الأربعاء 12 أكتوبر 2016 أكيد- أنور الزيادات

“السعودية تلغي رسوم التأشيرات الجديدة”. تصدّر هذا العنوان عناوين المواقع الإخبارية، بعد عصر يوم الإثنين 10 تشرين أول الحالي، إلا أنه بعد ساعات قليلة تبين عدم دقة الخبر.

وجاء الخبر بالصيغة التالية التي توضح مدى الضعف فيه: “ألغت المملكة العربية السعودية رسوم التأشيرات الجديدة التي كانت فرضتها مؤخرا على الراغبين بدخول اراضيها وخاصة السائقين والمعتمرين، وفق ما اكد النائب خالد أبو حسان .
ووفق ابو حسان ورئيس نقابة اصحاب السيارات الشاحنة محمد خير الداود، قال وزير العمل حسين الصعوب نقلا عن رئيس رئيس الوزراء هاني الملقي، إن السعودية ألغت رسوم التأشيرات الجديدة.
وبين ان وزير النقل كان برفقة رئيس الوزراء خلال عودتهما من معان ونقل لهم ان السعودية اعادت العمل بالتاشيرات السابقة والغت الرسوم الجديدة”.

هذا الخبر المنشور أولا في الموقع الالكتروني لصحيفة “الرأي”، أعاد نشره ما يزيد عن 30 موقعا إخباريا محليا، من بينها أكثر المواقع انتشاراً، ونسبته أغلب المواقع الى مصدره (الرأي) وبعناوين مختلفة: (عمون) السعودية تلغي رسوم التأشيرات الجديدة،(سرايا) عاجل السعودية تلغي الرسوم الجديدة وتعود للرسوم القديمة، (خبرني) السعودية تلغي رفع اسعار التأشيرات.

بالتزامن مع ذلك نشرت ثلاثة مواقع أخرى أخبارا بذات المضمون، ألا أنها اشارت إلى اعتمادها على صفحة فيسبوك غير موثقة، تحمل اسم محمد  ال سعود، رسميا السعودية تلغي رسوم تأشيرات العمرة والحج، وجاء فيه “صدر مرسوم ملكي سعودي يقضي بإلغاء الرسوم التي قررتها السلطات السعودية مؤخرا على تأشيرات العمرة و الحج سواء لمن يرغب بأدائها للمرة الأولى أو ينوي التكرار”.

ووفق الخبر: قال الأمير محمد آل سعود في منشور له على صفحته الرسمية الخاصة بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إن قرارا رسميا قد صدر بإلغاء ما تم تعديله على نظام التأشيرات سيما الحج والعمرة، وأن السلطات السعودية قررت العودة للعمل بنظام التأشيرات القديم، وقد تبين أن الحساب وهمي.

في الخبرين السابقين لم يتم الاعتماد على المصادر المخولة والموثوقة، وصاحبة الأولوية بالتصريح حول هذه القضية، في الخبر الاول نُقل الخبر عن وزير سمع بدوره من رئيس الوزراء! ولم تجر الصحيفة أي تحقق من المعلومة الهامة من مصدر مخول.

لكن مع ساعات المساء المتأخر، بدأت وسائل إعلام بنقل تصحيح الخبر مسنوداً إلى تصريحات لوزير النقل بأنه لا قرار بإلغاء رسوم تأشيرة الحج والعمرة عن الاردنيين”

وتكمن أهمية هذا الخبر في ارتباطه بعدد كبير من الأردنيين، إذ قُدّر عدد المعتمرين الاردنيين العام الماضي بحوالي 450 الف معتمر، وهو مرتبط بمصالح وأعمال شركات السياحة والحج والعمرة، خاصة وأن الأخبار كانت قد نقلت أن كلفة رسوم تأشيرة العمرة ترتفع 10 أضعاف اعتبارا من تشرين الأول، وأن هناك توقعات بارتفاع أسعار رحلات العمرة والحج 400%.

من الواضح أن سرعة بث خبر ضعيف، تسببت في إثارة أوساط واسعة بعد انتشاره في وسائل إعلام عديدة، وزاد في التشويش اعتماد وسائل إعلام أخرى في تبني الخبر ذاته على منشور على حساب وهمي على فيسبوك، من دون إجراء التحقق اللازم، مكررة خطأ اعتبار التواصل الاجتماعي مصدرا موثوقاً.