قتيلة اسطنبول أرمينية وليست أردنية ومعلومات الخبر كاذبة والصور مزيفة

قتيلة اسطنبول أرمينية وليست أردنية ومعلومات الخبر كاذبة والصور مزيفة

  • 2017-10-31
  • 12

 

أكيد - آية الخوالدة

"جريمة بشعة بحق أردنية في اسطنبول" عنوان تناقلته العديد من المواقع الإخبارية، نقلا عن وسائل التواصل الاجتماعي، من دون التحقق من صدقية المعلومات الواردة فيه، ما تسبب بإثارة الرأي العام.

ونشرت المواقع الإخبارية خبرا غير صحيح عن مقتل فتاة من عائلة أردنية مسيحية في مدينة اسطنبول، وفبركت معلومات حول القضية تتعلق بإسلام الفتاة وهروبها من الأردن إلى تركيا للزواج بالشخص الذي تقدم لخطبتها ورفضته عائلتها، ليتضح أن الفتاة أرمينية وليست أردنية.

 ووقعت العديد من هذه المواقع في خطأ نقل المعلومات عن وسائل التواصل الاجتماعي من دون التحقق من صدقيتها وتقديمها على أنها حقائق وإثارة الرأي العام حولها، في الوقت الذي استغلت فيه عدد من المواقع الإخبارية والأشخاص عبر صفحاتهم على فيسبوك انتشار القضية واستغلالها لبث خطاب الكراهية بين مسلم ومسيحي.

 كما أساءت المعلومات المزيفة الى مواطن أردني باعتباره والدة الفتاة متهمة اياه بمحاولة قتل ابنته بعد إسلامها وهروبها إلى تركيا، وأساءت لشاب أردني يدعى أحمد التلاوي بادعاء وجود علاقة بينه وبين الفتاة الضحية (الاردنية)، وهو ما نفاه الشاب وأكد صداقته مع الفتاة الأرمينية.

ومن عناوين التقارير التي تضمنت مغالطات ومعلومات مزيفة:

اردنية هربت من ذويها للزواج لتلقى حتفها في تركيا

جريمة بشعة بحق فتاة اردنية بمدنية اسطنبول

مقتل اردنية بحادث مفتعل بعد هروبها بإسلامها لتركيا

بعد إعلان إسلامها وفرارها من بلدها.. مقتل أردنية دهسًا في إسطنبول

تركيا: مصرع فتاة اردنية في ظروف غامضة

وبالرغم من نفي وزارة الخارجية الأردنية من خلال السفارة الأردنية في انقرة، وقوع أية حادثة لأحد من الرعايا الأردنيين هناك، إلا أن المواقع الإلكترونية الإخبارية نقلت معلوماتها عن تغريدات لأصدقاء الشاب احمد التلاوي، مدعين أنه السبب في إعلانها الإسلام وأنه على علاقة معها. والذي نفى بدوره صحة كل ما ورد على صفحته الخاصة عبر فيسبوك مؤكدا أن الفتاة أرمينية الجنسية وليست أردنية.

وأوضح التلاوي أنه تعرف عليها قبل 3 سنوات عبر موقع فيسبوك بعد أن أضافها من حسابها الذي يحمل اسم"jasmine"، مبينا أن الفتاة كانت تسأل عن الإسلام وتعاليم الإسلام، قبل أن يتلقى خبر إسلامها عن طريق خالتها. وأشار إلى أنه تفاجأ بنبأ وفاتها من المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

كما أخطأت الوسائل الإعلامية بنشرها صور غير حقيقية للفتاة والتي اتضح فيما بعد أنها صور لعارضة أزياء مسلمة تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، بينما بقية الصور مسحوبة من مواقع إلكترونية مختلفة ولا علاقة لها بياسمين.

 ويؤكد مرصد "أكيد" على ضرورة التحقق من المحتوى المنشور في وسائل التواصل الاجتماعي قبل نشره، تطبيقا للبند التاسع في ميثاق الشرف الصحفي الذي ينص على أن "رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وإن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها. وفي هذا الاطار يراعي الصحفيون ما يلي :أ‌- عدم نشر معلومات غير مؤكدة أو مضللة أو مشوهة أو تستهدف أغراضا دعائية بما في ذلك الصور والمقالات والتعليقات. كما يجب التمييز بوضوح بين الحقيقة والتعليق أو بين الرأي والخبر".

وخالفت المواقع الإلكترونية أيضا فيما نشرت معيار الدقة الذي يؤكد على ضرورة التثبت من صحة المعلومات قبل نشرها وتداولها وتجنب المحتوى الخبري غير الصحيح.

كما ينبغي على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة في نقل المعلومات، والتثبت من الأخبار قبل تناقلها، واستشعار المسؤولية الاجتماعية بتجنب إلحاق الضرر بالأشخاص المعنيين بتلك الأخبار الخاطئة.

والقاعدة الأساسية في التعامل مع المحتوى الذي ينتجه مستخدمو التواصل الاجتماعي هي أن يتم التواصل مع المصدر مباشرة، ذلك أن التجربة أثبتت في حالات كثيرة زيف المحتوى المتداول عبر تلك المنصات.