مواقع إخبارية تتبنى رواية إعلامي بضربه من قبل حرس رئيس الوزراء

مواقع إخبارية تتبنى رواية إعلامي بضربه من قبل حرس رئيس الوزراء

  • 2017-05-21
  • 12

أكيد – وصفي الخشمان

تبنت مواقع إخبارية الكترونية رواية قدمها إعلامي في قناة تلفزيونية محلية قال فيها إنه تعرض للضرب على يد حرس رئيس الوزراء هاني الملقي أثناء تغطيته لقاء عقد في وزارة الصناعة والتجارة.

وجاءت متون الخبر والعناوين موحدة تقريباً، وعلى لسان الإعلامي ذاته، دون تضمين الخبر رداً رسمياً، أو رأياً لجهة مستقلة.

كما أجرت قناة تلفزيونية واحدة على الأقل لقاء مع الإعلامي أوضح فيه روايته عن "اعتداء" حرس رئيس الوزراء عليه.

وسرد الإعلامي روايته لما حدث معه، وذلك في سلسلة صور ومقاطع نقلها بشكل مباشر خلال وجوده في غرفة طوارئ بمستشفى وسيارته ومنزله، وحصدت قرابة ربع مليون مشاهدة وأكثر من 7000 تعليق.

وقال الإعلامي إنه مُنع من تغطية لقاء رئيس الوزراء في وزارة الصناعة والتجارة، ثم تعرض للضرب على يد "مرافقي" الرئيس، ما أدى إلى إصابته، مرفقاً صوراً لتقرير طبي يبين إصابته بكسر في السلامية الثالثة لليد اليسرى.

ونقلت مواقع إخبارية عن الإعلامي قوله إن سيتقدم بشكوى قضائية ضد حرس رئيس الوزراء، في حين أكدت مواقع أخرى أنه تقدم بالشكوى فعلاً.

وروى الإعلامي على منصته التفاعلية التي يتابعها أكثر من 38 ألف شخص بين أصدقاء ومتابعين، تقديمه شكوى في مركز أمن الشميساني، وهو ما لم يتسن الحصول على تأكيد له، على الرغم من تواصل مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) مع المقدم عامر السرطاوي الناطق الإعلامي باسم مدير الأمن العام.

كما حاول المرصد التواصل مع الإعلامي الذي ادعى تعرضه للضرب دون فائدة.

من جهته، قال الدكتور منصور الحياري، وهو طبيب الطوارئ الذي استقبل الإعلامي وأعد التقرير الطبي الأولي الخاص بحالته، إن الإعلامي راجع قسم الطوارئ، وقال إنه تعرض للضرب، وتم تصنيف حالته "مشاجرة"، حيث بادرت بصفتي طبيب الطوارئ المناوب إلى إجراء فحص طبي كامل له.

وأضاف طبيب الطوارئ أن الفحص الأولي كشف عن وجود "انتفاخ مصحوب بزرقة" في يده اليسرى، واتضح على الصورة السينية التي أجريت له وجود كسر في السلامية الثالثة، ما تطلب تحويله إلى اختصاصي العظام.

وبين الدكتور الحياري أن دورنا كأطباء طوارئ ينتهي بعد مرحلة العناية الأولية، مشيراً إلى أنه "ليس من دور الطبيب معرفة كيفية الإصابة".

وقال: "نفس الإصابة قد يتسبب بها أكثر من حادث (..) وهذا دور محققي الشرطة في معرفة طريقة الإصابة".

ووصف مصدر رسمي ادعاء الإعلامي بأنه "عار تماماً عن الصحة"، لافتاً إلى وجود ما يزيد عن 40 شخصاً يؤكدون ذلك. وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن الاجتماع "لم يكن مفتوحاً للإعلام، وهذا إجراء طبيعي، فهناك اجتماعات تكون مفتوحة وأخرى لا".

وروى شاهدا عيان يحتفظ مرصد (أكيد) بشهادتيهما ما جرى في وزارة الصناعة والتجارة، إذ اتفقا على أن الإعلامي لم يتعرض للضرب، وأنه حضر جانباً من اجتماع رئيس الوزراء في الوزارة دون أن يسمح له بالتصوير، ثم خرج وانتظر رئيس الوزراء، ورافقه عند خروجه إلى المصعد، وتحدث إليه، قبل أن يعود ويتابع الاجتماع، ويشتبك لفظياً مع وزير الدولة لشؤون الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني.

وانتشر عبر منصات التفاعل الاجتماعي وتداولته مواقع إخبارية، تصوير مدته 15 ثانية لكاميرا مراقبة في وزارة الصناعة والتجارة، يظهر الإعلامي واقفاً برفقة رئيس الوزراء في المصعد وهو يقبل رأسه، قبل أن يحدث قطع في التصوير، ليظهر الإعلامي وهو خارج من المصعد دون أن تظهر عليه علامات الضرب والاعتداء.

وسبق للإعلامي أن تم إيقافه بتهم عدم توخي الدقة ومخالفة قانوني المطبوعات والنشر والجرائم الالكترونية، عقب نشر فيديوهات على منصات التفاعل. كما دأبت مواقع إخبارية على نشر آراء وأخبار الإعلامي المشار إليه.

وحدد مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) جملة مخالفات وقعت فيها مواقع إخبارية أبرزها فقدان عنصري التوازن والحياد، حيث غاب عن التغطيات الرأي الآخر المتمثل بالحكومة أو الرأي المحايد الممثل بشهود عيان، فضلاً عن استخدام التغطيات لصيغ توكيدية وعزوفها عن مفردات تلقي بمسؤولية المعلومات على عاتق مصدرها مثل "ادعاءات أو مزاعم".