منشطات النواب الجنسية بعيون رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية

منشطات النواب الجنسية بعيون رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية

  • 2018-01-16
  • 12

أكيد- أنور الزيادات

"لا أعتقد أن ذلك يشكل انتهاكا خطيرا للأخلاق، لكنه أيضا لا يعتبر صحافة مهنية"، هذا توصيف رئيس شبكة الصحافة الأخلاقية أيدن وايت للصورة التي التقطت ليدي أحد أعضاء مجلس النواب الأردني وفيها شريط من المنشطات الجنسية، وذلك في معرض إجابته على سؤال ل"أكيد" حول مدى المهنية والأخلاقية في مثل هذه الصور.

ونشرت مواقع إخبارية الخبر والصورة يوم 14 كانون ثاني 2018، لكنهما لم يكشفا عن هوية النائب في الخبر الذي لقي اهتماما كبيرا في مواقع التواصل الإجتماعي.

ويضيف وايت الذي كان يشغل منصب السكرتير العام للفيدرالية الدولية للصحفيين وعمل مع صحيفة الغارديان البريطانية، "يجب أن لا نتدخل في حياة الناس الخاصة، لكن عندما يخضع المسؤولون المنتخبون للتدقيق العام (كما هو الحال عندما يكونون في جلسات البرلمان) يجب أن يكونوا أكثر حذرا وأن يكونوا على بينة من أنه قد يتم تصويرهم، لذلك يقع جزء من اللوم عليهم".

ويقول "ليس من المصلحة العامة نشر مثل هذه الصورة إذا أخذت في مكان خاص،  ولا يوجد هناك مصلحة عامة في نشرها إذا كانت صورة في البرلمان، الا إذا كان عضو مجلس النواب المعني متخصصا في مناقشات أو سياسات تتعلق بسياسات السلوك الجنسي أو المخدرات عندما يكون ذلك مناسبا في السياق".

وتناول الإعلام في البداية الموضوع كخبر صحفي يعتمد بشكل أساسي على الصورة المرفقة،  ووفق مقولة الكاتب الروسي إيفان تورغنيف، في رواية "آباء وأبناء" المتداولة بين الإعلامين فإن "ما يمكن أن تقوله صورة ما، لا يمكن أن يقوله كتاب في ألف كلمة".

وأشار الخبر الذي نشرته ثلاثة مواقع اخبارية  أولها كان تحت عنوان  "مقويات جنسية تحت قبة مجلس النواب الأردني"، الى أن الكاميرا التقطت خلال جلسة مسائية تشريعية لمجلس النواب، صورا لشريط من المقويات الجنسية من نوع "فيجا"، بين أيدي أعضاء في المجلس.

وكانت تفاصيل الخبر التي نشرت في ثلاث فقرات أخرى متشابهة بدرجة كبيرة تحدثت عن المستحضر الطبي الهندي "فيجا" وبالتفصيل حول المكونات والاعراض الجانبية والسعر، وكان الاختلاف بإعادة التحرير لا بالمضمون والمحتوى.

مواقع اخرى نشرت خبرا موحدا كمتابعة للخبر الاول " معتمدة على  النسخ واللصق عن خبر نشرته صحيفة "راي اليوم" وهي صحيفة الكترونية غير أردنية تصدر في لندن تحت عنوان "حبوب فياجرا هندية تحت قبة البرلمان تثير عاصفة نقد لاذع في الاردن ،وقامت المواقع المحلية بإعادة صياغة العنوان وبشكل أدق اختصاره .

المتابعة لم تذكر أية أسماء لكنها اشارت الى ما يتم تداوله من قبل المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعي مبينة أن النقد عبر وسائط التواصل الاجتماعي  ارتدى  لباسا سياسيا كما كان هناك سيلا من التعليقات الجارحة.

وتابع أحد المواقع الخبر من خلال تغريدة لناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي طالبت بفصل النواب الذكور عن الاناث ومنع الاختلاط في المجلس.

ونشرت وسائل إعلام أخرى مقالات حول الموضوع  ومن أبرزها مقال للصحفي وليد حسني المختص بشؤون مجلس النواب، بعنوان ، فياغرا النواب.. لا إثارة في مشهد مكرر مما جاء فيه "فياغرا النواب التي ظهرت في الصورة وشكلت للبعض مفاجأة لم تكن الصورة الأولى التي تؤرخ لحضور الحبة الزرقاء في مجلس النواب، فقد كان أول ظهور رسمي ومكشوف لها في مجلس النواب الرابع عشر، وتتالت المشاهد بعد ذلك، بل أن نوابا أطباء كانوا يوزعونها بكل أريحية وأمام الصحفيين انفسهم، ولم تعد هذه المشاهد مثيرة تماما بعد ان تحولت لمجرد مشاهد مستهلكة تحدث كل يوم وتتكرر كثيرا".

وفي تقرير سابق لمرصد (أكيد) بعنوان "صور رسائل النواب: سبق صحفي أم انتهاك للخصوصية؟ "تم التواصل مع " مع مدير الاتصالات في القناة الإخبارية الألمانية (الدويتشه فيله) السيد شريز، الذي أكد أنه يسمح للصحفيين و للمصورين تغطية ما يشاءون من داخل قاعة البرلمان من المناطق المخصصة لهم.

كما قام "أكيد" سابقا بالاتصال بقسم المعلومات في البرلمان النرويجي الذي أكد أن البرلمان يسمح للصحافيين والمصورين التقاط الصور بدون قيود من الأماكن المخصصة لهم . وتصل حرية التصوير إلى مدى أبعد في البرلمان الإيطالي، الأمر الذي يدفع رئيس المجلس هناك إلى مواصلة تنبيه الأعضاء إلى ضرورة الانتباه لأن المصورين يحملون عادة كاميرات ذات تقنيات عالية تمكنها من التقاط الصور الدقيقة بما في ذلك تصوير ما هو مكتوب في الأوراق.

وهنا لا بد من الإشارة الى أن عمليات النسخ واللصق تمارس بشكل واضح من قبل بعض المواقع الاخبارية وهو ما يخالف اخلاقيات المهنة خاصة الفقرة (ت) من المادة التاسعة  من ميثاق الشرف الصحفي والتي تنص على انه "يمارس الصحفيون  أقصى درجات الموضوعية في عزو المواد التي تنشرها الصحف الى مصادرها وأن يذكروا مصدر كل مادة صحفية أو نص يتم نشره".