أكيد – حسام العسال
وقعت العديد من المواقع الإلكترونية في فخ التهويل عند نشرها لصورة لافتة معلقة على مدخل حديقة "القدس" في مدينة الزرقاء تضمنت عبارة "تم اقفال حديقة القدس بسبب الزعران و(الخاوات) نرجو المعذرة"، فيما تبين أن الأمر يتعلق بخلاف بين السيدة التي تستثمر الحديقة مع أحد الموظفين السابقين.
صورة اللافتة جذبت مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي وقراء المواقع الإلكترونية، وأعادت إلى الأذهان قضية فارضي الإتاوات، وأعطت انطباعاً على أن الحديقة تتعرض لأذى هؤلاء الأشخاص.
المواقع الإلكترونية في البداية نشرت الخبر واستقت معلوماتها من مضمون اللافتة وبعض شهود العيان دون الرجوع للجهات الأمنية المختصة، وأشارت تلك الأخبار إلى تكرار الاعتداءات على الحديقة ومطعمها مؤخراً، وعرضت المواقع صوراً متعددة لآثار التكسير والتخريب في مرافق الحديقة.
ونقلت مواقع أخرى تصريحات لمستثمرة الحديقة تُشير فيها لتعرض الحديقة للتكسير والاعتداء ممن وصفتهم بـ "أصحاب خاوات"، مضيفةً أن أحدهم خطف ابنها في الفترة الماضية وطالبها بفدية قيمتها 12 ألف دينار، كما تم تهديدها بحرق منزلها وتكسير سيارتها وتكرار خطف ابنها، مشيرةً إلى تكرر اعتداءات "أصحاب الخاوات" بشكل يومي.
واتصلت إذاعة محلية بالناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام المقدم عامر السرطاوي الذي نفى صحة محتوى الصورة المتداولة، واصفاُ محتواها بأنه "غير دقيق"، مضيفاً أن الحديقة مفتوحة أمام زوارها، وأن الأمر يعود إلى خلاف بين مستثمرة الحديقة وأحد موظفي الحديقة الذي يدعي عدم صرف مستحقاته المالية كاملة، ولفت السرطاوي الى إلقاء الأمن القبض على الموظف وأن القضاء ينظر في القضية.
وتواصلت مواقع إخبارية مع مصدر أمني والذي أكد أيضاً عدم صحة ما ورد في اللافتة، لافتا إلى وجود دورية أمنية في محيط الحديقة طوال فترة العيد.
محافظ الزرقاء محمد السميران أوضح لموقعإخباري أن اللافتة تأتي على خلفية خلاف مالي معروض أمام القضاء وأن الأمر لا يتعلق بفارضي الإتاوات، وأضاف أنه استدعى مستثمرة الحديقة وأنه سيتم اتخاذ الإجراء القانوني بحق من طبع تلك اللافتة بدعوى التأثير على سمعة الأمن في مدينة الزرقاء ومواطنيها وزعزعة أمن واستقرار المدينة.
واتصل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مع رئيس لجنة بلدية الزرقاء عبدالله القيسي الذي أوضح أن السيدة المستثمرة لارض الحديقة زارته مشتكية من الاعتداءات المتكررة في ذات اليوم الذي تم تعليق اللافتة فيه، إلا أنه أخبرها أن النظر في شكواها من صلاحيات محافظ الزرقاء، كما أنها اشتكت له من تكرار الاعتداءات في شهر رمضان الماضي ووجود البسطات أمام الحديقة، فتدخل لحل قضية البسطات.
ويرى (أكيد) أن العديد من المواقع الإخبارية غطت الخبر بسطحية وتهويل، دون التأكد من حيثياته ودون التواصل مع الجهات الأمنية المختصة، كما أن من شأن هكذا خبر أن يُعطي انطباعاُ مغايراً لواقع الأمر، وبالتالي فإن هذه المواقع خالفت معيار الدقة في التغطية الصحافية، ومعيار التوازن في نقل المعلومات وآراء المصادر.
ولاحظ المرصد أن وسائل إعلامية أخرى تحرت الدقة والتوازن في تغطيتها للخبر، والتزمت التأكد من صحة محتوى اللافتة وحيثيات الأمر.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني