أكيد- أنور الزيادات
رغم عدم سقوط مواقع أخبارية بشرك تداول مقطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي يزعم وجود عصابة لاختطاف الاطفال في الاردن وبيع اعضائهم، الا أنها استخدمت الاثارة والمغالطات في نفي الشائعة الذي جاء على لسان الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي ضمن تصريحات صحفية.
ونشر موقع الكتروني نفيا للفيديو الذي يظهر طفلة تتعرض للفحص من قبل طبيب ومشهد اخر لجثتي طفلين مسجيتين على الارض، تحت عنوان "الأمن يوضح حقيقة قتل الاطفال و بيع اعضاءهم في الاردن.. فيديو+18"، وأخر بعنوان "الأمن يحذر من تداول شائعات حول اختطاف أطفال بمأدبا" و "الأمن يوضح حقيقة فيديو قتل أطفال سوريين وبيع أعضائهم في الاردن.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي شائعة حول وجود أشخاص يقومون باختطاف الأطفال بالأردن وبالتحديد محافظة مأدبا, نصها "هذا الشخص من مناطق مأدبا وما حولها يقوم بسرقة الاطفال والتجارة بأعضائهم" وكان مرفقا بها فيديو وصور طفلة مضرجة بالدماء ،وصورة لرجل أربعيني يجلس خلف احد المكاتب.
وتبين خلال البحث نشر الفيديو في 11 كانون ثاني 2015 على منصة يوتيوب تحت عنوان "الطائرات الروسية ترتكب مجزرة في قرية القصابية بريف إدلب الجنوبي" فيما صورة الطفلة المضرجة بالدماء مأخوذة عن تقرير حول الاجهاض نشر في 8 تشرين ثاني 2013،وهذا ما يكشف عن ان الفيديو قديم وغير مرتبط باي حدث جديد.
أما صورة الشاب المرفقة مع ما نشر على موقع فيسبوك فتشير التعليقات على هذا المنشور إلى ان ما حدث هو "مقلب" من أشخاص بحق احد معارفهم، ويقول احد المعلقين "أن الخبر غير صحيح وهو مقلب من شباب بحق الشخص المرفقة صورته", فيما يقول أخر "انه يعرف الشاب معرفة شخصية وهو احد الاشخاص المميزين".
ورغم الكم الكبير من التعليقات التي تميل الى تصديق هذه الشائعة، الا أن هناك تعليقات تدحض هذه الشائعة ومنها التساؤل الذي طرحه معلق آخر، وقال "هناك خمس جثث في الفيديو لماذا لم يبلغ اهالي المفقودين عن ابنائهم"، فيما قالت أخرى انها شاهدت هذا الفيديو قبل عام.
بدوره حذر الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي في تصريحات صحفية من تداول هذه الاشاعات، مشيرا إلى أن هناك من صدق أن مثل هذه الأمور تجري في الاردن، موضحا ان المملكة كلها ضجت بخصوص طفل فُقد منذ عدة أيام وعثر عليه لاحقا، وهذا يدل على حساسية الامر، فكيف اذا ما كانت شائعة بحجم الفيديو المنتشر دون ان يحرك احد ساكنا.
ولفت السرطاوي الى ان الموضوع بدأ بصورة لشخص اتهموه بانه يستخدم أجزاء الأطفال للبيع ومن ثم ركبوا فيديو عليه، مبينا أن الامن لن يتوان عن اعلان اي معلومة تتعلق بهذه القضية محذرا من تداول الفيديو او اي شائعات أخرى عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تحقق أو تأكد والاعتماد على من ارسله دون ادنى مسؤولية.
والاشاعة تُعتبر وسيلة اعلامية دعائية قديمة، وهي رواية تُحكى من أجل أن يُصدقها من يسمعها، وتنتشر الاشاعة كلما ازداد الغموض حول الموضوع والوقائع التي تشهدها (الاشاعة)، وتنتشر أكثر في ظل شيوع أنماط التفكير الخرافي، أو وجود أجواء التوتر النفسي التي تخيم على المجتمع، وكذلك سوء الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية.
وجاءت الشائعات حول خطف الأطفال بالتزامن مع انتشار العديد من الاخبار التي ساهمت في تهيئة الجمهور لتصديقها ومنها " مادبا..اختفاء طفلة بالوالة، القبض على عصابة مختصة بالمتاجرة بالأعضاء البشرية ببغداد، اختفاء طفل في ظروف غامضة بعمان.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني