أكيد – أنور الزيادات
تشميع واغلاق ومداهمة واقتحام، روايات متعددة ومتناقضة نقلتها وسائل اعلام في تغطيتها لخبر حضور نائب محافظ اربد عاطف العبادي برفقة قوة أمنية الى مقر حزب جبهة العمل الاسلامي/فرع اربد يوم السبت 23 ايلول 2017 ، لتنفيذ قرار إخلاء المقر لصالح جمعية الاخوان المسلمين المرخصة.
وتداولت العديد من المواقع الإخبارية الخبر بتباين واضح، رغم حصر مصادر الأخبار بشخصيات من الحزب، وغياب المصادر الرسمية، ما يشير إلى عدم توخي الدقة والموضوعية، قبل أن يتم في اليوم التالي "تسلم جمعية الاخوان المسلمون المرخصة مبنى المجمع الإسلامي "، الذي يضم مقر الحزب.
ووفق ما تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) فقد نشر ما يزيد عن 40 خبرا حول الموضوع غاب عنها بشكل واضح تصريحات الطرف الرسمي، فيما نقلت احدى الصحف اليومية تصريحا مبهما عن مصدر مسؤول ، ونشر موقعان أخباريان توضيحا من الأمن ينفي مداهمة واقتحام مقرات "الاخوان" في اربد.
وتبين خلال رصد الأخبار غياب الدقة عن كثير من الأخبار المنشورة رغم مصادرها المتشابهة وشبه المتطابقة ومن تلك المصادر "بيان صادر عن الحزب ، و مدير فرع الحزب في اربد وعضو الهيئة الادارية حسن الحصري، مصدر في الحزب، نائب أمين عام الحزب المهندس نعيم الخصاونة، الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي محمد الزيود.
وتكشف العناوين المنشورة في ذات اليوم حول الموضوع التباين والاختلاف في تغطية وسائل الاعلام لهذا الحدث "اربد: مفاوضات إغلاق فرع حزب جبهة العمل لم تتوصل لاتفاق"، قرار بتشميع مقر حزب العمل الإسلامي في إربد، الأمن يداهم حزب جبهة العمل الاسلامي في اربد ، "العمل الإسلامي" بإربد يرفض تسليم المقر لجماعة "الإخوان" المرخصة، جبهة العمل تنفي مداهمة مقرها في اربد، قوة امنية لإغلاق مقر "العمل الإسلامي" في اربد، تسليم مقر حزب جبهة العمل الاسلامي لجمعية الاخوان المرخصة، اعتصام داخل مقر "العمل الاسلامي" في اربد بعد تشميعه، قرار بتشميع مقر حزب العمل الإسلامي في إربد، الأردن: العمل الإسلامي يرفض أوامر الحكومة، تشميع مقر "الاخوان" في اربد، قرار بتشميع مقر "العمل الإسلامي" في إربد والدعوة لحل النزاع قضائيا، الامن يداهم ويغلق مقر "العمل الاسلامي" في اربد، العمل الإسلامي يرفض تسليم مقره.
ونلاحظ مثلا أن خبرا بعنوان "جبهة العمل تنفي مداهمة مقرها في اربد، يتعارض كليا مع خبر بعنوان تسليم مقر حزب جبهة العمل الاسلامي لجمعية الاخوان المرخصة، وكذلك الخبر الذي جاء بعنوان "تشميع مقر "الاخوان" في اربد، لا يتفق مع خبر"العمل الإسلامي يرفض تسليم مقره".
من يدقق في العناوين السابقة يجد أن هناك خللا في الكثير منها، وبعضها يخالف معيار الوضوح الذي يجب أن ينطبق على الخبر وعنوانه، فالعناوين هي جزء من المادة الخبرية، ويجب أن تكون المادة بما فيها العنوان محددة وواضحة في ذكر الوقائع والأحداث والمسميات.
ويقول الصحفي والباحث وليد حسني لمرصد مصداقية الاعلام الاردني "أكيد"، "أن مثل هذه الأخبار تكون صادرة عن وسيلة إعلام واحدة في البداية، ومن ثم تتناقلها وسائل الإعلام الأخرى والصحفيين دون تدقيق وتوضيح، الأمر الذي يشير الى أن الخلل يكون في المؤسسات الصحفية وأداء الصحفيين انفسهم احيانا، خاصة في ظل غياب الطرف الأخر عن القضية".
ويضيف "كما أن هناك خللا وتقصيرا تتحمله الجهات الرسمية والجهة التي نفذت الاجراء، فهي لم تصدر بيانا يوضح ما حدث، وهذا يعني أن المسؤول لا يدرك أهمية الإعلام ولا يتعامل على أن الاطلاع على المعلومات حق للمواطن ويجب تقديمها له كحق، ومن هنا فان الخلل مشترك تتحمله الجهات الرسمية والمؤسسات الصحفية".
ويوضح أن "الاختلاف في تفاصيل الأخبار، رغم أن الحدث واحد يعود إلى ميل الصحفي لدوافع ذاتية غير موضوعية"، مشيرا الى أن "عددا كبيرا من وسائل الاعلام تكون غير محايدة عند نشر أخبار جبهة العمل الإسلامي، وهناك من يوظف المعلومات بشكل سلبي في الاخبار المتعلقة بجبهة العمل وهو ما لا يحدث تجاه العديد من الأحزاب الاخرى".
ويشير إلى أن "التباين والتناقض في العناوين يكشف عن تقصير بعض الصحافيين في اداء مهامهم وان بعضهم يدخل آراءه الشخصية وتوجهاته ويجتهد بإضافة معلومات غير دقيقة وغير صحيحة في الخبر الصحفي الذي يجب ان يكون يحمل في طياته الدقة والمصداقية والتوازن والموضوعية".
ويرى مرصد "أكيد" ، أن العنوان هو جزء أصيل من الخبر، وله خصائص يجب أن تلتزم بها الصحافة، لتصل إلى القارئ بحقيقتها دون تضليل ، ومن هذه الخصائص :الابتعاد عن الإثارة على حساب الدقة، وإن تكون العناوين صحيحة وواضحة ، بعيداً عن المعاني المضللة أو غير مفهومة، ومرتبطة بالمادة بشكل حقيقي.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني