أكيد - آية الخوالدة
نشر موقع إلكتروني تقريرا بعنوان "حبوب الـ " ليريكا "إدمان جديد يغزو الجامعة الأردنية"، تحدث فيه عن إدمان طلاب الجامعة الأردنية لحبوب تدعى "ليريكا"، وبُني التقرير على شهادات للطلاب دون ذكر اسمائهم ودون الأخذ بوجهات النظر الأخرى أو الحصول على رد من الجامعة بخصوص ما صدر عن الطلبة من اتهامات لإدارة الجامعة بالتقصير.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" تابع حيثيات الموضوع، حيث زعم الطلاب في التقرير "أنهم جمعوا ما يقارب 400 غلاف لهذا الدواء من حرم الجامعة ووضعوها أمام مسؤولي الجامعة ضمن وقفة احتجاجية، فيما لم تتجاوب معهم ادارة الجامعة بحجة أنها غير مدرجة في قائمة الممنوعات والمخدرات".
بدورها نفت الجامعة الأردنية صحة المعلومات الواردة في التقرير، حيث أكد عميد شؤون الطلبة في الجامعة الدكتور خالد الرواجفة في اتصال مع "أكيد" أنه "لم يكن هناك أية وقفات احتجاجية من قبل الطلاب، ولو حدثت لكان على علم بها، كما نفى حدوثها مدير الأمن الجامعي".
وأضاف الرواجفة "بنى الموقع الاخباري تقريره على اتهامات ألقيت جزافا من مصادر مجهولة، شهادات لطلاب غير معروفين وليس هناك من بينها أية حالات ماثلة للعيان، ويفترض بالإعلام أن يقدم إحصائيات وأرقاما، واذا هناك اشخاص يتعاطون هذا الدواء، فهي حالات فردية ولا علم لنا بها".
وفي حديث مع رئيسة قسم رقابة المخدرات والمؤثرات العقلية في مؤسسة الغذاء والدواء الدكتورة هيام وهبة، أكدت أن "الدواء تم ادراجه ضمن الأدوية المقيدة والتي لا تصرف الا بشرط وجود وصفة طبية، لاكتشافهم اساءة استخدامه من قبل الكثير من الشباب".
وكشفت المؤسسة عن "ازدياد تعاطي هذا الدواء من قبل الشباب والكميات التي تضبطها الأجهزة الأمنية في متناول الاشخاص الذين تلقي القبض عليهم، بالإضافة إلى ضبط جهاز مكافحة المخدرات لكميات كبيرة يتم تهريبها على الحدود، كما أصبحت المؤتمرات الطبية تشير في جلساتها الى ازدياد نسبة الادمان على هذا الدواء".
وفي سبيل السيطرة على انتشار الدواء، صنفته المؤسسة ضمن الأدوية المقيدة وتراقب طبيعة صرف الصيدليات له، حيث تقول وهبة "نعمل في مديرية الدواء في المؤسسة على معرفة الكميات التي تطلبها الصيدليات من الأدوية المهدئة وندقق في طبيعة استخدامها وبيعها لدى هذه الصيدليات بالتحديد".
كما أن العقوبات بحق الصيدليات المخالفة بتحويلها الى المجلس التأديبي في نقابة الصيادلة لم تكن كافية - بحسب وهبة - حيث تفرض الغرامات المالية ويتم دفعها وتبقى نسبة الصرف والطلب على الأدوية عالية، لذلك أصبحت الان مشددة تصل الى إغلاق الصيدلية وتحويل صاحبها الى النائب العام.
وحول طبيعة هذا الدواء وتعامل الصيادلة معه، تقول الصيدلانية عهود الخوالدة "تعتبر حبوب ليريكا من عائلة بريقبالين وتوصف لعلاج التهاب الاعصاب وارتخاء العضلات، حيث يعمل العقار على استقرار النشاط الكهربائي في الدماغ، والدواء موجود في الصيدليات الأردنية بعيارات مختلفة. وهي 50، 75، 150 و300 مليغرام، وتتراوح اسعارها ما بين 6 و116 دينارا أردنيا".
وبررت الخوالدة سبب الإقبال الشديد عليها، لسهولة الحصول عليها سابقا، حيث لم تكن ضمن تصنيف الادوية المقيدة والتي تشترط وجودة وصفة طبيب للحصول عليها، لكن مؤسسة الغذاء والدواء أصدرت في الاول من شباط في العام الحالي، قرارا يلزم بصرفها بوصفة طبية غير مكررة وتسجيلها في سجل الوصفات اليومية والاحتفاظ بها لغايات التفتيش من قبل الصيدلي المفتش.
والأدوية المصنفة، بحسب الخوالدة تقسم الى نوعين، وهي سجلات التقييد والتي تحوي أدوية مقيدة، يكون التشديد عليها حين الكشف بمراعاة الكمية المصروفة كل ثلاثة اشهر وأن تكون متقاربة من عدد الوصفات الطبية، بينما سجلات الترصيد والتي تحوي أدوية مرصدة ومصنفة على أنها ممنوعات ومخدرة مثل "الترامال"، يكون التشديد بخصوصها أكبر حيث يقارن الصيدلي المفتش بين عدد الأدوية المصروفة وعدد الوصفات الطبية.
وتستطيع الخوالدة التمييز كباقي الصيادلة بين الشخص المريض والشخص المدمن، موضحة "في العادة يوصف الدواء لعلاج أمراض الديسك والأعصاب ويلجأ له الاشخاص ما فوق 35 عاما أو العمال في المجالات اليدوية والانشاءات، بينما تنحصر أعمار المدمنين عليها ما بين 14 و30 عاما وتبدو عليهم أعراض الادمان من هلوسة واجهاد ودوخة وعدم تركيز. كما أن المريض لا يشتري الأشرطة انما الباكيت كاملا لحاجته له، بينما يتقاسم المدمنون ما بينهم ثمن الأشرطة، ويتحكمون بكمية الجرعات حسب حالتهم".
وأضافت الخوالدة " هناك الكثير من الصيدليات التي لا تهتم سوى بتحقيق الأرباح، رغم علمهم بأنهم مدمنون ولو اجتمعت التصرفات على رفض صرف الدواء لأختلف الامر، كما أن انتاج هذه الدواء من قبل شركات أردنية جعلته رخيص الثمن ومتداول للجميع".
وقالت "سبق أن تعرضت وزميلتي في الصيدلية الى تهديدات من قبل احد المدمنين لرفضي وصف الدواء دون وصفة طبية، ما استدعى تدخل أهالي الحي، ولو أن الصيدلية في منطقة غير مأهولة بالسكان، كنت سأصرفه مضطرة".
ويقول طبيب الأعصاب والدماغ علي المومني أن حبوب ليريكا توصف بعيارات معينة للتخفيف من الألام الناتجة عن مرض السكري وإصابات الحبل الشوكي، الا أن الجرعة الزائدة منها تصنفها كنوع من المخدرات ولها تأثير كبير على صحة الانسان وخصوصا الكلى والكبد.
"الدواء في الوضع الطبيعي له العديد من الأثار الجانبية، فما بالك بالإدمان عليه"، وفق المومني الذي يضيف "من أضراره الصداع والدوخة والاحساس بالعزلة وعدم وضوح الرؤية ويجعل المدمن متوتر وغير قادر على التركيز، وللأسف التوقف المفاجئ عن تناوله يدخل المريض في نوبات صرع، لذلك يجب أن يتم علاجه تحت الاشراف الطبي وتدريجيا".
وأشار المومني الى ضرورة التزام الصيدليات بمنع بيعه الا بتوفر الوصفة الطبية وبالتالي السيطرة على عدد المتعاطين، "وسبق للمومني أن سمع بحالات كثيرة عن أشخاص يتظاهرون بالمرض بغية الحصول على وصفة طبية لإحدى منتجات (بريقبالين)".
مرصد "أكيد" يؤكد على أهمية المصادر المعلنة في مستوى مصداقية التقارير الصحفية، خاصة عندما يتعلق الامر بقضية عامة بحجم قضايا الادمان بين صفوف الشباب والطلبة الجامعيين، كما يدعو الى التوازن في طرح مثل هذه القضايا وغيرها من خلال الاستماع الى آراء الاطراف الأخرى والجهات المختصة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني