أكيد- أنور الزيادات
تداولت عشرات المواقع الإخبارية المحلية خبرا حول " اعتقال السلطات الايطالية لشاب أردني ، بعد ضبطه يصبغ القطط بالحناء ليبيعها على أنها نوع نادر من القطط، في الوقت ذاته أشارت مواقع أخبارية عربية أخرى الى أن الشاب مغربي وتونسي وفلسطيني.
الخبر ذاته انتشر أيضا في مواقع فلسطينية ومغربية وتونسية وفي كل بلد تم محاولة جذب القراء من خلال العناوين التي تربط قصة الاحتيال بجنسية الموقع الذي نشر الخبر، وعلى الأقل في العناوين.
ومن العناوين التي تناولت الموضوع محليا "بالصور...القبض على اردني في إيطاليا يقوم بتغطيس القطط في الحناء" ثم يقوم ببيعها"، وجاء فيه "ألقت الأجهزة الأمنية الإيطالية القبض على أردني يقوم بتغطيس القطط في الحنة ثم يقوم ببيعها على أساس أنها نوعية نادرة من القطط، وتفيد التحريات أن المدعو: ع . آ ، قد اعترف بالذنب المنسوب إليه وأنه قام فعلا ببيع قرابة 9 قطط كان قد إستقطبها من الشارع وقام بتربيتها في منزله ثم طلاها بالحنة كليا ليتبدل لونها ثم قام بتصويرها و بيعها اعتمادا على مواقع التواصل الإجتماعي".
كما نشر الخبر تحت عناوين جاذبة للأردنيين "حقيقة اعتقال اردني صبغ القطط بالحناء، بالفيديو ... حقيقة احتيال اردني على ايطاليين بصبغ قطط الشارع بـ"الحناء" قبل بيعها ، ماهي حقيقة اعتقال اردني صبغ القطط بالحناء." وجاء فيها "تداول ناشطون خبرا مفاده اعتقال السلطات الايطالية لشاب أردني، بعد ضبطه يصبغ القطط بالحناء ليبيعها على أنها نوع نادر من القطط. وبالتدقيق في الخبر تبين أن الشاب المعتقل مغربي الجنسية، وليس أردنيا ...".
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) تتبع الخبر وتبين أن مواقع عربية أخرى تناولت الخبر وبذات الطريقة حقيقة اعتقال فلسطيني صبغ القطط بالحناء في إيطاليا ! ، وفي الخبر فان الشاب من غزة، كما نشرت مواقع مغربية الخبر بذات الطريقة "حقيقة المهاجر المغربي في إيطاليا الذي يصبغ القطط بالحناء و يعرضها للبيع ك « قطط نادرة »، اعتقال مهاجر "مغربي" يصبغ قطط الشارع بـ"الحناء" قبل بيعها بمبالغ مرتفعة بعد إدعائه أنها من فصيلة نادرة.
ما حصل من تداول للخبر في الأردن وفلسطين والمغرب ،حدث في تونس أيضا فقد نشرت مواقع إخبارية تونسية الخبر تحت عناوين مثل " القبض على تونسي في إيطاليا يقوم بتغطيس القطط في الحنّة ثمّ يبيعها على أساس انها نوعيّة نادرة، القبض على تونسي في إيطاليا يقوم بتغطيس القطاس في الحنّة ثمّ يبيعها على أساس نوعيّة نادرة من القطط، ايطاليا : ايقاف تونسي قام بصبغ القطط بالحنة و عرضها للبيع على اساس انها قطط نادرة.
ويتبين من خلال التدقيق على تفاصيل الأخبار المنشورة عدم وجود مصدر موثوق للخبر والتي جاءت كما يلي: تفيد التحريات، تداول ناشطون، وبحسب التقارير، و بعد التحقيق مع المتهم، راج عبر الصفحات الافتراضية لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالتدقيق على الخبر، تداول ناشطون خبرا، زعمت وسائل اعلام و ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام المحلية، وبحسب التقارير التي نشرتها مواقع مغربية إيطالية ، دون تحديد للمواقع الأصلية التي نشرت الخبر واعتمدت كمصدر.
ويرى "أكيد" أن لجوء المواقع إلى استخدام المصدر المجهول يشكل مخاطرة بسمعتها خصوصا إذا تبين أن الخبر غير صحيح، لأن القارئ سيستنتج أن وسيلة الاعلام تفبرك الأخبار وتكذب، ولم تتضمن الأخبار أية مصادر موثوقة سواء كانت مصادر أولية تواصلت معها المواقع ذاتها، أو أن تكون هذه المواقع نقلت عن مصادر إعلام موثوقة كوكالات الأنباء الدولية أو صحف معروفة أو محطات تلفزة تحظى بالمصداقية.
ويكشف الاختلاف في جنسية المتهم أن هناك معلومات غير صحيحة، ويجعل الشكوك تميل بشكل كبير إلى أن القصة قد تكون مختلقة خاصة وانه لم تنسب لإي موقع ايطالي معروف ، كما أن الحدث لم يتم تحديده بزمان معين ، أو مكان محدد كالإشارة في أي مدينة ايطالية حدثت الواقعة من أجل التدقيق، اضافة الى أن هناك اختلافا في التفاصيل حتى بالأخبار التي أدعت انها تقدم الحقيقة وذلك بالاشارة أحيانا الى أن جنسية المتهم مغربية وفي أوقات أخرى أن جنسيته تونسية.
الناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي لا يشكلون مصادر موثوقة خاصة عند عدم تحديد من هو هذا الناشط ، وعلى المواقع الإخبارية أن تراعي الضوابط المهنية ومعايير التحقق قبل النشر مثل التوازن والدقة، حتى لا تصبح أداة لتداول الشائعات أو تضخيمها.
كما يرى (أكيد) أن العنوان جزء مهم من الخبر، وعلى وسائل الإعلام الإبتعاد عن الإثارة على حساب الدقة، فذكر الجنسية كان أداة لجذب الجمهور، وتفوقت الإثارة في هذا الجانب على الدقة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني