الثلاثاء 1 نوفمبر 2016 أكيد – آية الخوالدة
نشرت صحيفة الكترونية مقرها لندن تقريرا بعنوان طويل يقول: “سفيرة واشنطن (في عمان) أليس ويلس “تنصح” الأردنيين: الوضع سيصبح معقداً للغاية عندما يبدأ الاشتباك في الموصل وداعش قد تخطط للتوسع في الأنبار وجنوب سورية ولا بد من مراقبة حذرة لحدود المملكة مع العراق وسورية“.
في تفاصيل التقرير نقرأ أن التصريحات جاءت أثناء لقاء جمع السفيرة مع “نخبة من السياسيين والنشطاء الأردنيين الذين يخططون لإطلاق حزب سياسي جديد في أحد فنادق العاصمة عمان”.
كلا العنصرين الواردين في التقرير (أي تحذير السفيرة واللقاء مع نخبة) حازا على اهتمام من قبل العديد من المواقع الإلكترونية الإخبارية، وتنوع اهتمام هذه المواقع بين هذين العنصرين.
تتبع مرصد مصداقية الاعلام الاردني “أكيد” ما نشر في هذه المواقع والتي اكتفت بإعادة نشر (جزئية أو كلية) تقرير الصحيفة اللندنية دون التحقق من مصداقيته، بالرغم من حساسية ما ورد فيه من معلومات تخص شؤوناً محلية، وبينما اكتفى التقرير أصلاً بنسب معلوماته إلى “نشطاء” من دون أن يسميهم، كررت المواقع ما هو منشور حرفياً، ولم تجرِ أية متابعة للتعرف من مصادر أردنية أمنية أو عسكرية بخصوص تحذيرات السفيرة المزعومة، بل أعادت كذلك نشر “التكهنات” والملاحظات التي نشرها تقرير الصحيفة اللندنية، رغم ما انطوت عليه من خلل مهني.
لكن العنصر الثاني المتعلق بهوية “النشطاء الذين ينوون تأسيس حزب” الذين التقوا السفيرة، كان أكثر إثارة، فبعد تساؤلات وتوقعات وانتقادات على صفحات التواصل الاجتماعي، طالت بشكل رئيسي فريقين ينطبق عليهم وصف “ينوون تأسيس حزب” وهما: قيادة كتلة معاً الانتخابية (بشخص النائب خالد رمضان)، وقيادة تيار الشراكة والإنقاذ (بشخص الشيخ سالم الفلاحات). وقد انتقلت نقاشات التواصل إلى بعض المواقع الالكترونية التي تناولت الخبر عبر تساؤلات تتضمن التشكيك في بعض الأحيان لا سيما في العناوين.
لكن في هذه الأثناء يسجل لموقع “عمون” أنه أجرى متابعة للمعلومات الواردة في تقرير الصحيفة اللندنية، ونشر نفياً لحصول اللقاء على لسان كل من الناطق الرسمي باسم تيار ‘معاً’ النائب المهندس خالد رمضان، والقيادي في جماعة الاخوان المسلمين الشيخ سالم الفلاحات وقد طالب الأخير السفيرة الأميركية بتوضيح ماهية اللقاء والحاضرين له والجهات التي التقتها وبحثت معها التفاصيل.
الموقع نفسه، تابع الموضوع في تقريرين على مدار يومين، وقد تضمن التقرير الاول نفياً لأن تكون السفيرة علقت علناً على خطر داعش على الأردن، وفي التقرير الثاني أكدت السفارة أن ويلز لم تلتقِ أحزاباً أو شخصيات سياسية أردنية.
في زمن لاحق نشرت العديد من المواقع الأخرى خبر نفي كتلة معاً وحزب الشراكة والإنقاذ.
من الواضح أننا بصدد خبر أو تقرير مبهم نشرته وسية إعلام غير أردنية، (وهي لم تقم فيما بعد بأي توضيح بعد اللغط الذي أثير، كما لم تنشر أياً من التصريحات التي نفت ما ورد، وبالمقابل لم تدافع عن روايتها). لكن بعض وسائل الإعلام المحلية “أكملت الخلل” المهني، عن طريق النشر نقلاً بلا أي تحقق، وبالنتيجة فتح المجال لتشويش واسع في قضايا حساسة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني