أكيد - آية الخوالدة
أثار موقع رؤيا الاخباري الخوف بين المواطنين، عقب نشره مساء أمس خبرا عاجلا عنوانه "المخابرات تحبط مخططا لاستهداف الجيش بالزرقاء وإعلان ولاية لداعش في معان"، قام على اثره مصدر قضائي باصدار تصريح رسمي يبدد هذه المخاوف ويؤكد على أن الخبر قديم، ولا جديد فيه الا صدور قرار من محكمة التمييز قبل شهر بالمصادقة على أحكام المتورطين في القضية التي يعود تاريخها لعام 2015.
وأوحى الموقع الى القارئ من خلال العنوان الذي تناقلته مواقع اخبارية الكترونية محلية وعربية، أن هناك خلية إرهابية جديدة، وتم إحباطها من قبل المخابرات مؤخرا، كون الخبر نشر ضمن تصنيف "عاجل"، ولم يشر إلى ما يخص قرار المحكمة في العنوان، ما تسبب في تضليل القراء وإثارة خوفهم.
الخبر في متنه قديم ومنشور سابقا، بوضع أربعة متهمين بالأشغال الشاقة المؤقتة 15 سنة لقيامهم بالتخطيط لتنفيذ عمليات ارهابية ضد مقار عسكرية في الزرقاء، لصالح عصابة داعش الإرهابية في سوريا، بينما تعود مجريات تلك القضية الى العام 2015.
ونشر موقع المحطة الخبر الأصلي تحت عنوان "المخابرات تحبط مخططا لاستهداف الجيش بالزرقاء واعلان ولاية لداعش في معان" الساعة (8:45) دقيقة مساء، وبعد مرور نحو نصف ساعة (9:14) دقيقة، نشر الخبر بالتفاصيل وأدرج العنوان التالي ""التمييز" تؤيد حكما على 4 أردنيين بالأشغال الشاقة خططوا لاستهداف مقار عسكرية بالزرقاء"، ومن ثم نشر الموقع خبرا في الساعة (11:17) دقيقة مساء نقل خلاله ما ورد في بيان على لسان مصدر قضائي "أن ما تداولته وسائل إعلام حول إحباط مخططات إرهابية هي وقائع قديمة".
وقال مدير الاخبار في قناة رؤيا الزميل محمد الخالدي، ان "الخطأ غير مقصود من محرر وتمثل هذا الخطأ بأنه لم يكن خبرا عاجلا، وبأن العنوان حمل تضليلا للقارئ ولم يكن مناسبا للمحتوى، كون الخبر تضمن قرارا لمحكمة التمييز بالمصادقة على قرار محكمة أمن الدولة بخصوص عدد من المتهمين بتنفيذ عمليات عسكرية في الأردن".
وأشار الخالدي في تصريح ل"أكيد"، الى "اجراءات القناة بعد مرور ربع ساعة على نشر الخبر العاجل، حيث تم تعديل العنوان ونشر الخبر كاملا ووضع عبارة "محكمة التمييز" في العنوان، حيث نشر الخبر في الثامنة وسبع وأربعين دقيقة مساء وتم التعديل عليه في التاسعة وخمس دقائق".
الموقع اعتذر في اليوم الثاني لنشر الخبر تحت عنوان "اعتذار صادر عن موقع رؤيا الاخباري"، قال فيه "نشر موقع رؤيا الاخباري يوم الثلاثاء بتاريخ 30/5/2017 في تمام الساعة الثامنة و47 دقيقة خبرا بعنوان حمل مغالطات غير مقبولة حيث اشار الخبر الى حدث وكأنه وقع لحظة نشر الخبر وهو لم يكن سوى قرار لمحكمة التمييز، كما فهم الخبر في غير سياقه بسبب عنوانه وهو ما أثار ملاحظات لدى العديد من متابعينا الكرام".
واضاف موقع رؤيا ان"الخطأ فردي وتؤكد اعتزازها واحترامها لكافة أبناء الوطن وتحديدا أبناء معان، كما تؤكد رؤيا أنها اتخذت الاجراءات الادارية بحق المخطئ في التعامل مع هذا الخبر بهذه الطريقة".
ووقعت العديد من الوسائل الإعلامية الأخرى في الفخ، حينما نشرت الخبر بصيغة العنوان نفسه ومن بينها صحيفة يومية وعدد من المواقع الإخبارية التي أعاد جزء منها التعديل على العنوان ومنها من أبقى عليه.
وفي هذا الصدد يؤكد مرصد مصداقية الإعلام الأردني "أكيد" من خلال المعايير المتبعة في قياس المهنية الأخلاقية، ضرورة أن يكون العنوان واضحا ومرتبطا بالمادة ودالا عليه، كما يجب أن يشر إلى محتوى المادة ولا يحض على الكراهية أو يحرض عليها.
أما فيما يخص نشر قرارات المحكمة في الإعلام، يوضح "أكيد" أنه يجوز نشر أحكام المحاكم ويشترط عند نشرها أن تبدأ أصدرت محكمة، ويشترط في هذه الحالة أن يكون هناك تزامنا ما بين صدور الحكم والنشر .
كما أن نشر اخبار إحباط عملية يكون من مصادر رسمية، وعندما يصدر حكم من المحكمة يشار إلى قرار المحكمة، وعدم جواز النشر كأن الحدث جديد .ويعتبر استخدام العنوان المضلل مخالفة قانونية ومهنية تنافي الدقة في نقل الاخبار.
وتُخالف هذه المادة ميثاق الشرف الصحافي في مادته التاسعة والتي تنص على أن: "رسالة الصحافة تقتضي الدقة والموضوعية وإن ممارستها تستوجب التأكد من صحة المعلومات والاخبار قبل نشرها".
وتُخالف أيضاً معايير التحقق من مصداقية التغطية الصحافية، ومنها الدقة في تجنب المحتوى غير الصحيح،والابتعاد عن المعلومات الناقصة التي يعني افتقادها تشويه الوقائع، ونقل المعلومات كما وردت من المصدر بالضبط دون زيادة او نقصان، وكذلك معيار التوازن في نقل المعلومات والعزو للمصادر بتساو ودون أي أحكام أو تقييم، ومعيار التوازن في استخدام اللغة بعيداً عن المبالغة.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني