أكيد – حسام العسال
تداولت وسائل إعلام خلال نهاية الأسبوع المنصرم أخباراً حول سحب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية نسخاً غير صحيحة من القرآن الكريم في الأردن بسبب استبدال تسمية سورة الإسراء بسورة "بني إسرائيل"، لتعود وسائل إعلام وتؤكد صحة تلك النسخ وعدم قيام وزارة الأوقاف بسحبها.
بدأت الأخبار في وسائل الإعلام بوجود تزوير وتحريف في المصحف بسبب استبدال تسمية سورة الإسراء بسورة "بني إسرائيل"، وبعناوين ملفتة ومثيرة.
قرآن مزور في الأردن.. تغيير صورة الاسراء الى بني اسرائيل
نسخ مزورة من القرآن الكريم تغيير اسم سورة - الاسراء "الى سورة" بني اسرائيل
(بالصور) أين وزارة الاوقاف والجهات الرقابية.. مصاحف تم تغير اسم سورة الاسراء لـ"بني اسرائيل"
ورغم نشر الأخبار الصادمة إلا أن مضمون هذه الأخبار الوارد ذكر عناوينها، يوضح صحة التسمية الموجودة في نسخ المصحف، وأنها غير مزورة، حتى أن أحد هذه الأخبار أورد في متن الخبر حديثاً نبوياً عن صحة هذه التسمية.
ونقلت مواقع إلكترونية تصريحات عن مدير قسم ادارة المصاحف في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية عبد الكريم يونس تزعم قوله فيها عن النسخ أنها "غير مجازة من الوزارة وتم سحب كل المصاحف بالخط الباكستاني من المساجد، مشيرا الى ان وزارة الأوقاف ليست مراقباً على الحدود، وضبط الحدود ليس من صلاحياتها"، دون ذكر يونس لسبب عدم اجازة النسخ، ودون تحديد تاريخ سحب النسخ.
وقالت مواقع أخرى وصحيفة يومية أن وزارة الأوقاف سحبت النسخ المثار حولها الجدل، ووقعت الصحيفة اليومية في ذات الخطأ وهو عدم ذكر سبب وتاريخ السحب، بقولها "واكد يونس ان ذكر بني إسرائيل ليس من التطبيع فإسرائيل نبي من الأنبياء وان هذه النسخ غير مجازة من الوزارة وتم سحب كل المصاحف بالخط الباكستاني من المساجد".
ونفت وسائل إعلام لاحقاً صحة سحب نسخ القرآن الكريم المثار حولها الجدل "الأوقاف تنفي سحب مصاحف كتب عليها "سورة بني اسرائيل " وتوضح"، وذكرت هذه الأخبار أن سبب عدم جواز هذه النسخ والتي سُحبت نسخ شبيهة بها عام 1995 " لعدم مواءمة الخط المكتوب لتلك المصاحف مع الخط الذي اعتاد عليه الأردنيون وأجازته الوزارة ".
وحاولت وسائل أخرى تفسير الجدل الدائر حول التسمية وتوضيحها من ناحية شرعية في مواد حملت العناوين التالية:
يونس: تسمية سورة "الاسراء" بـ "بني اسرائيل" صحيحة
"الاوقاف" تؤكد صحة تسمية "بني اسرائيل" لسورة الإسراء
الاوقاف تعلق على سورة (بني اسرائيل)
وتواصل مرصد (أكيد) مع مدير قسم إدارة المصاحف في وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية عبد الكريم يونس الذي قال أن "هناك تأويلا من قبل بعض الصحافيين للتصريحات المنقولة عنه، ولم يتم تحري الدقة في نقلها".
وأضاف "أن المصاحف لم تصل لوزارة الأوقاف ولم يتم الاطلاع عليها، فكيف يُقال في وسائل الإعلام أن المصاحف تم سحبها من قبل الوزارة".
وأشار يونس إلى أنه "تم سحب المصاحف المشابهة في تسعينيات القرن الماضي (أي منذ أكثر من عشرين سنة)، ويعود سبب سحبها لخطها غير المتعارف عليه في بلاد الشام، وهي بالتالي غير مجازة في الأردن لهذا السبب فقط"، وحول التسمية قال إن "التسمية صحيحة وواردة في حديث صحيح عن الرسول صلى الله عليه وسلم".
ويرى مرصد (أكيد) أن هناك تسرعاً في نقل الخبر دون التحقق من صحته، ودون الرجوع إلى أهل الاختصاص في ذلك، وساهمت وسائل الإعلام في إثارة الجدل حول القضية باستخدامها لعبارات مثيرة مثل "نسخ مزورة".
واستمرت حالة الجدل بعدم نقل التصريحات الرسمية بشكل دقيق كما وردت من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وهو ما أثار إرباكاً لدى المتلقي حول حقيقة سحب وزارة الأوقاف لهذه النسخ، وهل هي مجازة أم لا، وما هو سبب عدم إجازتها في حال كونها غير مجازة.
وخالفت الممارسات السالفة الذكر معيار الدقة الذي يؤكد على عدم إيراد المحتوى غير الصحيح، وخالفت كذلك ميثاق الشرف الصحافي الذي أكد ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني