أكيد – وصفي الخشمان
اختفت خسائر الملكية الأردنية خلال العام الماضي البالغة 24.6 مليون دينار عن عناوين الصحف اليومية وعدد من المواقع الإخبارية، وذلك في إطار تغطية وسائل الإعلام لاجتماع الهيئة العامة للشركة الذي عقد الأحد.
ونشرت صحف ومواقع بياناً صحافياً جاهزاً يوضح انعقاد الاجتماع برئاسة نائب رئيس مجلس إدارة الملكية الأردنية عقل بلتاجي وتصريحاته خلال الاجتماع، إضافة إلى نشر نص كلمة رئيس مجلس الإدارة المهندس سعيد دروزة التي وزعت على المساهمين.
وعلى الرغم من أن الخسائر والأرباح هما أكثر ما يجذب الصحافة في أي تقرير سنوي لأي شركة، إلا أن وسائل الإعلام غفلت عن إبراز خسائر الملكية الأردنية سواء في العناوين أو في مقدمة خبر الاجتماع.
واكتفت وسائل الإعلام تلك بالإبقاء على صيغة البيان الصحافي الصادر عن إعلاميي الملكية، والذي أورد في متنه خسائر الملكية وأسبابها وإيراداتها للعام الماضي مقارنة بإيراداتها للعام الذي سبقه.
وحفلت الصحف والمواقع يوم الاثنين بأخبار وإعلانات تبرز مؤشرات اقتصادية إيجابية أو سلبية ظهرت خلال اجتماعات للهيئات العامة لعدد من الشركات والبنوك.
ولاحظ مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن وكالة الأنباء الأردنية (بترا) قد أعادت صياغة البيان الصحافي للملكية، وركزت على قيمة الإيرادات التشغيلية للملكية الأردنية خلال العام الماضي، واقتطعت الربح الصافي، لكنها تجاهلت الخسائر في العنوان والمقدمة، وأبقت عليها في متن الخبر.
وميزت صحيفة الرأي خبر اجتماع الملكية الأردنية، إذ نشرت ملخصاً له في صفحتها الأولى بعنوان (الملكية تتعاقد مع كبريات الشركات لاستئجار طائراتها)، وفردت نصف الصفحة الثانية من ملحقها الاقتصادي لنشر البيان الصحافي الجاهز معنونة بـ (بلتاجي: الملكية شركة راسخة الجذور ودورها استراتيجي هام).
وأحاطت بهذه التغطية بيانات صحافية مماثلة كانت عناوينها كالتالي "الرواشدة: مطابع الرأي كبدتنا خسائر كبيرة وقررنا تحويل الملف إلى المدعي العام"، "218.2 مليون دينار أرباح مجموعة البنك العربي لنهاية الربع الأول، "26.3 مليون دينار أرباح البوتاس نهاية الربع الأول"، "49.9 مليون دينار أرباح بنك القاهرة عمان لعام 2016"، "التجاري الأردني يرفع رأسماله إلى 120 مليون دينار".
وكما في الرأي، فقد اكتفت صحيفة الدستور بالبيان الصحافي، لكنها عنونت كما (بترا) على الإيرادات والربح الصافي.
وخلت الصفحة الأولى للدستور من أية إشارة إلى خسائر الملكية، على الرغم من أن خبر الاجتماع احتل مساحة كبيرة في الصفحة الثالثة من الملحق الاقتصادي للصحيفة، محاطاً بأخبار توضح أرباح شركات وبنوك أخرى.
كذلك الحال في صحيفة الغد التي اكتفت بنشر البيان الصحافي على صدر الصفحة الثالثة في ملحقها الاقتصادي، معنونة (بلتاجي: للملكية دور استراتيجي مهم بخدمة المملكة).
ولم تكن صحيفة الأنباط استثناء، حين نشرت البيان الصحافي في الصفحة الثانية من جزئها الثاني بعنوان (بلتاجي: للملكية دور استراتيجي هام في خدمة الأردن وأحد الرموز الوطنية للدولة).
أما السبيل، فقد خلت صفحاتها يوم الاثنين من أية إشارة إلى اجتماع الهيئة العامة للملكية الأردنية.
وحذت مواقع حذو الصحف في تعاملها مع بيان الملكية الأردنية، حيث نشرته كما وردها من الملكية أو نشرت معالجة (بترا) دون تدخل، في حين جاء تدخل مواقع أخرى مختلفاً، إذ حذف بعضها كل الأرقام التي تشير إلى الخسائر، في حين عنون بعضها الآخر على الخسائر مع إضافة كلمة "تحقق"، والإبقاء على متن البيان كما جاء من المصدر.
وأبرزت صحيفة عربية على موقعها الالكتروني خبر خسائر الملكية الأردنية، لكنها أخطأت عند تحويل قيمة الخسائر من الدينار إلى الدولار، فيما حولت صحيفة أخرى إيرادات الملكية إلى أرباح.
وعلق سلامة الدرعاوي رئيس تحرير صحيفة المقر الالكترونية والصحافي المتخصص في الشأن الاقتصادي، في اتصال هاتفي أجراه معه مرصد (أكيد)، على تجاهل وسائل الإعلام المحلية، خصوصاً الصحف والمواقع الرئيسة لخسائر الملكية الأردنية، معبراً عن اعتقاده بأن ذلك يعود إلى سببين: أولهما "كسل الصحافي" سواء كان مراسلاً أم محرراً في قراءة البيان الصحافي الصادر عن الملكية، وإعادة صياغته، واستخراج أهم ما جاء فيه وإبرازه، والسبب الثاني عدم دعوة الملكية للصحافيين المتخصصين في تغطية أخبارها ونشاطاتها لحضور اجتماع الهيئة العامة.
وبين الدرعاوي أن حضور الصحافيين للاجتماع من شأنه التنبه إلى أهمية موضوع الخسائر، إضافة إلى حصول الصحافيين على التقرير السنوي كاملاً وقراءته وتحليله.
واستبعد تعرض وسائل الإعلام لضغوط إعلانية من الملكية الأردنية لإخفاء خسائرها، خصوصاً أن حصة الإعلانات في الملكية ليست ضخمة كغيرها من الشركات.
وبحسب المعايير التي يحتكم إليها مرصد (أكيد)، فإن تغطية خسائر الملكية افتقرت إلى الإجابة على سؤال (ماذا)، المتمثل في ذكر الخسائر باعتبارها الجزئية الأكثر أهمية التي ذكرت خلال الاجتماع، إضافة إلى رصد انتقائية في تعامل وسائل الإعلام مع الشركات والبنوك عبر التركيز على الأرباح والخسائر عند جهة وتجاهلهما عند جهة أخرى.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني