أكيد - آية الخوالدة
انتهكت مواقع اخبارية محلية الحياة الخاصة للجندي المسرح أحمد الدقامسة، بنشر تفاصيل تدخل ضمن دائرة حياته الخاصة وتتعلق بأفراد عائلته، ولا تحمل قيمة إخبارية.
وتابع مرصد "أكيد" ما نشر خلال الفترة الماضية في المواقع الإخبارية، وكشف عن تجاوز العديد منها للمعايير الأخلاقية والإعلامية، حيث انشغلت العديد من المواقع بتوضيح شائعة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حول انتحار الدقامسة، والتي تبين أنها مراجعة دورية الى المستشفى نتيجة لمرض السكري.
كما تدخلت تلك المواقع في خصوصيات الدقامسة ونشرت أخبارا تتعلق بزواجه الثاني وعلاقته الأسرية، وبذلك خالفت العديد من المعايير الأخلاقية التي نصت عليها مواثيق الشرف وقانون المطبوعات والنشر، حيث لا يجب المساس بالحياة الخاصة للأشخاص، سواء كانت تتعلق بشخصية عامة أو غير ذلك.
موقع إخباري نشر الخبر بالتحليل، حيث تحدث بالإسهاب عن ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي وأصدر أحكاما على تصرف الدقامسة، فيما نشرت العديد من المواقع الإخبارية رده وتبريره لزواجه الثاني، وضم التبرير معلومات تتعلق بحياته وحياة زوجته، كان من الأولى بوسائل الإعلام أن تنأى بنفسها عن ذكرها وإيلاء الاهتمام بها.
كما عادت المواقع الإخبارية للاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر معلومات لأخبارها، واستندت على ما ينشر في الصفحات الخاصة للأفراد، حيث نشرت تعليقا على الفايسبوك ونسبته إلى زوجة الدقامسة دون التأكد من دقة ذلك، بالإضافة الى نشر تعليقات أخرى نسبت الى أبنائه.
وتم الإفراج عن الجندي المسرح أحمد الدقامسة، في آذار الماضي، بعد أن أمضى عقوبة امتدت عشرين عاما داخل السجن، على خلفية قتله 7 طالبات إسرائيليات كنّ في رحلة إلى منطقة الباقورة.
ويبين المستشار القانوني لنقابة الصحفيين الأردنيين محمود قطيشات في حديث مع مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" أن انتهاك المواقع الإخبارية لحياة الدقامسة جريمة يعاقب عليها قانون العقوبات وقانون نقابة الصحفيين وقانون المطبوعات والنشر.
وتحمي القوانين وميثاق الشرف الصحفي - بحسب قطيشات - ما يمس بكرامة وحياة الأشخاص وانتهاك حرمة حياتهم الخاصة عبر وسائل الإعلام، والتجاوز عليها لا يكون الا بوجود ضرر عام، تحت قاعدة الضرر العام يدفع بالضرر الخاص.
ويضيف قطيشات "على سبيل المثال، يجوز للصحافة أن تنتقد وزير الصحة اثناء استمتاعه بإجازة خاصة، والبلد يمر بمسألة طارئة أو وباء، وهنا يحق لها أن تتعرض لحياته الخاصة".
وفيما يخص الدقامسة، يرى قطيشات أن الإعلام الإلكتروني لطالما يبحث عن الإثارة في تقاريره واستغل اهتمام الناس بالدقامسة سواء الأشخاص المتعاطفين معه أو الناقدين لأفعاله التي حوكم عليها، كما استغلت تعاطف الناس مع زوجته، لكنه لا يعتبر شخصية عامة ولا تنطبق عليه شروط هذه الشخصية، واهتمام بعض الفئات به لا تبرر لوسائل الإعلام ان تتعدى على حياته الخاصة.
ويذكر "أكيد" وفقا للمعايير التي يطبقها، أن حق المجتمع في المعرفة باعتباره حق من حقوق الإنسان هو ما يشكل المهمة الأساسية لوسائل الإعلام وهو الأساس المتين لعمل الصحافة ووسائل الإعلام، بنقل الأخبار ذات القيمة الخبرية فقط.
والحق في الحياة الخاصة للأفراد وضمان عدم انتهاكها ضمنته العديد من البنود القانونية ومواثيق الشرف الصحفية، حيث تنص المادة (4) من قانون المطبوعات والنشر على “تمـــارس الصـــحافة مهمتهـــا بحريـــة فـــي تقـــديم الأخبار والمعلومات والتعليقات وتسهم في نشـر الفكـر والثقافـة والعلـوم في حـدود القـانون وفـي إطـار الحفـاظ علـى الحريـات والحقـوق والواجبـــات العامـــة واحتـــرام حريـــة الحيـــاة الخاصـــة للأخرين وحرمتها”.
فيما تنص المادة 7 منه على أن “آداب مهنة الصحافة ومصداقيتها ملزمة للصحفي وتشمل احتــرام الحريــات العامــة للأخرين وحفــظ حقــوقهم وعــدم المس بحرمة حياتهم الخاصة".
وتنص المادة (11) من ميثاق الشرف الصحفي "يلتزم الصحفيون باحترام سمعة الاسر والعائلات والافراد وسرية الأمور الخاصة بالمواطنين، وذلك طبقا للمبادئ الدولية وأخلاقيات العمل الصحفي والقوانين المعمول بها في المملكة".
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني