أكيد – حسام العسال

أقدم موقعان إخباريان على ارتكاب مخالفة مهنية وأخلاقية تتعلق بنشر مقطع فيديو لتعذيب عامل مصري الجنسية في جمهورية مصر العربية، بشكل يُظهر جانباً من القسوة والامتهان تجاه العامل، دونما اعتبار لكرامة العامل الإنسانية.

الموقعان المحليان نشرا مقطع الفيديو ضمن خبرين متطابقين في نص المحتوى وعُنونا بـ "بالفيديو.. حفلة تعذيب لعامل مصري على يد صاحب ورشة بسبب تأخره عن العمل" و "مشهد مرّوع .. صاحب ورشة يُعذب شابا لأنه تأخر عن العمل ! يشعل مواقع التواصل".

وتضمن الخبر وصفاً لظروف الحادثة ومعطياتها، وردود الأفعال على منصات التواصل الاجتماعي، وعينات من التعليقات على مقطع الفيديو المتداول، كما أن هذا المقطع انتشر في العديد من وسائل الإعلام المصرية والعربية.

ولم يُشر الموقعان في عنوانيهما إلى ما يؤكد وقوع الحادثة في مصر وليس الأردن، إذ أن الموقعان محليان وبالتالي سيُفهم عند قراءة العنوانين أن الحادثة وقعت في الاردن.

ويرى مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) أن الموقعين ساهما في تسليط الضوء على حالة تعذيب لكن بطريقة غير مهنية، إذ لم يتم وضع كرامة الشخص المتعرض للتعذيب في اعتبار الوسيلة الإعلامية، وبالتالي لم تتم حماية كرامته، وعرضته وهو في حالة ضعف وانكسار.

وكان الأولى أن تكون هناك عملية موازنة بين القيمة الخبرية لنشر مقطع الفيديو، والإساءة التي قد يتعرض لها الشخص نتيجة ظهوره بهذه الوضعية في المقطع.

ويُعد نشر المقطع مخالفة للمبادئ الأخلاقية لوسائل الإعلام التي تؤكد على ضرورة احترام كرامة الإنسان وقيمة الحياة الإنسانية، وعدم إظهار تفاصيل أعمال القسوة والضعف الجسدي والتعذيب والإساءة، إضافة للابتعاد عن الإساءة للحياة الخاصة للأفراد.

ويخالف أيضاً معيار الإنصاف والنزاهة الذي حثّ على الابتعاد عن التسبب بالألم أو الحرج أو إلحاق الضرر بالأشخاص المعنيين بالأخبار، والالتزام بالإطار القانوني في حماية الخصوصية بما لا يتناقض مع حق المجتمع بالمعرفة، وعدم نشر الصور التي تسيء للأفراد الذين تدور حولهم الأخبار إذا كانت الإساءة أكبر من القيمة الإخبارية للصورة، عدا عن مخالفة معيار الوضوح في عرض العنوان وضرورة توافقه مع المحتوى.