مشروع تعلم لتُدرك (L2D) منهجية جديدة للتربية الإعلامية طُبقت في أوكرانيا

مشروع تعلم لتُدرك (L2D) منهجية جديدة للتربية الإعلامية طُبقت في أوكرانيا

  • 2017-11-28
  • 12

 

أكيد – رصد حسام العسال

أجرى المجلس الدولي للبحوث والتبادل (IREX) بين عامي 2015 و 2016 مشروعاً ميدانياً متعلقاً بالتربية الإعلامية في أوكرانيا يُسمى Learn to Discern (تعلم لتُدرك)، يهدف إلى تزويد المواطنين في أوكرانيا بالقدرة على تحديد المعلومات الخاطئة والمضللة، وتحديد الحاجة لمعلومات ذات جودة أفضل.

وذكرت منظمة IREX أن نتيجة المشروع الذي كان ضمن مشروع التربية الإعلامية للمواطن آلت إلى أن المشاركين أصبحوا أكثر قدرة على التفريق بين الحقيقة والخيال، إضافة ً إلى أن المشاركين نقلوا تجربتهم إلى أصدقائهم وعائلاتهم، كما تابعت المنظمة المشاركين خلال عام من إنتهاء مشاركتهم بالمشروع.

وتُعرف التربية الإعلامية بأنها تُعطي الفرد المتمتع بها القدرة على الوصول إلى المحتوى الإعلامي والإخباري بشقي إجادة استخدام الجهاز أو الوسيلة وإجادة الوصول للمحتوى، كما تُعطي القدرة على تقييم المحتوى الإعلامي وفهمه، وبالتالي امتلاك مهارة النقد العلمي والسليم للمحتوى المُستهلك، والقدرة على التفاعل بإنشاء محتوى إعلامي من قبل الفرد.

وأتى المشروع في ظل تزايد الأخبار المضللة من قصر الكرملين الروسي في أواخر عام 2013، والتي هدفت إلى تهديد الاستقرار السياسي والتقدم الديمقراطي في أوكرانيا.

بالإضافة إلى تمتع الأوكرانيين بمعلومات فقيرة ومضطربة حيال الإصلاحات الحكومية، كما أن توجههم  أصبح أكثر سخرية ولامبالاة تجاه مستقبل البلاد.

وعلى الرغم من كون ربع الأوكرانيين فقط يثقون بالإعلام، إلّا أن نسب التعرض للمحتوى الإعلامي واستهلاكه وتأثيراته ما تزال مرتفعة. ولا يقوم نصف الأوكرانيين تقريباً بعملية التأكد من المعلومات والأخبار التي يتعرضون لها ويستهلكونها.

الحكومة الأوكرانية تعرفت على المشكلة لكنها قامت بإجراءات صارمة وتأديبية، إذ طردت العشرات من الصحافيين الروس، وألغت اعتماد أكثر من 100 منبر ووسيلة إعلامية روسية بين عامي 2014 و 2015، كما منعت الحكومة تواجد عدة قنوات روسية في باقات الكيبل التلفزيوني، عدا عن حجب منصات تواصل اجتماعي روسية في أيار 2017.

واعتُمد مشروع تعلم لتدرك (Learn to Discern) الذي يهدف إلى تحسين القدرة والكفاءة على إنشاء مصادر ومحتوى إخباري موثوق، ليكون منهجاً يُساعد المواطنين على كشف المعلومات المضللة وغير الصحيحة.

وتُعد منهجية تدريبية فريدة تقوم بتزويد الأفراد من جميع الأعمار بمهارات عملية التعلم بواسطة الألعاب الإلكترونية التفاعلية والفيديو والدروس التعليمية عبر شبكة الإنترنت والخبرات التعليمية الأخرى.

وطبقت منظمة IREX مشروع (L2D) في أوكرانيا من خلال مشروع التربية الإعلامية للمواطن، وأجرى البرنامج الذي استمر لتسعة أشهر حملة إعلامية للتربية الإعلامية وصلت إلى ما يُقارب من 20 مليون مشاهد للتلفزيون، و8 ملايين مستمع للراديو، و 10 آلاف مستخدم لليوتيوب.

واعتمد مشروع (L2D) على عدة مكونات رئيسية خلال فترة تطبيقه في أوكرانيا:

  • تعليم مهارات التفكير النقدي بدلاً من تحديد ما يستهلكه ويتعرض المشاركون له من محتوى إعلامي وإخباري.
  • تعزيز الثقة لدى المشاركين والتعلم من الأقران.
  • الإعتماد على منهاج تطبيقي ومرن يُساهم في تمكين المتدربين.
  • الإعتماد على طريقة ومنهج يرفع الحافز الشخصي للتعلم وخصوصاً مع استخدام مواد وأدوات متعلقة بشكل مباشر بحياة المشاركين.

وصُمم المشروع للاستجابة ومحاولة حل مشكلة الأخبار المضللة والمتلاعب بها، كما اعتُبر المشروع دليلاً مزوداً للحلول كإنتاج محتوى بديل ودعم الصحافة الأخلاقية والمستقلة والموثوقة.

ويعتبر المشروع أن على المواطنين امتلاك القدرة على التفرقة بين الحقيقة والخيال، والتعرف على خطاب الكراهية، والسعي نحو الصحافة المستقلة والمستندة على الحقائق.

ووصل البرنامج إلى 15 ألف فرد من مختلف الأعمار، كما وصل إلى ما يزيد على 90 ألف شخص بشكل غير مباشر، إذ أن المشاركين المباشرين قاموا بمشاركة ما تعلموه مع عائلاتهم وزملائهم بالعمل.

وعمل البرنامج على النقاط الرئيسية التالية:

  • التركيز على بناء مهارات حول كيفية استهلاك المحتوى الإخباري وغرس مهارات اختيار وتقييم المحتوى الإخباري بدلاً من الإملاء عليهم "ماذا يستهلكون"، كما كان تعليم التفكير النقدي وتقديم أمثلة محايدة حجر الأساس للمشروع.
  • التدريب تعلق بشكل مباشر بخبرة الأفراد اليومية، وتشجيعهم على ربط ما يتعلمه الأفراد مع حياتهم وعاداتهم الشخصية، وهو الأمر الذي ساعد الأوكرانيين على بناء مهارات تفكير نقدي وأن يصبحوا واعين بكم المحتويات الإخبارية التي يستهلكونها ويتعرضون لها.
  • انتقال المتدربين إلى مرحلة الإجراء والقيام بالأفعال: إدراك المتدربين بكيفية تأثير البروباجاندا (الدعاية) عليهم أشعرهم بنوع من الصدمة والتي نقلتهم لمرحلة المشاركة الفاعلة، أي أنه أصبح لديهم الحافز الجديد الذي قادهم للتفاعل مع الآخرين، إذ أنه بعد التدرب تصرف المشاركين كالخبراء أمام عائلاتهم وأقاربهم عند مشاهدة نشرات الأخبار، وبدأوا بمشاركة وفضح الأخبار الزائفة التي اكتسبوها.

 

وكان من نتائج مشروع (L2D) أن حقق إنجازين رئيسيين:

  1. تعزيز قدرة المواطن على إدراك مصادر ومحتوى الأخبار الموثوقة: لوحظ أن هناك ارتفاعاً بنسبة 42 % في قدرة المشاركين على التفريق بين الأخبار الموثوقة والأخبار الزائفة، بالإضافة إلى ارتفاع بنسبة 22 % من الأشخاص الذين يقومون بالتحقق من الأخبار والمعلومات التي يتعرضون لها ومن عدة مصادر، وازدياد ثقة المشاركين بعملية تحليل الأخبار بنسبة 36 %.
  2. ازدياد الحاجة إلى التقارير الموثوقة: ذكر 54 % من الأشخاص الذين شاهدوا الحملة الإعلامية (أي ما يزيد على المليون أوكراني) أن هناك حاجةً لمهارات تدلل على كيفية إدراك حقيقة التقارير غير الموثوقة.

وأجرت منظمة (IREX) بعد عام من إنتهاء المشروع بحثاً جديداً مع طاقم المشروع وبعض المشاركين في البرنامج لتتبع ما إذا كان هناك آثاراً بعيدة المدى بعد إنتهاء البرنامج، وتبين أن هناك استمراراً للزخم المدفوع من الطلب والحاجة، فخلال المشروع تم تشجيع وتمكين المشاركين على مشاركة مهارات الاستهلاك النقدي للمعلومات مع الآخرين، وتبين من البحث أن ما لا يقل عن 174 من المشاركين يعتزمون نشر تلك المهارات بعد إنتهاء المشروع.

يُذكر أن المجلس الدولي للبحوث والتبادل (IREX) منظمة دولية غير ربحية تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت في ما يزيد على المائة دولة في مجال التعليم والتطوير.

المصدر: www.irex.org