أكيد - وصفي الخشمان
سارعت وسائل إعلام مغربية إلى التقاط خبر "بروتوكولي" أردني، وحولته إلى قصة إخبارية تفيد باندلاع أزمة دبلوماسية بين الأردن والمغرب.
فقد نشرت صحف ومواقع إخبارية أردنية الأحد 2 نيسان الحالي خبراً عن صدور إرادة ملكية بالموافقة قرار مجلس الوزراء المتعلق بإجراء تشكيلات في وزارة الخارجية والموافقة على ترشيح عدد من السفراء العرب والأجانب لدى البلاط الملكي الهاشمي.
بعد يوم، عمد موقع إخباري مغربي يدعى "هسبريس" إلى إصدار تقرير صحافي بعنوان: "سحب السفير الأردني بالمغرب بعد تغيب الملك عن القمة العربية"، وهو عرف دولي متبع في حال نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وفات على الموقع المذكور أن عدداً من المواقع الأردنية التي نشرت خبر الإرادة الملكية قد أرفق صوراً للكتاب الصادر عن الديوان الملكي الذي ينص البند الأول منه على: "صدرت الإرادة الملكية السامية بالموافقة على قرار مجلس الوزراء رقم 2113 تاريخ 8/3/2017 المتضمن الموافقة على نقل سعادة السفير السيد علي الكايد من السفارة الأردنية في المملكة المغربية إلى المركز اعتباراً من تاريخ 2/4/2017".
وبما أن زيارة الملك عبد الله الثاني للمغرب كانت في 22 آذار وانعقدت القمة العربية في البحر الميت بتاريخ 29 آذار، فإن قرار نقل السفير كان سابقاً للحدثين ولا يستقيم ربطه بهما البتة.
ومثلما تداولت مواقع مغربية الخبر المغلوط، لقي "سحب السفير الأردني من المغرب" صدى في مواقع عربية أخرى، بل إن بعضها أشبعه تحليلاً عبر إيجاد رابط وهمي بين "سحب السفير" وتغيير مدير دائرة المخابرات العامة من جهة وغياب العاهل المغربي عن القمة العربية من جهة أخرى.
بيد أن موقعاً إخبارياً مغربياً رد على تلك التقارير الخاطئة بتوضيح أن قرار نقل السفير الأردني علي الكايد اتخذ قبل قرابة شهر، ولا رابط بينه وبين عدم حضور العاهل المغربي لقمة عمان.
وعلى الرغم من أن المواقع الإخبارية في الأردن التزمت بالنص الرسمي، وغضت الطرف حيال ما نشر في المواقع العربية ولم تخض في ما وراء نقل السفير الكايد، فقد تبنى موقع واحد على الأقل، فكرة بدء أزمة دبلوماسية بين الأردن والمغرب.
وبادرت مواقع إخبارية محلية إلى نشر نفي لوجود علاقة بين نقل السفير وتغيب العاهل المغربي عن القمة العربية، في حين تكهن موقع آخر بأن قرار نقل الكايد من المغرب سيتبعه قرار آخر بتوليه منصب السفير الأردني في الرياض، بعد شغور المنصب عقب إحالة السفير جمال الشمايلة إلى التقاعد.
كذلك أعد موقع إخباري عربي تقريراً نفى فيه أي رابط بين نقل السفير وغياب العاهل المغربي، وشرح أن قرار النقل متخذ منذ شهر، وأن الأردن متفهم لموقف الملك محمد السادس العازف عن المشاركة في القمم العربية.
مرصد مصداقية الإعلام الأردني (أكيد) يؤكد أهمية استقاء الخبر من مصادره، والابتعاد عن التحليل غير المستند إلى معلومات موثوقة، مطالباً جميع وسائل الإعلام بعدم الانجرار وراء مقولة "الخبر الكاذب جاذب"، لما لذلك من أثر سلبي على مصداقية الوسيلة الإعلامية وإضرار بمعايير العمل الصحافي وأخلاقياته.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني