فيديو كاميرا المراقبة حول  الدهس المفتعل يساهم  في تعقب الجريمة

فيديو كاميرا المراقبة حول الدهس المفتعل يساهم في تعقب الجريمة

  • 2017-08-20
  • 12

أكيد – أنور الزيادات

 وثق فيديو كاميرا مراقبة شخصا وهو يصدم نفسه بشكل متعمد بسيارة أثناء رجوعها للخلف أمام مخبز في عمان يوم 15 آب، ما أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تابعت مديرية الأمن العام القضية والقت القبض على مفتعل الحادث.

وتناولت وسائل الإعلام هذه الواقعة بشكل كبير وتابعت تفاصيلها مع الجهات الأمنية، حيث شكل الاهتمام بهذه القضية جزء مهما من دور الإعلام التوعوي من خلال تنبيه المواطنين إلى بعض اساليب الخداع والنصب والابتزاز التي من الممكن ان يتعرضوا لها.

وحول تفاصيل الحادث قال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي في تصريحات صحافية أن مركز أمن الشميساني تبلغ يوم الثلاثاء 15 آب الجاري بوقوع حادث دهس على دوار الواحة في عمان، مشيرا إلى أنه تم الحصول على فيديو من كاميرا المخبز الذي وقع أمامه الحادث، تمكن الأمن بعدها من تحديد هوية الشخص الذي افتعل حادث الدهس أمام المخبز وتم ضبطه نتيجة التوسع بالتحقيقات وبوقت قياسي والقي القبض عليه.

ويثير الفيديو الذي نشره مواطن على صفحته الشخصية على فيسبوك  استخدام ونشر ما تسجله كاميرات المراقبة المنتشرة في الأماكن العامة في المملكة، ومدى قانونية تركيب مثل هذه الكاميرات والجهات الحكومية المسؤولة عن ترخيصها، والسلبيات والايجابيات  لكاميرات المرقبة.

ويقول المحامي صهيب الرفاعي لمرصد مصداقية الإعلام الاردني (أكيد) "لا يوجد تشريع محدد حتى هذه اللحظة ينظم تركيب أنظمة المراقبة بشكل خاص، ومع ذلك فان هذه الكاميرات ذات أهمية أمنية، تساعد بكشف الجرائم وضبط الجناة من قبل الأجهزة الأمنية وتحكمها القواعد العامة في القانون  ومراعاة بعض الأمور والقواعد القانونية والأخلاقية".

ويوضح "تستفيد الأجهزة الامنية أحيانا من كاميرات المراقبة في تعقب الجرائم، وكشف تفاصيلها لكن هذه الفيديوهات بشكل عام لا يتم نشرها، ويحتفظ بها كجزء من الأدلة"، مضيفا  "أن التصوير أصبح أمر سهلا بوجود الكاميرات في الهواتف الذكية، أو حتى كاميرات المراقبة، لكن لا يجوز النشر اذا كان الامر يتعلق بخصوصية الافراد".

المواقع الاخبارية  تناولت الموضوع بشكل ايجابي حتى لا يقع المواطنين ضحية للاحتيال من قبل أصحاب السوابق الذين يفتعلون حوادث الدهس بقصد الابتزاز المالي وبعناوين مختلفة  "الامن يوضح حقيقة فيديو "دهس" شخص في عمان ، ويحذر المواطنين"،" القبض على مفتعل حادث الدهس في عمان" و" رجل يرمي نفسه أمام سيارة للحصول على المال في عمان" مصدر أمني: فيديو "مفتعل حادث دهس" في عمان قيد التحقيق. الامن يلقي القبض على مفتعل حادث دهس مع إحدى السيدات.

اهتمام الإعلام بهذه النوع من الحوادث يعود لسنوات ماضية ولكن اصبح الفيديو يوضح تفاصيل القضية ودليل أكبر على المصداقية ، فتسليط الاضواء على هذا الموضوع ليس جديدا ومن العناوين التي تناولت هذه القضية  :اختلاق حوادث الدهس.. جريمة بحاجة لتفعيل عقوبتها، القبض على عصابة تفتعل حوادث الدهس بداعي الابتزاز و"الأمن" اساليب الاحتيال ويحذر، شخص يتعرض للاحتيال بمبلغ 4000 دولار بأسلوب افتعال حوادث الدهس، «الامن العام» تحذر من الوقوع ضحية لمفتعلي حوادث الدهس، 48 مليوناً تعويضات 49 ألف حادث مروري مفتعل، القبض على 3 اشخاص امتهنوا الاحتيال بأسلوب حوادث السير المفتعلة محتالون يختلقون حوادث الدهس لابتزاز المواطنين!، الامن العام يحذر المواطنين من حوادث السير المفتعلة، محتال يفتعل حوادث سير للحصول على المال

ردود الفعل الايجابية حول الفيديو الأول شجع على انتشار فيديو جديد نشرته المواقع يوم 20 آب تحت عنوان" ارباب سوابق يفتعلون حوادث دهس للمطالبة بتعويضات مالية (فيديو)،وجاء فيه " تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك مقطع فيديو يظهر فيه قيام احد الشبان بافتعال حادث دهس، بالقرب من مسجد نور الهدى في محافظة الزرقاء، ويظهر الفيديو قيام الشاب بالقاء نفسه بشكل متعمد على احدى المركبات، وذلك بهدف مطالبة السائق بتعويضات مالية، فيما قال احد سكان المنطقة، بان هذه الظاهرة كثرت في المنطقة المشار اليها، وان أغلب مفتعليها هم من أرباب السوابق".

وفي ذات اليوم أعلن بيان صادر عن إدارة العلاقات العامة والإعلام في مديرية الأمن العام " القبض على شخصين ارتكبا حوادث دهس مفتعلة في محافظة الزرقاء بعد القاء انفسهم امام مركبات لمواطنين وإيهام سائقيها بارتكابهم لحوادث دهس والتفاوض معهم بعد ذلك لإخذ مبالغ مالية مقابل عدم السير بالإجراءات القانونية المتبعة في تلك الحوادث".

وأضاف البيان ان التحقيقات التي أجريت في احدى الحوادث التي دارت حولها شبهات افتعال مكنت المحققين بعد التوسع بالتحقيق مع الشخصين المشتبه بهما بعد القاء القبض عليهما من كشف خمسة حوادث أخرى ارتكبوها بذات الطريقة واعترفوا بها جميعا وانهما كانا يقومان بألقاء نفسيهما على المركبات والتفاوض مع سائقيها واخذ مبالغ مالية منهم بعد ذلك نظير عدم تقديم شكوى بالحادث.

وشددت  مديرة الأمن العام على ضرورة عدم إنهاء أي حادث مروري يقع معهم مقابل مبالغ مالية وضرورة السير بالإجراءات القانونية لدى الجهات الرسمية المخولة بمتابعته والتي تملك من الخبرة والقدرة على التحقيق به والوصول الى الحقيقة, وبما يجنبهم الوقوع ضحية لمثل أولئك المحتالين.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي في تصريح لـ(أكيد) أن اغلب حوادث الدهس تكون دون فيديوهات ويتم التحقيق منها اذا ما كان حادث دهس حقيقي أو مفتعل مضيفا ان وجود فيديو مصور يساعد في التحقيق حاثاً المواطنين على التوجه إلى أقرب مركز أمني وتقديم شكوى في حال تعرضهم لمثل هذه الحوادث، للمحافظة على حقوقهم وعدم المغامرة بدفع أي مبالغ مالية كنوع من التعويض.

ويرى "أكيد" أن مسؤولية الصحفي والوسيلة الإعلامية حيال المجتمع المحلي والعام، هي التي تحدد وظائف الصحافة، والمعايير المهنية والممارسات الأخلاقية للصحافيين أثناء قيامهم بهذه الوظائف.