شائعات نهاية الأسبوع.. رواج على منصات التواصل ونفي في الإعلام

شائعات نهاية الأسبوع.. رواج على منصات التواصل ونفي في الإعلام

  • 2018-01-14
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

شائعات تثار بين الأردنيين على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خلال عطلات نهايات الأسبوع، ويتم نفيها في وسائل الإعلام والمواقع الإخبارية مع إنطلاقة أول يوم  عمل، ولا تكاد نهاية أسبوع تخلو من خبر خير صحيح يتم تداوله على نطاق واسع بين رواد تلك الوسائل.   

وزخرت نهاية الأسبوع الماضي بمجموعة من الشائعات والأخبار غير الصحيحة التي تم نفيها وحصرها مرصد مصداقية الاعلام الأردني "أكيد"، وهي "إلغاء قانون موافقة الزوجة الأولى على الزواج من ثانية"، "سرقة أسئلة التوجيهي من مديرية تربية البادية الجنوبية في محافظة معان"، ارتفاع أسعار "سندويشات الفلافل" ومطالبة الحكومة للمزارعين بمضاعفة مساحة مزروعاتهم من البندورة.

والملفت في هذه الشائعات أنها مصاغة بطريقة "الخبر" الصحفي رغم أن الخبر مشوه وغير مهني، كما أن جميعها لم تنشر في وسائل إعلام سوى اشاعة "رفع أسعار سندويشات الفلافل"، الأمر الذي يدفع الى التساؤل حول مصدر إطلاق هذه الشائعات على منصات التواصل الإجتماعي. 

وتتبع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" هذه الشائعات، حيث تداول العديد من رواد فيسبوك خبر "إلغاء قانون موافقة الزوجة الأولى على الزواج من ثانية"، وأعادوا نشره بشكل كبير، حيث ورد في الخبر "تم إلغاء قانون موافقة الزوجة الأولى على الزواج من ثانية، وبهذا الحال أصبح الزوج لا يحتاج إلى موافقة زوجته الأولى على الزواج من ثانية، وفي حال طلبت الزوجة الأولى الطلاق من زوجها فإنها تُحرم من كافة حقوقها وتصبح مجبرة على دفع المبلغ المؤخر من المهر لزوجها ويصدر عليها حكم النشاز بمنعها من الزواج 7 سنوات".

 ويشير الخبر الى إلغاء نص المادة 13 من قانون الأحوال الشخصية المؤقت لسنة 2010، الذي يقضي بأن على القاضي قبل إجراء عقد الزواج للمتزوج، التحقق من عدة بنود وأهمها إفهام المخطوبة بأن خاطبها متزوج أخرى، وأن على المحكمة تبليغ الزوجة الأولى أو الزوجات إن كان للزوج أكثر من زوجة بعقد الزواج بعد إجرائه، وذلك وفق قانون أصول المحاكمات الشرعية"، وهو أمر غير صحيح، حيث ما يزال هذا القانون ساري المفعول.

وتتبع مرصد "أكيد" مصدر الخبر، حيث نشر على صفحة "وكالة العراقية الإخبارية" على فيسبوك في الرابع والعشرين من أب عام 2017، كما نشرته صفحة "أخبار الجزائر اليوم" في السادس والعشرين من أب عام 2017، الأمر الذي يفسر إعادة نشره على فيسبوك من قبل الرواد العراقيين والجزائريين.

بدورها التزمت الوسائل الإعلامية بعدم نشر الخبر، فيما نشر عدد من المواقع الإلكترونية خبر النفي وحقيقة ما تم تداوله.

كما تصدرت شائعة "سرقة أسئلة التوجيهي من مديرية تربية البادية الجنوبية في محافظة معان" صفحات رواد "الفيسبوك"، وذلك لحساسية الموضوع وارتباطه بقضية عامة تهم الأسر الاردنية، حيث أعاد العديد من مستخدمي فيسبوك نشر الخبر دون التحقق منه، متحدثين عن "قيام مجهولين بمحاولة اقتحام مديرية تربية البادية الجنوبية في محافظة معان بهدف الإستيلاء على أسئلة التوجيهي"، ومن جهته نفى مصدر أمني من مديرية شرطة محافظة معان، صحة الأنباء المتداولة مؤكدين أن المكان محمي من قبل الأجهزة الأمنية.

بدورها نشرت المواقع الإخبارية خبر النفي بعنوان "الأمن يوضح حقيقة اقتحام مجهولين لمديرية تربية البادية لسرقة أسئلة التوجيهي".

وتضاربت الأنباء حول ارتفاع أسعار "سندويشات الفلافل"، وذلك بعد تصريحات لنقيب أصحاب المطاعم السابق رائد حمادة، مؤكدا فيها أن سعر سندويش الفلافل سيرتفع بحوالي 5 قروش بصورة أولية، وذلك بعد رفع أسعار الخبز الشهر المقبل، أي شباط من العام الحالي 2018.

ونشر عدد من المواقع الإخبارية، تحت عنوان ارتفاع على سعر سندويشة "الفلافل" في الأردن، بينما نفت مواقع أخرى على لسان النقابة أي نية لرفع السعر، وأعلن نقيب أصحاب المطاعم الحالي عمر العواد أن أسعار السندويشة ستتأثر بشكل طفيف بسبب التسعيرة الجديدة للخبز، ولكن لم يتحدد بعد السقف السعري لها.

وأوضح تقرير أخر أن ما صدر على لسان النقيب السابق لا يتعدى كونه توقعات غير رسمية، ولا علاقة للنقابة بها وسابقة لأوانها.

ووفقا للنقيب العواد "يذكر أنه ومع نهاية العام 2016 طالبت نقابة أصحاب المطاعم وزارة الصناعة والتجارة بتحديد القائمة السعرية للمطاعم، بحيث تتجاوز 5% من الأسعار المعلن عنها، نظرا لارتفاعات المواد الأولية، ولم تحصل حتى الان على رد من الوزارة بتسعيرة المطاعم الجديدة".

كما انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبالأخص فيسبوك معلومات عن مطالبة الحكومة للمزارعين بمضاعفة مساحة مزروعاتهم من البندورة، بناء على اتفاقها مع الحكومة العراقية المتمثلة بإعادة فتح معبر طريبيل.

الشائعة، دفعت وزارة الزراعة إلى نفي ذلك في بيان صحفي نشرته وكالة الأنباء الأردنية "بترا" وعدد من الوسائل الإعلامية، ذكرت فيه "أن المعبر مغلق منذ زمن بسبب الظروف السياسية والأمنية المعروفة، ولا صحة للأنباء التي انتشرت حول طلب الحكومة من المزارعين مضاعفة انتاجهم من محصول البندورة".

ويؤكد مرصد (أكيد) الذي نشر تقارير سابقة حول شائعات نهاية العام الماضي، على ضرورة توخي الدقة في نقل الأخبار، وعدم الاعتماد على مستخدمي التواصل الاجتماعي كمصدر للأخبار دون الأخذ بالاعتبار دقة هذه المعلومات من عدمها.

والأحرى بوسائل الإعلام أن تتحقق من دقة الأخبار الزائفة ونفيها، وهو ما قامت به عدد من الوسائل الإعلامية التي وصلت الى المصدر الصحيح للمعلومة، وأوضحت حقيقة هذه الأخبار، وبالتالي حمت حق المتلقي بالمعرفة المبنية على الدقة والمصداقية.