استند عدد من المواقع الإلكترونية على تعليقات القراء والمتابعين لصفحة السفارة الأمريكية للرد على ما نشرته السفارة على صفحتها على "الفيسبوك" بـ"ان 75% من الأطفال الأردنيين يولدون في مستشفيات بنيت أو تم تحديثها من خلال مساعدات مقدمة من الحكومة الامريكية".
وجاء في المنشور أيضاً انخفاض "معدل وفيات الامهات بنسبة 50% كما انخفضت نسبة الوفيات بين الاطفال حديثي الولادة بنسبة 50 % بدعم من الوكالة الامريكية للتنمية الدولي".
ذلك المنشور أثار حفيظة متابعين للسفارة على "الفيسبوك"، معتبرين أن ما جاء فيه "إساءة" للشعب الاردني، وهو ما ركزت عليه المواقع الالكترونية التي نشرت خبر "البوست" وأعطت الحجم الأكبر في التغطية لردود فعل المعلقين على "بوست" السفارة".
ذلك الهجوم دفع السفارة إلى نشر توضيح جاء فيه أنها تحاول أن "تسلط الضوء على سبل التعاون وتقديم المساعدات للشعب الاردني والمؤسسات في الاردن من خلال هذا البوست ولم نقصد أي إساءة، نحن نثمن دائماً تعليقاتكم وآرائكم".
"أكيد" اتصل مع الناطق الاعلامي باسم وزارة الصحة حاتم الازرعي، الذي لم يؤكد أو ينْف دقة الرقم "(75%) من المستشفيات بنيت أو تم تحديثها من خلال المساعدات الامريكية"، وقال إنه "ليس لديه إحصائية دقيقة تؤكد ذلك الرقم أو تنفيه"، لكنه أشار إلى أن المساعدات الامريكية كانت بشكل خاص لأقسام الخداج والنسائية في المستشفيات الحكومية وليس لكافة الأقسام".
وأضاف الأزرعي: "إن تلك المشاريع الممولة من المساعدات الامريكية مستمرة منذ نحو عشر سنوات، وساهمت في تطوير تلك الأقسام وليست فقط خلال العام الحالي".
أما ما يتعلق بانخفاض نسب الوفيات إلى (50%) بين الأطفال وأمهاتهم نتيجة تلك المساعدات، أوضح الأزرعي أن "المساعدات سبب من عدة أسباب ساهمت في الانخفاض، فهناك على سبيل المثال التحسن الكبير في الخدمات المقدمة للمرضى، وكفاءة الكوادر الطبية والتمريضية، وكذلك برامج رعاية المرأة الحامل وبرامج رعاية الأطفال والخدمات المقدمة لهم، وغيرها من الاسباب، كلها ساهمت في انخفاض تلك النسبة وليس فقط المساعدات".
إن إغفال رد وزارة الصحة على تلك المعلومات أخل بمعيار التوازن، ولكن من الملاحظ أن رد وزارة الصحة وفق اتصال "أكيد" المشار إليه، لم يوفر إجابة واضحة على التساؤل الخاص بنسبة الـ 75% التي أوردتها السفارة، بينما اكتفى بتوضيح مفيد ولكنه غير كاف فيما يتعلق بنسبة الـ 50% الخاصة بوفيات الأطفال.
هذا المثال، يطرح للنقاش قضية المسؤولية عن الخلل المهني التي تتقاسمها أحياناً، كل من وسائل الإعلام ومصدر المعلومات.
أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك كل جديد
أحد مشاريع معهد الإعلام الأردني أسس بدعم من صندوق الملك عبدالله الثاني للتنمية، وهو أداة من أدوات مساءلة وسائل الإعلام, يعمل ضمن منهجية علمية في متابعة مصداقية ما ينشر على وسائل الإعلام الأردنية وفق معايير معلنة.
ادخل بريدك الإلكتروني لتصلك أخبارنا أولًا بأول
© 2024 جميع الحقوق محفوظة موقع أكيد الإلكتروني