مصل الأفعى الفلسطينية يجدد جدلا اعلاميا غير مهني في قضية الراعي

  • 2017-10-30
  • 12

أكيد - آية الخوالدة

عاد الجدل من جديد حول قضية تعرض خبير الأفاعي الأردني رعد الراعي للدغة الأفعى الفلسطينية، بعد نشرت العديد من وسائل الإعلام فيديو أعدته القناة التلفزيونية "Zoomin" بعنوان "التقرير السام" ووثقت فيه لحظة إصابة الراعي بلدغة الأفعى.

تابع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" المواقع الإخبارية التي أعادت نشر الفيديو واقتبست من محتوى المعلومات الواردة فيه دون التحقق من صدقيتها، حيث أشارت جميعها الى أن "المستشفى أبلغ عائلة الراعي عدم وجود مصل لعلاجه إلا في مستشفى هداسا في فلسطين"، فيما ذكر موقعان إخباريان أن المصل وصل من محافظة رام الله بمساعدة خبير الأفاعي الفلسطيني جمال عمواسي وبتدخل من الجهات الفلسطينية، مشيرين الى أن المصل وحده سبب نجاة الراعي من الموت، في ظل عدم وجود المصل في المستشفيات الأردنية، كما ذكر موقع أخر أن الراعي حصل على الأربع جرعات التي وصلت من رام الله حتى تماثل للشفاء.

لم تلتزم الوسيلة الإعلامية التي أعدت التقرير بنقل الصورة كاملة وعرض وجهات النظر جميعها، حيث صرحت من خلال التقرير عدم وجود مصل للدغة أفعى فلسطين في المستشفيات الأردنية، وأن الأطباء في مستشفى البشير أخبروا الصحافي معد التقرير بأن المصل الذي وصل من فلسطين هو الذي أنقذ حياة الراعي من الموت، ووقعت الوسائل الإعلامية المحلية في خطأ إعادة نشره دون التحقق مما ورد فيه.

تواصل "أكيد" مع الجهات المتعلقة بهذه القضية، وهم مدير مستشفى البشير والصحافي معد التقرير وخبير الأفاعي الذي تعرض للإصابة، حيث تبين أن الراعي حصل على الإسعافات الأولية في مستشفى البشير وعشرة إبر من المصل المتوفر في وزارة الصحة، وبعد إصابته بيومين حصل على ثلاث جرعات من المصل القادم من فلسطين وشفي من الإصابة".

وسواء تشابهت الروايات التي يقدمها أطراف القضية أو تضاربت، فيجب على وسائل الإعلام إبرازها جميعها دون التحيز لجهة على حساب أخرى وتغطية ما حدث من كافة الزوايا.

خلال حديث "أكيد" مع خبير الأفاعي الأردنية رعد الراعي، أبدى استياءه الشديد تجاه ما نشرته الوسائل الإعلامية، متحدثين عن كثير من الأخطاء منها حاجته الى 60 وحدة دم، وتعرضه للدغة الأفعى خلال محاولته القيام بقبلة الحياة مع الأفعى، وأنه حصل على المصل من مستشفى البشير.

وأضاف موضحا "يوجد في الأردن 7 أفاعي سامة وأخطرها الأفعى الفلسطينية"، ولا يوجد لها مصل في أي من الدول العربية، وانما تتوفر فقط في مستشفى هداسا في إسرائيل، علما بأن المصل الموجود في وزارة الصحة الأردنية هو مصل كيماوي هندي يبلغ ثمنه 35 دولارا، ولا يعتبر ناجعا، اذ توفي بسبب هذه الأفعى حتى الان خمس حالات".

وبمجرد إصابة الراعي طلب من عائلته وفريق التصوير الذي كان متواجدا معه، جلب المصل من اسرائيل، والذي - بحسب الراعي - لم يوافق على تزويده بالمصل إلا بعد تدهور حالته الصحية واشتراط المستشفى على عائلته التوقيع على إقرار بتحملهم المسؤولية، وبعد يومين من الاصابة حصل على جرعتين عن طريق خبير الأفاعي الفلسطيني جمال العمواسي، وبعدها بيوم حصل على الجرعة الثالثة والتي لا يعلم إذا ما كانت من طرف خبير الأفاعي الفلسطيني جمال العمواسي أو السفير الفلسطيني في الأردن.

وحول سؤاله عن سبب عدم احتفاظه بهذا النوع من المصل، كونه يتعامل معها بشكل مباشر، أجاب الراعي "لا يحق المطالبة بهذا المصل إلا في حالة الإصابة، وهنا يكون المصاب أمام خيارين، الأول إذا كانت الحالة غير خطيرة تكون المطالبة بشكل رسمي عن طريق وزارة الصحة الأردنية لوزارة الصحة الإسرائيلية التي تنسب للمستشفى وذلك يستغرق على الاقل يومين، والخيار الثاني في الحالة الخطيرة أو المستعجلة  وتستغرق يوما واحدا، وفي الحالة التي حصلت معي، تمكنت من الحصول على المصل عن طريق الأصدقاء والخبير جمال العمواسي، ويبلغ ثمن الجرعة ألف دينار".

وأكد الراعي محاولاته العديدة المسبقة للمطالبة بضرورة توفير المصل، وعلى الأقل جرعتين في كل مستشفى أو محاولة إنتاجه في المستشفيات والمراكز الطبية الأردنية.

 وأكد مدير مستشفى البشير الدكتور عمار الشرفا أن الراعي وبمجرد وصوله المستشفى حصل على عشرة أبر من المصل المتوافر في المستشفى، وهو مصل يغطي جميع أنواع لدغات الأفاعي ومنها الأفعى الفلسطينية، إلا أن أهل المصاب أًصروا على حصوله على مصل من فلسطين، وحينما وجد الطبيب المشرف والمعالج عدم وجود أي تأثيرات جانبية للمصل وبموافقة أهل المريض، حصل الراعي على جرعتين من المصل الفلسطيني بعد يومين من أصابته.

ورفض الشرفا الحديث الدائر في الوسائل الإعلامية عن أن السبب في شفاء الراعي هو المصل القادم من فلسطين، موضحا "الفضل يعود من بعد مشيئة الخالق إلى الإجراءات العلاجية السريعة في غرفة الطوارئ والمصل المستخدم في الوزارة، وهو مصل مصنع من كبرى الشركات العالمية في هذا المجال ومخصص لجميع الأفاعي الموجودة في الشرق الأوسط".

الهم الأول والأخير بالنسبة للمستشفى سلامة المريض - بحسب الشرفا- ولذلك التزم المستشفى الصمت ولم يرد على الكلام المسيء الذي ربط نجاة الراعي بالمصل الفلسطيني أو خبير الأفاعي جمال عمواسي، مؤكدا أنه لو أن المصل هو سبب نجاته، لكانت عائلته عالجته في المنزل باستخدام ذلك المصل.

ووفقا للشرفا، فالأدوية الموجودة في وزارة الصحة والمستشفيات جميعها، ممتازة وتغطي كافة الاحتياجات وأنواع اللدغات،وما يرد حول ذلك من جدل واتهام بالتقصير أمر مرفوض جملة وتفصيلا.

بدوره قال الصحفي يوسف فراج معد التقرير لـ "أكيد" أنه وخلال حواره مع الراعي، أكد له الأخير أن المصل الشافي لعلاج لدغة هذه الأفعى مصنع في إسرائيل وهناك محاولات جيدة لتصنيعه في مصر، وأن المضادات الحيوية ليست كافية وأحيانا تلعب دورا عكسيا وتسهم في وفاة المصاب.

وأضاف "الدواء الموجود في وزارة الصحة ومستشفى البشير منوع، ويستخدم لعلاج 25 نوع لدغة أفعى، ولا يعتبر علاجا نافعا للدغة الأفعى الفلسطينية كونها سامة للغاية وتحارب الدم بشراسة".

وبمجرد نقل الراعي إلى المستشفى بعد إصابته وازدياد حالته سوءا - بحسب فراج - تواصل الأخير مع خبير الأفاعي جمال عمواسي لتوفير المصل من مستشفى هداسا في إسرائيل عن طريق أحد القادمين من الضفة الغربية. ويكمل فراج حديثه "لعلمي المسبق مع إجراءات وزارة الصحة طلبت من عائلة الراعي الحصول على الموافقة لاستخدام المصل كون حالة الراعي كانت حرجة للغاية وفعلا تم توقيع الأهل على وثيقة موافقتهم على إعطاء ابنهم المصل وتحملهم المسؤولية في حال حدوث أية أعراض جانبية أو غيره".

ووفقا لفراج "حصل الراعي على أول جرعتين من المصل واستفاق بعدها بعدة ساعات، بينما رفض مدير المستشفى إعطائه الجرعتين اللتين وصلتا في اليوم التالي بذريعة عدم وجود ليبل على العبوات، علما بأن أول جرعتين لم يكن عليهما أي ليبل".

وأضاف "بعد أن ساءت حالة الراعي مجددا، وفر السفير الفلسطيني في الأردن مصلا من إسرائيل وحصل عليه الراعي كجرعة ثالثة وتحسنت حالته".