر على ما قاله "مواطنون".

إن الملاحظة المهمة في طريقة عرض هذا الخبر تتمثل في توظيف المحتوى الإعلامي في سياق مخالف للواقعة التي حدثت، حيث تلجأ بعض وسائل الإعلام بحثا عن الإثارة ولفت الانتباه أو لأهداف سياسية اتباع هذا الاسلوب؛ أي وضع المحتوى الإعلامي في سياق يخدم أهداف أخرى؛ وذلك باتباع بعض أساليب تحريرية مثل الانتقائية في عرض المعلومات وإخفاء بعض الوقائع والتركيز على جوانب معينة وإبرازها، وإهمال جوانب أخرى.