محافظ جرش: قضايا كيدية ومصالح شخصية وراء شائعة هروب الأسد

محافظ جرش: قضايا كيدية ومصالح شخصية وراء شائعة هروب الأسد

  • 2017-07-01
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

لم ينه النفي الرسمي بوجود أسد هارب في منطقة ساكب بجرش، الحديث في القصة التي تناقلتها وسائل إعلام على مدى أيام عطلة عيد الفطر، حيث نشر موقع إخباري صباح اليوم 2 تموز فيديو يؤكد أحد المواطنين خلاله رؤيته للأسد في إحدى المناطق الحرجية القريبة من منزله بجرش "بأم عينه".  

"أسد هارب في جرش"، عنوان تناقلته مواقع إلكترونية إخبارية اعتماداً على معلومات تداولها عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ونشروها على أنها معلومات موثقة وصحيحة، دون سؤال الجهات المختصة أو القائمين على محمية "المأوى" المجاورة للبلدة.

وانتشرت هذه الشائعة سابقا في بداية العام الحالي، حيث اعتمدت الوسائل الإعلامية حينها على رواية أحد المواطنين الذي أكد سماعه لزئير الأسد ومشاهدة ابنه للأسد برفقة شبله الصغير، ونُشر التقرير بعنوان اسد يتجول في جرش وسط غياب الجهات المعنية .. والمحافظ يوضح، وورد في نهايته نفي محافظ جرش فقدان أي من الحيوانات من محمية المأوى الموجودة في المنطقة.

"قضايا كيدية لتحقيق مصالح شخصية لبعض الأشخاص" وراء تجدد انتشار خبر وجود أسد في جرش، بحسب ما قال محافظ جرش الدكتور رائد العدوان لـ"أكيد"، الا أنه لم يوضح طبيعة تلك القضايا الكيدية، نافيا تماما صحة هذه الشائعة الواردة في مواقع إخبارية.  

وأضاف العدوان، "بحسب الشكاوى والروايات المغلوطة، هناك أسد هارب في جرش منذ 5 سنوات، لكن ألا يفترض بهذا الأسد قتل البشر والغزلان والمواشي من أجل أن يعيش".

 وبين "أن جميع من يقدمون شكاوى حول وجود الأسد لم يؤكدوا رؤيته، بل سمعوا صوته، وأن الشخص الأخير الذي كتب عن وجود الأسد على صفحته الشخصية على الفايسبوك قدم روايتين متناقضتين، الأولى في مبنى المحافظة وأوضح فيها أنه بمجرد ما رأى الأسد تسلق فوق سقف منزله الجديد، والثانية أمام وسائل الإعلام، بأنه تسلل وراقب الأسد من أسفل شجرة زيتون".

وبدأت القصة من خلال منشور لأحد الأشخاص على صفحته الخاصة في الفايسبوك، أثار رعب أهالي منطقة ساكب في محافظة جرش وسرعان ما تم تداوله وأعاد نشره العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ووقعت عدد من الوسائل الإعلامية في خطأ نشره واعتبار ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا موثوقا للمعلومات، حيث نشرت صحيفة يومية تقريرا لمندوبها في محافظة جرش بعنوان "الاسد  الهارب" يدخل الرعب لسكان "حي الحضير" في بلدة ساكب، معتمدا فيه على روايات لعدد من الاشخاص الذين أبدوا استياءهم من الموضوع، دون ثبوت رؤية أيا منهم للأسد، لكن الصحيفة قامت بحذف المادة من موقعها.

وأجرى المحافظ جولة استكشافية برفقة الأمن العام والشرطة البيئية الملكية والطوافين لمدة 6 ساعات ولم يجدوا شيئا ومن ثم جالت طائرة من دون طيار المنطقة ولم تكشف عن وجود أي حيوانات مفترسة، بالإضافة الى تفتيش بيوت بناء على إخباريات تدل على وجود حيوانات مفترسة بداخلها.

وأشار العدوان إلى ضرورة التزام وسائل الإعلام بالمعلومات الصحيحة والموثوقة، "اذ أن نشر مثل هذه الروايات الخاطئة يؤدي الى بث الرعب في قلوب أهل المنطقة، والتأثير السلبي على موسم التنزه السياحي في العطل الأسبوعية وضرب الاقتصاد المحلي وخاصة أن جرش مقصد اسبوعي عند الكثير من الموطنين، والأصل أن يتم تحويل كل من يسيئ للوطن واقتصاده وآمنه إلى المدعي العام".

من جانبه، أكد المدير الإداري لمحمية المأوى في جرش علي العتوم في حديث لـ "أكيد"،  "أن عدد الأسود الموجودة في المحمية منذ افتتاحها 13 أسدا، ذكرا وانثى، ولم يزدادوا او ينقصوا منذ ذلك الوقت، بالإضافة إلى نمور عدد 2، ذكر وأنثى، ودب واحد".

وأوضح العتوم أن "معايير السلامة في المحمية تتم بمواصفات عالية جدا وتحت إشراف خبرات دولية، حيث تحمى الحيوانات بأسيجة ثلاثة، 2 منها كهربائية وواحد من الحديد،  كما أن ارتفاع الأسيجة المحيطة بالأسود تصل الى 5 أمتار، حيث لا يستطيع الأسد القفز عنها بسبب حجمه، بينما تصل الأسيجة الخاصة بالنمور إلى 7 أمتار".

وحول ما نُشر من معلومات عن هروب الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، بين العتوم "أن شرطة البيئة تواصلت معه، حول ادعاء أحد الاشخاص رؤية أسد قريب من سياج المحمية، بالرغم من أن أقرب بيت يبعد عن المحمية 2 كيلومتر", مشيرا الى أن "الشخص نفسه قدم روايات متناقضة على الفايسبوك وأمام وسائل الإعلام".

وأشار الى "عدة صفات موجودة في الأسد تتناقض مع ما نشر عن الموضوع، حيث أن الأسد في حالة الهجوم لا يزأر بل يهمر، كما أن الأسد حينما يرى الأطفال يهجم عليهم ولا يكتفي بأن يزأر على عكس ما يحدث عند رؤيته للأشخاص الناضجين، حيث لا يكترث بهم".

والأسد - بحسب مدير المحمية المغلقة حاليا أمام الجمهور، "لا يخاف ويظهر في جميع الأوقات، اي أنه لا يختفي نهاراً ويظهر في الليل، ولو فعلا هناك أسد هارب، كان من السهل جدا أن يراه جميع سكان المنطقة".

ورجح العتوم "أن يكون ما شاهده المواطن، خنزيرا بريا أو ضبعا وغيرها من الحيوانات المنتشرة بتلك المنطقة"، وقال "خرجت مع فريق استكشافي للبحث عن أي حيوانات مفترسة برفقة شرطة البيئة ولم نجد شيئا".

وكان موقع إخباري أخر نفى ما تم تداوله من معلومات في متن الخبر، بينما نشر في العنوان " أسد هارب يتجول في جرش..!"

وبناء على ما ورد من معلومات حول هروب الأسد في المنطقة، أطلقتالجمعية الملكية لحماية الطبيعة طائرة مراقبة بدون طيار للبحث، ونفت وجود أي علامات تدل على وجود حيوان مفترس في محافظة جرش.

ويُذكّر " أكيد" بالمعايير التي تتبع في التعامل مع المحتوى الذي ينتجه مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي وكيفية التحقق من هذا المحتوى الذي ينطوي في كثير من الحالات على معلومات مضللة وغير صحيحة ويجري تداولها بين الجمهور على أنها حقائق، وهو أمر يسهم في زعزعة الثقة العامة.